============================================================
اكثر قصائد ديوانه ، والقى مجالسه الي بلغت الثمانمائة مجلس ، تحدث فيها عن المعتقدات الاسلامية ، وعلوم الدعوة الفاطمية : والمؤرخون مختلفون في تاريخ وصول هبة الله الى القاهرة ، فمنهم من يزعم بأنه وصل سنة 439 مجرية ، بينما يذهب البعض إلى أنه جاء الى مصر بين سني 436 و439 مجرية وأخذ يتردد على أبي سعيد التستري ويتقرب اليه ، فلما قتل التستري سنة 439 هجرية تقرب هبة الله من الوزير ابي نصر الفلاحي ، الذي سهل له السبيل لمقابلة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في آخر شعبان سنة 439 هجرية .
وهبة الله الذي لقب بالمؤيد في الدين يتحدث في سيرته عن حياته في مصر وعن علاقته ببعض الوزراء، ورجال البلاط ، ويصف أول مقابلة له للخليفة المستنصر بالله فيقول : " وكنت في مسافة بين السقبفة الشريفة والمكان الذي ألمح فيه أنوار الطلعة الشريفة النبوية . فلم تقع عيي عليه إلا وقد أخذتني الروعة وغلبتي العبرة ، وتمثل في تفسي أني بين يدي رسول الله وأمير المؤمنين ماثل ، وبوجهي الى وجهيهما مقابل . واجتهدت عند وقوعي الى الارض ساجدا لولي السجود ومستحقه آن يشفعه لساني بشفاعة حسنة بنطقه: فوجدته بعجمة المهابة معقولا : وعن مزية الخطابة معزولا . ولما رفعت رأسي من السجود : وجمعت علي ثوبي للقعود ، رأيت بنانا يشير الي بالقيام لبعض الحاضرين في ذلك المقام . فقطب أمير المؤمنين خلد الله ملكه وجهه عليه جرا ، على اني ما رفعت به رأسا ، ولا جعلت له قدرا ، ومكثت بحضرته ساعة ، لا ينبعث لساني بنطق ، ولا يهتدي لقول ، وكلما استرد الحاضرون مني كلاما ازددت اعجاما ، ولتعقبه ألقى اقتحاما . وهو ، خلد الله ملكه ! يقول :" دعوه حتى يهدأ ويستأنس" . ثم قمت وأخذت
পৃষ্ঠা ৭