============================================================
الاعتذارات عنه ؛ ليقف عليه من آراد، ثم بدا لي في حذفه؛ فإنه أجمل وأحسن ثم جاء بعده الامام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمان بن علي ابن الجوزي - قدس الله روحه فاختصره اختصارا حسنا، وسماه : صفة الصفوة "(1)، وانتقد عليه عشرة أشياء أصاب في معظمها(2)، وحذف منه غالب ما يجب حذفه، وزاد تراجم آئمة، وأشياء نفيسة نافعة مهمة، ولكنه مع ذلك اختصره غاية الاختصار، بحيث إنه حذف منه محاسته وعيونه، ولم ببق منه الا رسومه ولما رأيت أن كلا من الكتابين بمفرده لا يشفي السقام ، ولا يظفر منه بالمرام.. أحببت أن أجمع كتابا يكون لمحاسنهما حاويا، ولما سوى ذلك طاويا، وأحذف الأسانيد والحكايات المتكررة وجميع ما يجب حذفه فكل حكاية تجدها في الكتابين أو في أحدهما ولم ترها في هذا الكتاب.. فاعلم أن الدليل منع من إثباتها .
هذا مع ما أضم اليه - إن شاء الله - من النفايس المستجادات، والفوائد المهمات النافعات، وزيادة تراجم أئمة، وأراعي في الغالب ترتيب الحافظ آبي نعيم - قدس الله روحه لسر لطيف، وهو آنه طرز كتابه بذكر العشرة المشهود لهم بالجنة رضوان الله عليهم، ورتب الخلفاء الراشدين الأربعة على ما يجب إلى تمام العشرة، وأما من سواهم من الصحابة والتابعين وتابعيهم الى آخر الكتاب.. فجعلهم أرسالا؛ لئلا يستفاد منه تقديم فرد على فرد؛ إذ ذلك متوقف على دليل خاص، وحقيقة العلم به وبجميع الأشياء إنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا قصد جميل منشؤه الورع.
وقد حكي : أن الإمام أبا حنيفة - رحمه الله - سثل : أيهما أفضل : علقمة [بن مرثد]ا أو الأسود بن يزيد؟ فقال : والله ؛ ما نحن بأهل أن نذكرهم ، فكيف نفاضل بينهم ؟!
فلهذا المعنى راعيت ترتيبه رحمه الله تعالى واعلم : أن الباعث لي على تأليف هذذا الكتاب ثلاثة أمور : أهمها وأعظها : هو ما أنعم الله سبحانه وتعالى علي به من خالص المحبة والموالاة (1) في نسخة : "صفة الصفوة" ، وذكر بروكلمان الاسمين معا.
(2) ولابن الجوزي نقد لكتاب " الحلية" فيما يتعلق بالأسانيد، وفي أسلوب السجع الذي وسمه بالبارد، ومن أراد الاحاطة بتفصيلات نقده. فعليه بمراجعة "صفة الصفوة" (16-14/1).
পৃষ্ঠা ৯২