মাজমাক ফাওয়াইদ
مجمع الفوائد
জনগুলি
وأما المشيئة وفي معناها الإرادة فالتحقيق الذي يقتضيه الكتاب والسنة والعدل والنقل واللغة العربية أنها على وجهين مشيئة حتم (قسر) وإجبار ومشيئة رضاء واختيار، فأما مشيئة الحتم والإجبار فما شاء الله تعالى كونه كان وهي المراد بقوله عز وجل: ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)) [يونس:99] أي لو شاء أن يكرههم على الإيمان لآمنوا كلهم ولذا قال عز وجل: ((أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) [يونس:99] لأنه لايقدر على إكراههم جبرا وقسرا إلا الله سبحانه ولو أجبرهم لبطل التكليف ولما استحقوا الثواب ولا العقاب. وأما مشيئة الاختيار فقد شاء من العباد كلهم الإيمان ولذا رد على المشركين قولهم: ((لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا)) [الأنعام:148] وكذبهم ونفى أن يكون عندهم بذلك من سلطان، ولولا اختلاف المشيئتين لتناقض كلام الله سبحانه الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، فنقول: لو شاء أن يمنعهم جبرا وقسرا من قتل الحسين السبط عليه السلام وغيره من أنبيائه وأوليائه لمنعهم لأنه على كل شيء قدير، ولكن قضت حكمته بالتخلية في هذه الدار بين العباد وأخر الجزاء لهم إلى يوم المعاد وحاشا الله أن يشاء أويرضى أو يحب أو يريد قتل أوليائه، لأن ذلك من الظلم والفساد ((وما الله يريد ظلما للعالمين)) [آل عمران:108]، ((والله لا يحب الفساد)) [البقره:205] وقد تضمن هذا الكتاب غير ذلك من المفاسد والدسائس لاتخفى على المستبصر، فتدبر وكن على حذر، والله ولي التوفيق والتسديد. قال: كتب المفتقر إلى الله سبحانه مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي غفر الله تعالى لهم وللمؤمنين 23 من شعبان الوسيم سنة (1412 ه) بجدة عجالة على ظهر السفر.
পৃষ্ঠা ৩৫৫