وقد اختص الله تعالى أهل بيت نبيئه صلى الله عليه وآله وسلم بالحظ الأوفر والنصيب الأكبر لما أهلهم الله تعالى من وراثة كتابه وحماية دينه ونالتهم دعوة جدهم صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم اجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي وزرعي وزرع زرعي)). وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي وعدني ربي فليتول عليا وذريته من بعدي وليتول وليه وليقتد بأهل بيتي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي )) الخبر، جعلنا الله تعالى ممن اقتدى بآثارهم واهتدى بأنوارهم.
نعم وقد أفاد الإمام عليه السلام فائدة جليلة بما ساقه من قوله: ولايقدح ذلك في الناقل ولافي كتابه. وأوضح الاستدلال عليه وهي مهمة عظمى وفائدة كبرى قل من يتنبه لها إلا أهل الحل والعقد من أمثال هؤلاء الرجال الراسخة أفهامهم والثابتة أقدامهم في كل مقال ولدى كل مجال فترى كثيرا ممن لم يعض على العلوم بضرس قاطع ولاضرب في الفنون بفهم نافع يدمج الأشكال عموما ويصير المعلوم موهوما، فإذا أشكل عليه في المؤلف شيء رماه بالقدح وسارع إلى مؤلفه بالجرح، وذلك لعدم المسكة وفقدان الملكة ولالوم عليه في ذلك.
ولكن صاحب الورع الشحيح لايقدم ولايحجم إلا عن بصيرة فإن الأمر لاسيما في هذا الشأن عظيم ((أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم)) [الملك:22].
وقد تطاول الكلام بما ساقت إليه الأبحاث حتى كاد يخرج عن المقام ولكن الحديث ذو شجون، ولايخلو إن شاء الله تعالى عن فوائد تحقق للراغبين مايرجون، ويؤخذ الجواب عن هذا السؤال وعما شاكله من تلك الغصون، ومن الله تعالى أستمد حسن التوفيق والهداية في البداية والنهاية، إنه قريب مجيب. وعليكم السلام الجزيل والإكرام والتبجيل في كل بكرة وأصيل.
পৃষ্ঠা ৬০