30

Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah

مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية

প্রকাশক

دار إحياء التراث العربي

প্রকাশনার স্থান

بيروت

الإيمان وشرح حديث جبريل الذي فيه بيان أن الإيمان أصله في القلب. وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله كما في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الإسلام علانية والإيمان في القلب)) وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب))، فإذا كان الإيمان في القلب فقد صلح القلب فيجب أن يصلح سائر الجسد فلذلك هو ثمرة ما في القلب، فلهذا قال بعضهم الأعمال ثمرة الإيمان، وصحته لما كانت لازمة لإصلاح القلب دخلت في الاسم كما نطق بذلك الكتاب والسنة في غير موضع، وفي الجملة الذين رموا بالإرجاء من الأكابر مثل: طلق بن حبيب وإبراهيم التيمي ونحوهما كان إرجاؤهم من هذا النوع.

﴿وكانوا أيضاً﴾ لا يستثنون في الإيمان، وكانوا يقولون الإيمان هو الإيمان الموجود فينا، ونحن نقطع بأننا مصدقون ويرون الاستثناء شكا، وكان عبد الله بن مسعود وأصحابه يستثنون، وقد روي في حديث أنه رجع عن ذلك لما قال له بعض أصحاب معاذ ما قال لكن أحمد أنكر هذا وضعف هذا الحديث وصار الناس في الاستثناء على ثلاثة أقوال، قول أنه يجب الاستثناء ومن لم يستثن كان مبتدعاً، وقول أن الاستثناء محظور فإنه يقتضي الشك في الإيمان، والقول الثالث أوسطها وأعدلها أنه يجوز الاستثناء باعتبار، وتركه باعتبار فإذا كان مقصوده أني لا أعلم أني قائم في كل ما أوجب الله علي وأنه يقبل أعمالي ليس مقصوده الشك فيما في قلبه، فهذا استثناؤه حسن وقصده أن لا يزكي نفسه وأن لا يقطع بأنه عمل عملا كما أمر فقبل منه. والذنوب كثيرة والنفاق مخوف على عامة الناس، قال ابن أبي مليكة: أدركت

30