Majmū‘ fīhi thalāthah ajzā’ ḥadīthīyah - Jarār
مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية - جرار
তদারক
نبيل سعد الدين جرار
প্রকাশক
دار البشائر الإسلامية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٣١ هـ
প্রকাশনার বছর
٢٠١٠ م
জনগুলি
ـ[مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية]ـ
المؤلف:
فوائد أبي علي الرَّفَّاء / حامد بن محمد بن عبدالله بن محمد بن معاذ الهروي (٣٥٦ هـ)
فوائد الخُلْدي / أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم البغدادي (٣٤٨ هـ)
فوائد مُكْرَم البزّاز / أبي بكر مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضي البغدادي (٣٤٥ هـ)
تحقيق: نبيل سعد الدين جرار
الناشر: دار البشائر الإسلامية
الطبعة: الأولى ١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
_________
تنبيه: هذه النسخة مطابقة للمطبوع حرفًا بحرف، فمصدرها نفس الملفات التي طبع منها الكتاب (سلسلة النشر الوقفي).
سِلسِلَةُ النَّشْرِ الوَقْفِي (١) مَجاميعُ الأَجزاءِ الحَديثيَّةِ (٧) مَجموعٌ فيه ثَلاثةُ أَجْزاءٍ حَديثيَّةٍ فَوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الهَرويِّ ٣٥٦ هـ فَوائدُ الخُلْديِّ أبي محمدٍ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ نُصيرٍ البغداديِّ ٣٤٨ هـ فَوائدُ مُكْرَمٍ البزَّازِ أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ القاضي البَغداديِّ ٣٤٥ هـ تحقيق نبيل سعد الدين جرَّار دار البشائر الإسلامية
سِلسِلَةُ النَّشْرِ الوَقْفِي (١) مَجاميعُ الأَجزاءِ الحَديثيَّةِ (٧) مَجموعٌ فيه ثَلاثةُ أَجْزاءٍ حَديثيَّةٍ فَوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الهَرويِّ ٣٥٦ هـ فَوائدُ الخُلْديِّ أبي محمدٍ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ نُصيرٍ البغداديِّ ٣٤٨ هـ فَوائدُ مُكْرَمٍ البزَّازِ أبي بكرٍ مُكْرَمِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ القاضي البَغداديِّ ٣٤٥ هـ تحقيق نبيل سعد الدين جرَّار دار البشائر الإسلامية
অজানা পৃষ্ঠা
سلسلة النشر الوقفي
«وقف مقره بالمدرسة الضيائية»
«وقف الحافظ ضياء الدين المقدسي تقبل الله منه»
«وقف الحافظ عبد الغني المقدسي ﵀»
عباراتٌ كثيرةٌ حولَ هذا المعنى نجدُها عندَ بدايةِ الكتبِ والأجزاءِ الحديثيَّةِ.
وليسَ غريبًا مِن أئمتِنا الأعلام الحرصُ على نشرِ العلمِ، والعملُ على أن يكونَ في مُتناولِ يدِ كلِّ طالبٍ ومُريدٍ، ومِن وسائلِ ذلكَ وَقفُ الكتبِ والأجزاءِ للانتفاعِ بها في المكتباتِ والمدارسِ العامرةِ.
والآنَ ونحنُ في عصرِ تَقنيةِ المعلوماتِ، أصبحَ نشرُ الكتبِ على شبكةِ المعلوماتِ العالميةِ مِن أفضلِ الوسائلِ لتيسيرِ الانتفاعِ بها لكلِّ طالبٍ ومريدٍ.
فليسَ كلُّ أحدٍ يتيسرُ له الحصولُ على الكتابِ المطبوعِ، ثم إنَّ طباعةَ الكتابِ لا تُغني في وقتِنا هذا عن النسخةِ الألكترونيةِ التي تُستخدمُ في البرامجِ الحاسوبيةِ، لاستِخدامِها في البحثِ السريعِ والدقيقِ في الكتبِ.
ولكنَّ وضعَ الكتبِ على شبكةِ المعلوماتِ لا يسلمُ مِن إضرارٍ بحقوقِ الطباعةِ، التي لا يُنكرُها مَن يعلمُ طبيعةَ العملِ في تحقيقِ التراثِ وطباعتِه، وما يحتاجُه مِن جهدٍ ووقتٍ ومالٍ.
