============================================================
المطلب الأول / تعريف الآيات المحكمات والمتشابهات، ومسالك العلماء فيها وفي ذلك قال الإمام الحافظ النووي (ت/ 676ه): "أما التأويل: فقال العلماء: هو صرف الكلام عن ظاهره إلى وجه يحتمله، أوجبه برهان قطعي في القطعيات وظني في الظنيات. وقيل: هو التصرف في اللفظ بما يكشف عن مقصوده. وأما التفسير، فهو: بيان معنى اللفظة القريبة أو الخفية"(1).
وقال الإمام الراغب الأصفهاني: "التأويل: (...) هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو: وما يعلم تأويله " إلا الله والرسخون فى العلو} [آل عمران/7].
وفي الفعل، كقول الشاعر: وللتوى قبل يوم البين تأويل وقوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله. يوم يأتى تأويله .) [الأعراف /53]؛ أي: بيانه الذي سر و هو غايته المقصودة منه، وقوله تعالى: ذلك خير وأحسن تأويلا } [النساء/59]، قيل: أحسن معنى وترجمة، وقيل أحسن ثوابا في الآخرة"(2).
وقد سلك هذا المسلك خمهور الفرق الإسلامية القائلين بتنزيه الله عن سمات المحدثين، لأن الأخذ بظواهر التصوص المتشابهة يفضي إلى التجسيم والتشبيه في حق الله تعالى، وفي ذلك قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "فمن أجرى الكلام على ظاهره أفضى به الأمر إلى التجسيم، ومن لم يتضخ له وعلم أن الله منزه عن الذي يقتضيه ظاهرها إما أن يكذب نقلتها(2) وإما أن يؤولها(4)..."(5).
(1) النووي، تهذيب الأسماء واللغات (15/3).
(2) الراغب الأصفهاني، مفردات الفاظ القرآن (ص/31).
(3) إذا كانت من النصوص الظنية من حيث الثبوت والدلالة كأحاديث الآحاد التي جاءت مخالفة للأصول.
(4) إذا كانت من النصوص القطعية من حيث الثبوت، الظنية من حيث الدلالة.
(5) العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري (432/13).
পৃষ্ঠা ১১১