283

============================================================

على حمزة حين استشهد، فنظر إلىن شيء لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه ، ونظر إليه وقد مثل به فقال : " رحمة الله عليك؛ فإنك كنت - ما علمت - فعولا للخيرات، وصولا للرحم، ولولا حزن من بعدك عليك . . لسرني أن ادعك حتى تحشر من أفواه شتى، أما والله مع ذلك لأمثلن بسبعين منهم مكانك " فنزل جبريل عليه الصلاة والسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعد بخواتيم النحل : ( وان عاقبثر فعاقبوا بمثل ما غوقتربه الى آخر السورة، فصبر النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك عما أراد من المثلة(1). انتهن ("الصفوة159/1) قال مؤلفه محمد بن الحسن هفا الله عنهما - : وفي رواية ابن إسحاق : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم- فيما بلغني- يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده، ومثل به رضوان الله عليه، وجدع آنفه وأذناه، فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير رضي الله عنهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى ما رأى : "لولا أن تحزن صفية، وتكون سنة من بعدي.. لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير " ، وقال : "لثن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن . . لأمثلن بثلاثين رجلا منهم".

فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما قعل. . قالوا : (والله، لئن اظهرنا الله يوما من الدهر.. لنمثلن يهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب) قال ابن مشام : لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة رضي الله عنه ..

قال : "لن أصاب بمثلك أبدا ، ما وقفت موقفا أغيظ إلي من هذذا" ثم قال : "جاءني جبريل، فأخبرني: آن حمزة مكتوب في أهل السماوات السبع : حمزة بن عبد المطلب أسد الله، وأسد رسوله وبعد أن نزل قوله تعالى : (وان عاقت) الآيات . . ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام قط ففارقه حتى يأمر بالصدقة، وينهن عن المثلة، وأقبلت صفية رضي الله عنها لتنظر إلى آخيها لأبويها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير : "إلقها فأرجعها، لا تري ما بأخيها"، فقال لها : يا أماه؛ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) احرجه الحاكم (218/3).

পৃষ্ঠা ২৮৩