إلا إذا تكفَّل أهلُ الخيرِ والإحسانِ بتأمينِ نفقاتِ التحقيقِ والطباعةِ احتسابًا عندَ الله ﷿، ليخرجَ الكتابُ المطبوعُ في نفسِ الوقتِ الذي يوضعُ فيه على
شبكةِ المعلوماتِ وَقفًا على جميعِ المسلمينَ.
1 / 3
فمَن لم يستطعْ شراءَ الكتابِ المطبوعِ فهاهو الكتابُ مُيسرٌ لمن أرادَ مجانًا (١):
* بصيغة (PDF).
* وصيغة (WORD).
* وصيغة برنامجِ الشاملة لغرضِ البحثِ الحاسوبيِّ.
* وصور المخطوطات منفردةً، وصورها مع ما يقابلُها مِن التحقيقِ.
وكلُّ هذا مطابقٌ للكتابِ المطبوعِ حرفًا بحرفٍ، ودونَ أن يتضررَ أو يعترضَ أحدٌ مِن أصحابِ الحقوقِ.
ويَبقى الكتابُ المطبوعُ في الأسواقِ ينتظرُ الراغبينَ بدعمِ هذا النشرِ الوَقفيِّ، حيثُ أنَّ مردودَ البيعِ سيُحتفظُ به في دار النشرِ لدعمِ الكتابِ التالي في هذه السلسلةِ، وهكذا كي يتسنَّى إخراجُ العديدِ مِن الكتبِ المُسندةِ بهذه الطريقةِ.
واللهَ نسألُ أن يوفِّقنا لخدمةِ سُنةِ نبيِّه المُصطفى ﷺ، وأَن يجعلَنا ممن قالَ فيهم:
«نضَّرَ اللهُ امرءًا سمعَ مِنا حديثًا فبلَّغَه كما سمعَه، فرُبَّ مبلَّغٍ أوعى مِن سامعٍ»
_________
(١) على شبكة المعلومات العالمية، ويمكن البحث عنه بالبحث عن جملة:
«سلسلة النشر الوقفي»
عبر محركات البحث المختصة.
وتم إفراد موضوع خاص لهذا الغرض في:
ملتقى أهل الحديث (www.ahlalhdeeth.com)
(*) للمراسلة: Nabeel_ j@yahoo.com
1 / 4
المقدمة
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفسِنا، ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
وبعدُ، فهذا هو المجموعُ السابعُ الذي يُوفقني اللهُ لإخراجِهِ ضمنَ سلسلةِ مجاميعِ الأجزاءِ الحديثيةِ، وهو مجموعٌ فيه ثلاثةُ أَجزاءٍ حديثيةٍ:
* فوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ: الجزءُ الثَّاني مِنه، ووَرَقتانِ مِن الأولِ.
* فوائدُ الخُلْديِّ: الجزءُ الأولُ والثَّاني.
* فوائدُ مُكْرَمٍ البزَّازِ: الجزءُ الأولُ والثَّاني.
فهي ثلاثةُ أجزاءٍ باعتبارِ مُؤلِّفيها، أمَّا باعتبارِ عددِها فهي خمسةٌ.
وهذِه الأَجزاءُ تَشتركُ في عدةِ أُمورٍ:
* فهي كلُّها (١) بخطِّ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ: الإمامُ العالمُ الحافظُ الصادقُ القدوةُ العابدُ الأثريُّ المتَّبَعُ عالمُ الحفاظُ أبو محمدٍ عبدُ الغنيُّ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المقدسيُّ الجمَّاعيليُّ الصالحيُّ الحنبليُّ، صاحبُ التصانيفِ السائرةِ (٢).
_________
(١) فوائد أبي علي الرفاء سنة (٥٦٩ هـ)، وفوائد الخلدي ومكرم البزاز سنة (٥٦٦ هـ).
(٢) توفي سنة (٦٠٠ هـ). انظر «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٤٤٣).
1 / 5
ضمنَ مجموعٍ واحدٍ مِن المَجاميعِ العُمريةِ، وهو المجموعُ الخامسُ والأَربعونَ مِن المَجاميعِ العُمريةِ المَحفوظةِ في المكتبةِ الظاهريةِ بدمشقَ.
