============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم في جسم آخر؛ فالأول هو قول الكرامية [المجسمة)، والثاني: قول المعتزلة، وأما الأشعرية فقالوا: إن كلام الله صفة قديمة تدل عليها هذه الألفاظ والعبارات(1). وزعم أبو منصور الماتريدي السمرقندي أن تلك الصفة القائمة يمتنع كونها مسموعة، وإنما المسموغ حروف وأصوات يخلقها الله تعالى في الشجرة(2). وهذا القول قريث من قول المعتزلة والله أعلم"(3).
21- وأنه تعالى عن قولهم يكون قريبا إلى قمم الجبال من الناس في الأسفل: حيث قال عثمان بن سعيد الدارمي: "من أنبأك، أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله تعالى من أسفله؟ لأنه من آمن بأن الله فوق عرشه فوق سماواته، علم يقينا أن رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله، وأن السماء السابعة أقرب إلى عرش الله تعالى من السادسة، والسادسة أقرب إليه من الخامسة، ثم كذلك إلى الأرض...8(4).
وهذا غيض من فيض من أقوال المجسمة في تجسيم الله تعالى؛ والخلاصة: أن من سمؤا أنفسهم أهل الحديث يعتقدون أن لله تعالى صورة وأعضاء وجوارح يسمونها صفات، كاليد، والأصابع، والوجه، والساق، والقدم والرجل، والعين، والجنب، والجلوس، والحركة، والحد، والجهة، والتزول، والطلوع، وغير ذلك من صفات المحدثات والأجسام، وهم يستدلون على ذلك - إضافة إلى ما مر من أحاديث تالفة وباطلة- بما ورد في القرآن العظيم من نصوص متشابهة استدلوا بها على التجسيم، وهي مؤولة بمعان تثزيهية عند جميع الفرق الإسلامية التي اتخذت من التثزيه مرجعا وأصلا في فكرها العقدي، وهذا ما سنبينه في المبحث اللاحق.
(1) أي ألفاظ وعبارات القرآن الكريم التي خلقها الله تعالى وجعلها دالة على كلامه الذاتي الذي ليس بصوت وحرف ولغة (2) انظر: الماتريدي، تأويلات أهل السنة (3/ 420) .
(3) الفخر الرازي، التفسير الكبير (27/ 612).
(4) الدارمي، نقض الدارمي على بشر المريسي (504/1).
পৃষ্ঠা ৯৮