============================================================
المطلب الأول / تعريف الآيات المحكمات والمتشابهات، ومسالك العلماء فيها الشرقية": "وأما قول الله: ( ومايعلم تأويله إلا الله}، إنما يريد به وقت قيام الساعة، فإن المشركين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة أيان مرساها ومتى وقوعها، فالمتشابه إشارة إلى علم الغيب فليس يعلم عواقب الأمور إلا الله ، ولهذاقال: هل يظرون إلا تأويله يوم يأتى تأويله) [الأعراف /53]؛ أي: هل ينظرون إلا قيام الساعة. وكيف يسوغ لقائل أن يقول: في كتاب الله تعالى ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله. أليس هذا من أعظم القدح في الثبوات؟! وأن النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى، ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم، أليس الله اتعالى) يقول: بلسان عريي ثبين* [الشعراء/195] ؟! فإذا على زعمهم، يجب أن يقولوا: كذب، حيث قال: بلسان عركي يبين } إذ لم يكن معلوما عندهم، وإلا فأين هذا البيان؟
وإذا كان بلغة العرب، فكيف يدعى أنه مما لا تعلمه العرب لما كان ذلك الشيء عربيا، فما قول في مقال مآله إلى تكذيب الرب سبحانه؟!
ثم كان التبى يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى، فلو كان في كلامه وفيما يلقيه إلى أمته شيء لا يعلم تأويله إلا الله تعالى، لكان للقوم أن يقولوا: بين لنا أولا من تدعونا إليه وما الذي تقول، فإن الإيمان بما لا يعلم أصله غير متأت؛ ونسبة النبي الى أنه دعا الى رب موصوف بصفات لا تعقل أمر عظيم لا يتخيله مسلم، فإن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف؛ والغرض أن يستبين من معه مسكة من العقل، أن قول من يقول: "استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها، واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها، والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها". تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل؛ وقد وضح الحق لذي عينين وليت شعري، هذا الذي ينكر التأويل يطرد هذا الإنكار في كل شيء وفي كل آية أم -الملك إلى أصبهان إطفاء للفتنة ببغداد فذهب إليه ولقي منه إكراما. وعاد إلى نيسابور، فلازم الوعظ والتدريس إلى أن توفي بها. انظر ترجمته: تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى (159/7) (رقم/869).
পৃষ্ঠা ১১৩