إلا الجزءَ الأولَ مِن فوائدِ مُكْرَمٍ البزَّازِ، فقَد تأخَّرَ إلى المجموعِ (٦٣)، وهو أيضًا بخطِّ الحافظِ عبدِ الغنيِّ المقدسيِّ.
* ثُم هي كلُّها بسندٍ واحدٍ إلى مُصنِّفيها:
* يَرويها عبدُ الغنيِّ المقدسيُّ عن أبي طاهرٍ السِّلَفيِّ: الإمامُ العلَّامةُ المحدِّثُ الحافظُ المُفتي شيخُ الإسلامِ، أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأصبهانيُّ (١).
* عن أبي عليِّ بنِ شاذانَ: الإمامُ الفاضلُ الصدوقُ، مسندُ العراقِ، أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ شاذانَ، البغداديُّ البزَّازُ. له المَشيخةُ الكُبرى والمَشيخةُ الصُّغرى.
قالَ الخطيبُ: كَتبنا عنه، وكانَ صحيحَ السَّماعِ صدوقًا (٢).
* عن محمدِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ أبي الفضلِ الشريفِ الأَنصاريِّ، كانَ ثقةً صالحًا مِن بيتِ حديثٍ وخيرٍ (٣).
* عن المُصنِّفينَ الثلاثةِ: الرَّفَّاءِ والخُلْديِّ ومُكْرَمٍ البزَّازِ.
ومَنهجي في هذا المجموعِ كسوابقِه مِن حيثُ الاهتمامُ بضبطِ النصِّ، وموافقةِ المطبوعِ للمخطوطِ، وتصحيحِ التحريفاتِ والتصحيفاتِ قدرَ الإمكانِ.
_________
(١) توفي سنة (٥٧٦ هـ). انظر «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٥).
(٢) توفي سنة (٤٢٥ هـ). انظر «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٤١٥).
(٣) توفي سنة (٤٩٨ هـ). انظر «تاريخ الإسلام» (٣٤/ ٢٨٦).
1 / 6
والاكتفاءُ في التخريجِ بالعزوِ للصحيحينِ أو أحدِهما إِن وجدَ، فإن لم يكنْ فكتبُ الحديثِ المتداولةُ المشهورةُ مُتجنبًا الإطالةَ وحشدَ المصادرِ.
واللهَ أسألُ أن يجعلَ هذا العملَ خالصًا لوجهِهِ الكريمِ، وأن يُوفقَني لإخراجِ أعمالٍ أُخرى خدمةً لسنةِ نبيِّه المصطفى ﷺ، واللهُ وليُّ التوفيقِ.
وكتب
نبيل سعد الدين جرار
آخر ربيع الأول سنة ١٤٣٠ هـ
الأردن - عمان
1 / 7
فوائد أبي علي الرفاء
حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الهَرويِّ
1 / 9
ترجمةُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ
الشيخُ الإمامُ، المُحدِّثُ الصادقُ، الواعظُ الكبيرُ، أبو عليٍّ حامدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ معاذٍ الهَرويُّ الرَّفَّاءُ.
سمعَ مِن: عثمانَ بنِ سعيدٍ الدارميِّ، والفضلِ بنِ عبدِ اللهِ اليَشكُريِّ، ومحمدِ بنِ المغيرةِ الهمَذانيِّ السُّكريِّ، ومحمدِ بنِ صالحٍ الأشجِّ، وعليِّ بنِ عبدِ العزيزِ البغويِّ، ومحمدِ بنِ يونسَ الكُديميِّ، وإبراهيمَ الحربيِّ، وبشرِ بنِ موسى، ومحمدِ بنِ أيوبَ البجليِّ، وداودَ بنِ الحسينِ البيهقيِّ، وخلقٍ كثيرٍ.
واشتهرَ اسمُه، وانتشَرَ حديثُه، وكانَ ذا معرفةٍ وفهمٍ وسعةِ علمٍ، وغيرُه أَحفظُ مِنه وأَحذقُ بالفنِّ.
وانتَهى إليه علوُّ الإسنادِ بهراةَ.
حدثَ عنه: أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ، والقاضي أبو منصورٍ محمدُ بنُ محمدِ الأزديُّ، وأبو الفضلِ محمدُ بنُ أحمدَ الجاروديُّ، ويحيى بنُ عمارٍ الواعظُ، ومحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الدَّباسُ، وأبو عليِّ بنُ شاذانَ، وأبو عثمانَ سعيدُ بنُ العباسِ القرشيُّ، وآخَرونَ.
