وتستقيم المحجة من صعدة إلى الجنوب حتى صنعاء مدينة اليمن، وهي حاضرة اليمن اليوم وفي معظم العصور الإسلامية، ومن أقدم المدن العربية، نزهة كثيرة المياه والأشجار والفواكه، طيبة الهواء، ولا يتسع المقصود في هذا الكتيب للكتابة عن صنعاء، ولا هي في حاجة إليها.
ويذهب طريق من صنعاء إلى الشرق حتى مأرب حاضرة ملك سبأ، وهي اليوم أطلال تحدث عن تاريخ قديم وعلوم وفنون، وكان بها السد الذي يسمى سد العرم، وقصة انهدام السد وتفرق العرب ومهاجرتهم إلى الشمال من أسير القصص في تاريخ العرب وأدبهم وأساطيرهم، وأكتفي هنا بقول الأعشى:
ففي ذاك للمؤتسي أسوة
ومأرب عفى عليها العرم
فأروى الحروث وأغنامها
على ساعة ماؤهم إن قسم
فكانوا بذلكم حقبة
فمال به جارف منهدم
وهناك اليوم قرى صغيرة وزروع.
وتسير الطريق بعد صنعاء إلى الجنوب حتى ذمار وتريم، وكانت على هذه الطريق ظفار، دار ملك حمير، وقد قيل فيها: من دخل ظفار حمر، أي: تكلم باللغة الحميرية.
অজানা পৃষ্ঠা