============================================================
13 المطلب الثاني/ التأويل عند علماء السلف والخلف ت - وقال بعد رواية الحديث القدسي: "وإن اقترب إلي شبرا اقتربت منه ذراعا، وإن اقترب مني ذراعا اقتربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة": "ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا" يعني: بالمغفرة والرحمة(1).
وهكذا فشر بعض آهل العلم هذا الحديث، قالوا: إنما معناه يقول: إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما آمرت آشرع إليه بمغفرتي ورخمتي"(2).
ث- وقال أيضا بعد رواية حديث طويل فيه: "والذي نفس محمد بيده، لؤ أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله تعالى"(3): "وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه"(2).
هذا، وقد آنكر علماء المجسمة على الإمام الترمذي تأويله السابق واتهموه ببدعة الجهمية، فقال ابن قيم الجوزية في كتابه "الضواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة": "وأما تاويل الترمذي وغيره بالعلم، فقال شيخنا(5): هو ظاهر الفساد من جنس تأويلات الجهمية"(1).
(1) والغريب العجيب من الشيخ ابن العثيمين كيف أخذ نص الحديث على ظاهره وادعى أن الله تعالى يأتي هرولة والعياذ بالله تعالى، حيث قال كما في "مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين" (184/1): "وأي مانع يمنع من أن ثؤمن بأن الله تعالى يأتي هرولة" .
(2) الترمذي، سنن الترمذي (581/5) (رقم/3603).
(3) أورده الحافظ ابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية" (13/1)، وقال عقبه: لاهذا حديث لا يصح عن رسول الله و(الحسن) لم يسمع من أبي هريرة، وقيل له: من أين تحدث هذه الأحاديث؟ فقال: من كتاب عندنا سمعته من رجل. وكان (الحسن) يروي عن الضعفاء، وقدروى هذا الحديث (أبو جعفر الرازي) عن (قتادة) عن (الحسن) قال أحمد بن حبل: (أبو جعفر) مضطرب الحديث...8.
(4) الترمذي، سنن الترمذي (403/5) (رقم/ 3298).
(5) أي ابن تيمية، وكلامه هذا في كتابه "مجموع الفتاوى" (6/ 547).
(6) انظر: ابن الموصلي، مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم (ص/485).
পৃষ্ঠা ১৩৭