فَمن عرفه أمل الرشد مِنْهُ وَأَن يحيا بمنطقه وَيعْقل عَن الله جلّ ذكره بتأديبه لَهُ
وعقل عَن الله ﷿ مَا عظم من قدر ثَوَابه فِي جنته بدوامه وَطيب الْعَيْش فِيهِ وَزَوَال الْآفَات والتكدير والتنغيص عَنهُ وَأَنه فَوق مَا تحب النُّفُوس لَا يحسن أحد أَن يخْطر بِبَالِهِ ذكر كثير مِمَّا أعد فِيهَا
وَقد قَالَ رَسُول الله ﷺ أعد الله ﷿ فِي جنته مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر
وَكَفاك بِاللَّه تَعَالَى واصفا عَمَّا أعد لأوليائه إِذْ يَقُول عز من قَائِل ﴿فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين﴾
فقد أخبرنَا أَنه جَازَ فِي الْكَمَال وَالنَّعِيم وقرة الْعُيُون وصف الواصفين وَمَعْرِفَة العارفين وَذكر الذَّاكِرِينَ لجَمِيع النَّعيم فَعظم فِي قلبه جوَار مَوْلَاهُ وَمَا أعد فِيهِ لمن أناب إِلَيْهِ وأطاعه فشخص إِلَيْهِ بعقله فاتصل مَا استودع قلبه من الْعلم بذلك لمشاهدته بعقله حَتَّى أَنه رَأْي عينه عَمَّا قَالَه حَارِثَة فَكَأَنِّي أنظر إِلَى عرش
1 / 223