انتَخبَ عليه أبو الحسنِ الدَّارقطنيُّ ببغدادَ، ووثَّقَه الخطيبُ وغيرُه.
قالَ الحافظُ أبو بشرٍ الهرويُّ: ثقةٌ صالحٌ.
[وقالَ السمعانيُّ: كانَ ثقةً صدوقًا مُكثرًا مِن الحديثِ مَقبولًا].
1 / 11
قلتُ: تُوفيَ بهراةَ في شهرِ رمضانَ سنةَ ستٍّ وخمسينَ وثلاثِمئةٍ.
وأظنُّه ماتَ عن نيفٍ وتسعينَ سنةً (١).
_________
(١) «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ١٦). وانظر:
«تاريخ بغداد» (٨/ ١٧٢). و«الأنساب» للسمعاني (٣/ ٧٨)، و«المنتظم» لابن الجوزي (١٤/ ١٨٤). و«شذرات الذهب» لابن العماد الحنبلي (٤/ ٢٩٣).
1 / 12
فوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ
يبدأُ المجموعُ الخامسُ والأربعونَ مِن المَجاميعِ العُمريةِ بفوائدِ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ.
بالورقةِ الأخيرةِ مِن الأولِ مِن الجزءِ الأولِ، تليهِ الورقةُ الأُولى مِن الثاني مِن الجزءِ الأولِ مِن فوائدِ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ (١).
وفي الورقةِ الخامسةِ يبدأُ الجزءُ الأولُ مِن الثاني مِن الفوائدِ.
ويبدأُ الثاني مِن الثاني بالورقةِ [٢٣].
وتَنتهي فوائدُ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ بالورقةِ [٣٠] مِن هذا المجموعِ، لتبدأَ بعدَه فوائدُ الخُلْديِّ.
فحاصلُ ما في هذا المجموعِ مِن فوائدِ أبي عليٍّ الرَّفَّاءِ هو الجزءُ الثاني بتمامِه (٢). ووَرقتانِ مِن الجزءِ الأولِ: ورقةٌ مِن آخرِ الأولِ مِن الأولِ، وورقةٌ مِن أولِ الثاني مِن الأولِ (٣).
_________
(١) وقد رقمت هذه الأحاديث بترقيم (أبجد هوز)، وتبدأ الأرقام بالجزء الثاني.
(٢) وهذا الجزء ذكره الحافظ في «المجمع المؤسس» (٢/ ١٥٩)، و«المعجم المفهرس» (١٠٩١)، وهو يرويه من طريق السلفي بإسناد النسخة المعتمدة في التحقيق.
(٣) وجاء في أول ورقة من المجموع:
(بخط ابن الحصري على نسخته بالجزء الأول جميعه وهو في جزء واحد بخطه، جملة ما في هذا الجزء من الحديث خمسمئة وأربعون حديثًا)
قلت: وابن الحصري هذا لعله أبو الفتوح نصر بن محمد المترجم في «السير» (٢٢/ ١٦٣).
1 / 13
(أ) حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عبدُ الصمدِ بنُ حسانَ: حدثنا خارجةُ بنُ مصعبٍ، عن أبانَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن مسروقِ بنِ الأجدعِ قالَ:
دَخلتُ على عائشةَ ﵂ فقالتْ: مَرحبًا بأبي عائشةَ، كيفَ أنتَ، كيفَ الناسُ؟ قالَ: قلتُ: صالِحونَ، قالتْ: ما فعلَ يزيدُ بنُ قيسٍ الأَرحبيُّ لعنَه اللهُ؟ قلتُ: ماتَ، قالتْ: أَستَغفرُ اللهَ، قلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ، بما استَحللتِ لعنتَه وبما استَغفرتِ مِن لعنِه؟ قالتْ: إنَّه كانَ سَفيرًا بيني وبينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وإنَّه كذبَ عَليَّ، وقالَ عَليَّ ما لم أقُلْ، فبذلكَ استَحللتُ لعنَه،
وأمَّا استِغفاري مِن لعنِه، فإنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كانَ يَنهى عن لعنِ الميتِ (١).
(ب) حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ: حدثنا عبدُ الصمدِ: حدثنا خارجةُ، عن
_________
(١) خارجة بن مصعب متروك.
