223

============================================================

الى النساء المخدرات في حجالهن ، وحتى سأل الولدان في المكاتب ، وحتىل سأل من يرد من الركبان والأعراب الواردين إلى المدينة في مدة ثلاثة أيام بلياليهن ، فلم يجد اثنين يختلفان في تقديم عثمان على علي، إلا ما ينقل عن عمار والمقداد ، فإنهما أشارا بعلي بن أبي طالب، ثم بايعا مع الناس على ما سيأتي، فاجتهد عبد الرحمان بن عوف في ذلك ثلاثة أيام بلياليهن كل الاجتهاد، بحيث إنه لا يغتمض بكثير نوم إلا صلاة ودعاء (1)، واجتهادا واستخارة، وسؤالا من ذوي الرأي وغيرهم ، حتى حاول ربات الحجال في خدورهن، فلم يجد أحدا يعدل بعثمان.

زاد في رواية أخرى : أنه قال للمسور بن مخرمة : ادع لي الزبير وسعد بن أبي وقاص، فدخلا عليه، فشاورهما، ثم انصرفا، ثم قال : ادع لي عليا، قال : فدعوته، فناجاه إلى ثلث الليل، ثم قام من عنده وهو على طمع، وكان فيما قال له : إنك تقول : إنك أحق بهلذا الأمر لقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسابقتك وحسن آمرك، ولم تتعد ذلك، وللكن أرأيت لو صرف هذا الأمر عنك.. من كنت ترى أحق به ؟ قال : عثمان ، فلما خرج من عنده. . قال : ادعوا لي عثمان، فدعوا به فناجاه طويلأ حتى فرق بينهما مؤذن الصبح، وقال له مثل ما قال لعلي : أرأيت لو ضرف عنك هذذا الأمر.. من كثت ترى أحق به ؟قال : علي.

وقال للزبير كذلك، فأشار بعثمان، وقال لسعد كذلك، فأشار بعثمان، وكذلك شاور ساثر المهاجرين والأنصار، فكلهم أشار بعثمان، فلما أن كانت الليلة التي يسفر صباحها عن اليوم الرابع من موت آمير المؤمنين عمر رضي الله عنه . جاء عبد الرحمان بن عوف الى منزل ابن آخته المسور بن مخرمة، فقال : أنائم يا مسور؟ والله؛ لم أغتمض بكثير نوم منذ ثلاث، اذهب فادع لي عليا وعثمان، قال المسور: فقلت : يا خالي. بأيهما أبدأ؟

فقال : بأيهما شئت، قال : فذهبت إلى علي، فقلت : أجب خالي، فقال : أمرك أن تدعو معي أحدا؟ فقلت : نعم، قال : من قلت : عثمان بن عفان، قال : باينا بدأ؟ قلت : لم يأمرني بذلك، بل قال : ادع أيهما شئت أولا، فجئت إليك، قال : فخرج معي، فلما مررنا بدار عثمان. جلس عليئ حتى دخلت إليه، فوجدته يوتر مع الفجر، فدعوته، فقال لي مثل ما قال علي سواء، ثم خرج، فدخلت بهما على خالي وهو قائم يصلي، فلما (1) اي : لا بنام الاغلبة، يقال : ما افتعضت ؛ أي : مانمت.

পৃষ্ঠা ২২৩