[ادعاء ابن الأمير على أنه لم يثبت في القرآن إلا مؤمن وكافر،
والجواب عليه]
وأما أنه لم يثبت في القرآن إلا مؤمن وكافر، فقد وضحت الدلالة القاطعة لأعذار المتمنين أن الإيمان مقصور على من أتى بالواجبات، واجتنب المقبحات، وأنه متى أخل بشيء من ذلك فليس من المؤمنين، فلا يخلو إما أن يلحقهم بالكافرين، أو يثبت المنزلة بين المنزلتين، وأيما اختار فلا نقض على ما نحن فيه.
وهذا البحث لايتسع البسط، وفيما ذكرنا إن شاء الله تعالى كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.
انتهى ما أجاب به في هذا الموضع على ابن الأمير مولانا أجزل الله ثوابه، وضاعف حسناته، وأحسن مآبه.
تم زبرها ولله الحمد لعله بعد العصر 4 شعبان سنة 1368 ه.
[بحث في اشتقاق اسم الفاعل]
قال الأمير في[ج1/ صفح 218]: وبعد معرفتك لهذا تعرف أن شارح الغاية قرر قاعدة من يخالفه في أن القيام هو الحلول، ولايوافق أصله من القول بعدم خلق الأفعال، وكأنه ما تنبه لغائلة هذه القاعدة.. إلخ كلامه.
الجواب والله الهادي، نقول: كلا، لم يقرر المؤلف عليه السلام قاعدة من يخالفه، ومن أين نتج لك ذلك؟ إن قصدت أنه من سكوته على جواب الأشاعرة كما نبه على ذلك سيلان فلم يسكت إلا لوضوح الرد، ثم لئن فرضنا صحة مدعاهم وأنه لايشتق اسم الفاعل إلا لمن قام به المعنى فلا يلزم عنه خلق الأفعال أصلا.
পৃষ্ঠা ৪৩