وأخرجه الخطيب في «الأسماء المبهمة في الأنباءالمحكمة» (ص ٣٣٨)، والدارقطي في الأفراد (كما في أطرافه - ٦٣٢١) من طريق مجاعة بن الزبير - وفيه كلام - عن أبان بن أبي عياش، عن سليمان بن قيس العامري - وعند الدارقطني: سليم بن قيس الأشعري -، عن مسروق به.
وأبان متروك.
وأخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (٩٤) من طريق مسروق بنحوه.
وأخرجه ابن حبان (٣٠٢١) من طريق مجاهد،
والطبراني في «مسند الشاميين» (١٥٧٦) من طريق عبد الله بن أبي قيس،
كلاهما عن عائشة بنحوه.
وعند البخاري (١٣٩٣) (٦٥١٦) من طريق مجاهد عنها النهي عن سب الأموات.
1 / 15
أيوبَ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ قالَ: ما حُدِّثتُ بحديثٍ عن رسولِ اللهِ ﷺ إلا وجدتُّ مِصداقَهُ في كتابِ اللهِ، حتى حدَّثَ أنَّه بلَغَه،
أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «ما مِن أحدٍ مِن هذه الأُمةِ لا يَهوديٌّ ولا نَصرانيٌّ يَسمعُ بي ثم لم يؤمنْ بما أُرسلتُ به إلا أُدخِلَ النارَ».
فقلتُ: أينَ تَصديقُها مِن كتابِ اللهِ؟ حتى أَتيتُ على هذه الآيةِ: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾ يقولُ: مِن جميعِ المِللِ (١).
(ج) أخبرنا عليُّ بنُ عبدُ العزيزِ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أبو الخطابِ العَتكيُّ: حدثنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «لا تَزالُ أُمتي على الفِطرةِ ما صَلُّوا المغربَ ما لم تَبدو النجومُ» (٢).
آخِرُه
_________
(١) أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٠٣)، والطبري (١٢/ ٢٥، ٢٦)، وابن أبي حاتم (١٠٧٦٩) في «تفاسيرهم» من طريق أيوب السختياني بنحوه.
والمرفوع وصله أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى الأشعري.
أخرجه النسائي في «الكبرى» (١١١٧٧)، وأحمد (٤/ ٣٩٦، ٣٩٨) وانظر تمام تخريجه فيه.
(٢) أبو الخطاب العتكي ذكره البخاري في «الكنى» (ص ٢٧)، وسماه ابن أبي حاتم (٣/ ٤٧١): الربيع، ولم يذكرا فيه جرحًا أو تعديلًا.
والحديث لم أهتد إليه.
1 / 16
والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ
وصلَّى اللهُ على محمدٍ وآلِهِ أَجمعينَ
وحَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلُ
يَتلوهُ إنْ شاءَ اللهُ: أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ
1 / 17
الجزءُ الثاني مِن الجزءِ الأولِ
مِن فوائدِ أبي عليٍّ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ معاذٍ الهرويِّ الرَّفَّاءِ
انتخابُ الدَّارقُطنيِّ الحافظِ
روايةُ الشريفِ أبي الفضلِ محمدِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأنصاريِّ
عن أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عن الرَّفَّاءِ
وعنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ
سماعٌ لعبدِ الغني بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المقدسيِّ
نفَعَه اللهُ بالعلمِ
1 / 19
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ
أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ بقراءَتي عليه بالإسكندريةِ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأنصاريُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو عليٍّ حامدُ بنُ عبدِ اللهِ الهرويُّ:
(د) أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا عُمارةُ بنُ زاذانَ: أخبرنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ،
أنَّ النبيَّ ﷺ كانَ يُوترُ بتسعِ ركعاتٍ وهو قائمٌ، فلمَّا أنْ بدُنَ (١) وكثُرَ لحمُه أوتَرَ بسبعٍ وهو جالسٌ، يقرأُ فيها بالواقعةِ والرحمنِ.
قالَ ثابتٌ: ولم يكنْ يقرأُ السورَ القِصارَ (٢).
(هـ) أخبرنا عليٌّ: حدثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا الحسنُ بنُ أبي جعفرٍ: حدثنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
_________
(١) هكذا ضبطت في الأصل، وانظر الكلام على ظبط هذه اللفظة بين «بدُن» وَ«بدَّن» في «شرح صحيح مسلم» للنووي (٦/ ١٣).
