فأما من كرع من فرات التحقيق، ولاحظته عناية التسديد والتوفيق،
فليس له عليها تعريج، ولا يتم عليه التمويه والترويج، وعليك أيها الأخ المطلع النظر بعين الإنصاف، وطرح الهوى والإعتساف، فهذه طريقة من ثبته الله تعالى على المنهج القويم، ((أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم)) [الملك:22] ولنتكلم بما يحتمله الحال من الإختصار ونتجنب ما لا طائل تحته من اللغو والإكثار، فأقول، وبمادة ربي أصول:
[اعتراض ابن الأمير على صاحب الغاية في تعريف المؤمن، والجواب عليه]
قوله[أي ابن الأمير]: الأولى على رأيه [أي صاحب الغاية] أنه [أي المؤمن]: فاعل الواجبات؛ لأن المسنون طاعة، ولا يعد تاركه غير مؤمن عند المصنف.. إلخ ما في صفح 248
الجواب: المراد بالطاعات الواجبات بقرينة مقابلتها بالمقبحات.
قوله: ويخرج عن الحد من ارتكب المقبحات طول عمره، ثم تاب وعاجله الموت.. إلخ ما في ذلك الصفح.
الجواب: هذه حالة نادرة فرضية، لا يليق لذي قدم أن يجعلها طريقا إلى النقض، على أنه قد أتى بالواجب عليه، وانتهى عن القبيح، وهو المراد.
وقوله: هذا الدليل الذي استدل به المصنف (1)[1]) لا يساوي الدعوى؛ لأنه ليس فيه ذكر اجتناب المقبحات، ولا في الدعوى: وجل القلب، وزيادة الإيمان عند تلاوة الآيات، فلم يساو الدليل الدعوى... إلخ ما في ذلك الصفح.
পৃষ্ঠা ৩৩