============================================================
174 مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية/ النص المحقق من قال بالتأويل ومن أنكره(1).
وكذلك أجمعوا على تأويل قول النبى: "أجد نفس الرحمن من قبل اليمن"(2).
لاستحالة أن يكون الحجر الأسود صفة من صفات الله تعالى، أو يكون له نفس كتصاعد نفس الآدمي(2).
مساكين سمعوا "نفس الرخمن" من صفة الحدثان؛ إنماهو أويس القرني(4)، وضعث حيث قال: "الحجر الأسود يمين الله حقيقة"، وفي ذلك قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (19/ 522): "وكان أبو القاسم ابن السمرقندي يقول: إن ابن الخاضبة كان يقول لابن الفاعوس: الحجري، لأنه كان يقول: الحجر الأسود يمين الله حقيقة".
(1) كان الأولى بالإمام ابن الجوزي لإقامة الحجة على من منع التأويل أن يستشهد بقول الله تعالى: وهومعكزأين مالتئم} [الحديد/4]، وذلك لما قاله الإمام ابن حيان الأندلسي في " البحر المحيط في التفسير" (101/10) عند تفسير هذه الآية: "وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها، وأنها لا تخمل على ظاهرها من المعية بالذات، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما ئجرى مجراها من استحالة الحمل على ظاهرها. وقال بعض العلماء: فيمن يمتنع من تأويل ما لا يمكن حمله على ظاهره وقد تأول هذه الآية، لو اتسع عقله لتأول غير هذا مما هو في معناه". أي مما هو يستحيل حمله على ظاهره في حق الله تعالى، كالآيات التي يتوهم منها المجسم إثبات الجسمية لله تعالى عن ذلك.
(2) قال الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات" (391/2) (رقم/968) بعد روايته له: "إن كان محفوظا فإنما أراد: اني أجد الفرج من قبل اليمن، وهو كما قال النبي: "من نفس عن مؤمن كزبة من كرب الدنيا نفس الله عنه كزبة من كرب يؤم القيامة". وإنما أراد من فرج عن مؤمنة كربة".
(3) وقد تأول حديث "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن" من المجسمة ولم يأخذه على ظاهره: ابن بطة العكبري (ت/ 387ه) كما نقله القاضي أبو يعلى الفراء في "إبطال التأويلات" (ص/254) مقراله، والإمام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/ 398) حيث قال شارحا هذا الحديث: "فقوله: لامن اليمن"، يبين مقصود الحديث؛ فإنه ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك، ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه...".
(4) هو القدوة الزاهد، سيد التابعين في زمانه، أبو عمرو أويس بن عامر بن جزء بن مال القرني المرادي اليماني، روى مسلم في صحيحه (1968/4) (رقم/ 2542) وأحمد في مسنده *
পৃষ্ঠা ১৭৪