(٢) أخرجه ابن خزيمة (١٠٧٩) (١١٠٥)، والبيهقي (٣/ ٣٣) من طريق عمارة بن زاذان به.
وقال الألباني: إسناده ضعيف .. وقد صح الحديث عن عائشة دون ذكر السورتين.
1 / 21
قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «خيرُ شَبابِكم مَن تَشبَّهَ بكُهولِكم، وشرُّ كُهولِكم مَن تَشبَّهَ بشَبابِكم، ولو يَعلمُ المُتخلِّفونَ عن هاتينِ الصَّلاتينِ لأَتوهُما ولو حَبوًا: صلاةُ الصبحِ والعشاءِ، ولا يَقبلُ اللهُ صلاةً بغيرِ طُهورٍ، ولا صدقةً مِن غُلولٍ» (١).
(و) أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا عُمارةُ بنُ زاذانَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ،
أنَّ مَلِكَ ذي يَزَنٍ أَهدى لرسولِ اللهِ ﷺ حُلَّةً قد أُخذتْ بثلاثةٍ وثلاثينَ بعيرًا، أو ثلاثةٍ وثلاثينَ حَمَلًا (٢).
(ز) أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو غسانَ: حدثنا عُمارةُ بنُ زاذانَ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن أنسٍ قالَ:
بلالٌ أولُ مُؤذنٍ يُقيمُ حتى يَدخلَ النبيُّ ﷺ (٣) فيَستقبلُه الرجلُ، فيَقومُ مَعه في الحديثِ حتى يَخفقَ عامَّتُهم برُؤوسِهم (٤).
_________
(١) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٩٠٤)،والبزار (٦٩٤٤) (٦٩٤٥)، وابن عدي في «الكامل» (٢/ ٣٠٧)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (٢/ ٣٧)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٢٥٥) من طريق الحسن بن أبي جعفر مطولًا ومختصرًا.
والحسن بن أبي جعفر ضعيف.
والفقرة الثانية عند أحمد (٣/ ١٥١)، والثالثة عند ابن ماجه (٢٧٣) من وجه آخر عن أنس.
(٢) عمارة بن زاذان ضعيف.
ومن طريقه أخرجه أبو داود (٤٠٣٤)، وأحمد (٣/ ٢٢١)، والحاكم (٤/ ١٨٧).
(٣) هكذا وقع المتن في الأصل، وفي مصادر التخريج: إن المؤذن أو بلال كان يقيم فيدخل النبي ﷺ فيستقبله الرجل .. .
(٤) أخرجه أحمد (٣/ ٢٣٨)، وأبو يعلى (٣٤٠١)، وابن عدي في «الكامل» (٥/ ٨٠) من طريق عمارة بن زاذان به. وعمارة ضعيف.
وانظر رواية حماد بن سلمة ومعمر عن ثابت عند مسلم (٣٧٦)، وأحمد (٣/ ١٦٠، ١٦١).
1 / 22
(ح) حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سليمانَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ بَهْرامَ: حدثنا الأَشجعيُّ: حدثنا مسعرُ بنُ كدامٍ، عن خَشرمٍ، عن عامرِ بنِ مالكٍ قالَ:
بَعثتُ إلى النبيِّ ﷺ مِن / (١) [وَعَكٍ كانَ بي أَلتمسُ مِنه دواءً أو شِفاءً، فبَعثَ إليَّ بعُكةٍ مِن عسلٍ] (٢).
_________
(١) إلى هنا انتهى ما في المخطوطة من الثاني من الأول من فوائد أبي علي الرفاء، وتمام الحديث من مصادر التخريج.
(٢) أخرجه ابن قانع في «معجمه» (١٣٠٦)، وأبو نعيم في «المعرفة» (٥١٨٤)، وابن الأعرابي في «معجمه» (١٠٢٩)، وابن عساكر (٢٦/ ٩٧، ٩٨) من طريق إسماعيل بن بهرام به.
ثم أخرجه ابن عساكر، وابن قانع (١٣٠٥) من طريقين عن مسعر، عن خشرم مرسلًا.
وخشرم هو ابن حسان لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يذكروا راويًا عنه غير مسعر.
