============================================================
134 المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم الامام أحمد": لروى البيهقي، عن الحاكم، عن أبى عمرو بن السماك، عن حتبل، أن أحمد بن حتبل تأول قؤل الله تعالى: (وجلء رتك} [الفجر/22]، أنه: جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه"(1).
ب وروى البيهقي آيضا: "عن أبي الحسن المقرئ، قال: آنا آبو عمرو الصفار، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو الحسن الميموني، قال: خرج إلي يوما أبو عبد الله أحمد بن حنبل، فقال: ادخل فدخلت منزله، فقلت: أخبرني عما كنت فيه مع القوم وبأي شيء كانوا يحتجون عليك؟ قال: بأشياء من القرآن يتأولونها ويفسرونها، هم احتجوا بقوله: مايأنيهم من
ذكرمن ربهم تحدث [الأنبياء/2]. قال: قلت: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه هو المعدث"(2).
ووجه التأويل هنا، أن ظاهر اللفظ في الآية يفيد أن القرآن مخلوق حيث عبر عن الذكر بأنه محدث(2)، فصرف الإمام أحمد بن حنبل اللفظ عن الظاهر، وهذا تأويل واضخ منه.
ت- قال الحافظ الذهبي: "قال أبو الحسن عبد الملك الميموني، قال رجل لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - ذهبت إلى خلف البزار أعظه، بلغني أنه حدث بحديث عن (1) ابن كثير، البداية والنهاية (10/ 327).
(2) البيهقي، الأسماء والصفات (572/1) (رقم/499). وأورده الحافظ ابن حجر العسقلاني نقلا عن الحافظ أبي بكر البيهقي في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (454/13).
(3) وهذا ما يقوله الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والشيعة والإباضية اعتمادا منهم على هذه الآية وغيرها، قال الإمام أبو المحاسن القاوقجي الحنفي (ت/1305ه) في كتابه "الاعتماد في الاعتقاد" (ص/9): "فإذا قال لك: القرآن كلام الله وهو مكتوب في المصاحف، مقروء بالألسن، مسموع بالآذان، وهو من سمات الحوادث بالضرورة؟ فقل: نعم، هو في مصاحفنا بأشكال الكتابة وصور الحروف الدالة عليه، محفوظ في قلوبنا بألفاظ متخيلة مقروء بألسنتنا بحروفه الملفوظة، مسموع بآذاننا، ومع ذلك ليس حالا فيها (...). وإذا أريد بكلام الله اللفظ المنزل على سيدنا محمد، يراد به هذه الألفاظ التي هي حروف وأصوات، علمها جبريل محمدا وهو - أي جبريل- تلقاها من اللوح المحفوظ بأمر الله وليس من تأليفه، لكن يجوز القول بأن القرآن بمعنى اللفظ المنزل في مقام التعليم: إنه حادث مخلوق".
পৃষ্ঠা ১৩৪