[ادعاء ابن الأمير أن الفاسق من أهل البشارات، والجواب عليه،
وتفسير قوله تعالى((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))]
قوله: لأن سامعها (1)[3]) يجوز أنها لمن كان في أعلى رتب الإيمان... إلخ ما في ذلك الصفح.
الجواب: أما مع تصديقه بصريح الآيات فلا، إذ البشارة عامة لكل المؤمنين، وأما قوله عز وجل: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) [النساء:116]، فإن من يثبته الله تعالى على منهاج الإنصاف، ويجنبه ركوب كاهل الاعتساف، لا يرد المبين إلى المحتمل، والتقييد للآية بالتوبة غني عن إبطاله وإبطال غيره، ولو جرى على سنن أهله، لأخذ تفسيرها من محله، بل المراد بقوله عز وجل: ((ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))، أهل الصغائر، ببيان الآيات الموضحات للمؤاخذة على الكبائر؛ لأن الآية أفادت أن ماعدا الشرك مغفور لمن يشاء، والمشيئة مجملة ليست مقيدة بالتوبة، إذ هي مكفرة للشرك وغيره.
পৃষ্ঠা ৩৫