1 / 23
الجزءُ فيه الأولُ مِن الثاني
مِن فوائدِ أبي عليٍّ حامدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ معاذٍ الهرويِّ
انتخابُ الدَّارَقَطنيِّ الحافظِ ﵀
روايةُ أبي عليٍّ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازِ عنه
وعنه الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ
أخبرنا به عنه الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ
سماعُ عبدِ الغني بنِ عبدِ الواحدِ بنِ عليِّ بنِ سرورٍ المَقدسيِّ
نفَعَه اللهُ بالعلمِ وعَفا عنه
1 / 25
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ
ربِّ يسِّرْ
أخبرنا الشيخُ الإمامُ الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ السِّلَفيُّ الأَصبهانيُّ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ ببغدادَ في شوالٍ مِن سنةِ سبعٍ وتِسعينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو عليٍّ حامدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ معاذٍ الهرويُّ بانتخابِ الدَّارَقَطنيِّ الحافظِ:
١ - حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ صالحٍ الأشجُّ: حدثنا يحيى بنُ نصرٍ: حدثنا المغيرةُ السرَّاجُ، عن أبانَ، عن عاصمٍ، عن زرِّ بنِ حُبيشٍ قالَ: كنتُ بمِنى فقيلَ لي: هذا صفوانُ بنُ عَسالٍ المُراديُّ صاحبُ رسولِ اللهِ ﷺ، فسلمتُ عليه فرحَّبَ وقالَ: ما جاءَ بكَ؟ قالَ: قلتُ: جئتُ ابتغاءَ العلمِ، قالَ:
أمَا إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: «مَن خرجَ مِن بيتِهِ يَبتَغي علمًا وَضعَت الملائكةُ أَجنحتَها رِضًا لِما يَصنعُ».
قلتُ: يا صفوانُ، إنِّي رجلٌ آسفٌ في المسحِ على الخُفينِ. وقصَّ الحديثَ بطولِهِ. كَذا عندَه (١).
_________
(١) أخرجه ابن ماجه (٢٢٦)، وأحمد (٤/ ٢٣٩، ٢٤٠، ٢٤١)، وابن خزيمة (١٩٣)، وابن حبان (٨٥) (١٣١٩) (١٣٢٥) من طريق عاصم به مطولًا ومختصرًا.
وانظر بقية طرقه وألفاظه في «المسند الجامع» (٥٣٩٢).
1 / 27
٢ - حدثنا محمدُ بنُ المغيرةِ الهَمَذانيُّ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن الحسنِ بنِ عَمرو الفُقيميِّ، عن محمدِ بنِ مسلمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: «إذا رَأيتُم أُمتي لا يَقولونَ للظالمِ: أنتَ ظالمٌ فقَد تُودِّعَ مِنهم» (١).
٣ - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أبو نعيمٍ: حدثنا فطرٌ، عن عبدِ الجبارِ بنِ وائلٍ الحضرميِّ، عن أبيه قالَ:
رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ إذا افتَتحَ الصلاةَ رفعَ يدَيه حتى يُحاذيَ طرفُ إبهامَيه شَحمةَ أُذنيهِ (٢).
٤ - أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا مسعرٌ، عن سماكٍ قالَ: سمعتُ النعمانَ بنَ بشيرٍ يقولُ:
إنْ كانَ رسولُ اللهِ ﷺ ليُسوِّي صُفوفَنا في الصلاةِ كما تُسوَّى الرماحُ أو القِداحُ (٣).
_________
(١) أخرجه أحمد (٢/ ١٦٣، ١٨٩، ١٩٠)، والبزار (٣٣٠٣)، والحاكم (٤/ ٩٦) من طريق الحسن بن عمرو به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وتعقبهما الألباني في «الضعيفة» (٥٧٧) بقوله: كلا ليس بصحيح، فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو، كما قال ابن معين وأبو حاتم.
(٢) أخرجه أبو داود (٧٣٧)، والنسائي (٨٨٢)، وأحمد (٤/ ٣١٦)، والطبراني ٢٢/ (٧٢) من طريق فطر بن خليفة به.
ومعناه عند مسلم (٤٠١) من وجه آخر عن عبد الجبار بن وائل.
(٣) أخرجه مسلم (٤٣٦) من طريق سماك به.
1 / 28