الله رداءها علانية، وما أحسن قول القائل:
كم أكتم حبكم عن الأغياري ... والدمع يذيع في الهوى أسراري
كم أستركم هتكتموا أستاري
... من يخفي في الهوى لهيب النار
وقيل: إن بعض العلماء رأي ليلة موته (١) النبي ﷺ في النوم، ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع قال: فسلمت عليه، وقلت: يا رسول الله ما وقوفك هاهنا قال: انتظر محمد بن إسماعيل.
ونقل عن الفربري أنه قال: رأيت النبي ﷺ في المنام فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري، فقال: اقرأه مني السلام (٢) .
وقال أبو زيد المروزي الفقيه: كنت نائمًا بين الركن والمقام، فرأيت النبي ﷺ في المنام: فقال: يا أبا زيد إلى متي تدرس الفقه ولا تدرس كتابي؟ فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ فقال: جامع ابن إسماعيل (٣) .
وقال الإمام القدوة أبو محمد بن أبي جمرة المالكي نفعنا الله ببركاته: قال لي من لقيته من العارفين عن من لقي من السادة المقر لهم بالفضل: أن صحيح البخاري ما قريء في شدة إلا فرجت، ولا رُكب به في مركب فغرق (٤) .
وحكي: أنه قريء مرة في حمص لرفع البلاء فرفعه الله.
وجملة ما في صحيح البخاري من الأحاديث مع المكرر سبعة ألاف ومائتان وخمس وسبعون حديثًا كما جزم به ابن الصلاح، وبإسقاط المكرر أربعة آلاف حديث (٥) على
_________
(١) الكلام على الإمام البخاري.
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد (٢/١٠) بسنده عن أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني يقول: سمعت محمد بن يوسف الفربري يقول: ... فذكره، وكذا المزي في تهذيب الكمال (٢٤/٤٤٥)، وانظر: تغليق التعليق (٥/٤٢٢)، ومقدمة فتح الباري (ص ٤٨٩)، وسير أعلام النبلاء (١٢/٤٤٣)، تهذيب الأسماء (ص ٨٦) .
(٣) رواه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (٢/٤٦) وفيه: «إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي ...»، وأورده ابن حجر في تغليق التعليق (٥/٤٢٢) وقال الحافظ ابن حجر عقبه: قلت: «إسناد هذه الحكاية صحيح ورواتها ثقات أئمة، وأبو زيد من كبار الشافعية، له وجه في المذهب، وقد سمع صحيح البخاري من الفربري، وحدث به عنه، وهو أجل من حدث به عن الفربري» . وانظر: مقدمة فتح الباري (ص ٤٨٩)، وتهذيب الأسماء (ص ٩٢) .
(٤) ذكره الحافظ السيوطي في تدريب الراوي (١/٩٦) .
(٥) انظر: تدريب الراوي (١/١٠٤) .
1 / 55