والجواب: أن هذا هو التحريف بعينه وحاشا الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم أن يلغز هذه الألغاز، ويعمي هذه التعمية، وهو المبين للناس ما يختلفون فيه، وإن تقدير مثل هذا الذي يخرج الكلام الصريح بلا دليل قاطع هو عين التحريف والتبديل، ولا فرق بينه وبين تأويلات وتحريفات الصوفية والباطنية، ولو ساغ مثل هذا لبطلت النصوص، ولم يبق ثقة لعموم ولا خصوص، وكيف يكون قول الداعي: ادع الله لي دليلا على التقدير في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصريح لما لا يحتمله، ولا يشير إليه، فضلا عن أن يدل عليه، ((إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)) [الحج:46].
[الكلام على استسقاء الصحابة بالعباس رضي الله تعالى عنه ]
ومارواه البخاري أن الصحابة استسقوا بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال عمر: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيئنا.. الخبر، وغير ذلك كثير.
وإذا ثبت شرعيته لم يقبح، ولم يكن معصية ولاشركا، وسواء كان
بحي أو ميت، إذ المقتضي واحد، وحرمة الميت عند الله تعالى باقية ثابتة، لم يرد ما يقطعها قطعا، وإذا كان المقصود التوسل بما له من الحرمة والمنزلة عند الله تعالى فالحي والميت سواء لافارق بينهما في ذلك عقلا وسمعا، وإن كان المراد طلب النفع والضر والخير والشر الذي لا يقدر عليه إلا الله تعالى فهو قبيح، والله تعالى له غير مبيح، سواء في ذلك الحي والميت عقلا وشرعا ((إن الشرك لظلم عظيم)) [لقمان:13].
[الكلام على توسل آدم عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم]
وقد ذكرت في مجمع الفوائد(1) ما رواه الشيخ ابن تيمية [في الجزء الثاني من الفتاوى/ ص 150/ الطبعة الأولى/ سنة (1381 ه)]:
পৃষ্ঠা ৬৭