كتاب المحاسن تأليف الشيخ الثقة الجليل الأقدم أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي عنى بنشره وتصحيحه والتعليق عليه السيد جلال الدين الحسيني المشتهر بالمحدث يطلب من دار الكتب الاسلامية PageV0MP001
كتاب المحاسن للمحاسن دور قطب عليه المكرمات تدور قال الصدوق محمد: هو عندنا أهل البصيرة مرجع مشهور PageV0MP002
بسمه تعالى مقدمة إطباق علمائنا معشر الإمامية على وثاقة أبى جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي بل على جلالته يغنينا عن الخوض في ترجمته من هذه الجهة، وكذا اشتهار اعتبار كتابه " المحاسن " بينهم يمنعنا عن بيان شئ من ذلك من جهة الحاجة إليه، ومع ذلك نذكر شيئا مما له ربط بالامرين عملا بما هو المتعارف في هذا العصر من تصدير الكتب المطبوعة بذكر ما يكشف عن أحوال الكتب وتراجم مؤلفيها ونكتفي في ذلك بأقل ما يدل على المطلوب إذا المقام لا يسع الاستقصاء في ذلك فنقول والله المستعان:
نبذة مما يدل على اعتبار الكتاب وجلالة مؤلفه فمن ذلك اعتماد المشايخ الثلاثة في الكتب الأربعة التي عليها تدور رحى مذهب الشيعة في استنباط أحكام الشريعة على هذا الكتاب إذ كل منهم انتزع أخبارا كثيرة منه وأودعها كتابه.
أما ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه فقد روى عنه بواسطة عدة من الرواة واختار للتعبير عنهم عبارة " عدة من أصحابنا " حبا للاختصار وحفظا لكتابه من أن يكثر حجمه، و ذلك لأن المحاسن من مآخذه المهمة التي ينقل عنه كثيرا فلو تكرر في جميع هذه الموارد أسامي الذين يروى بواسطتهم عنه لكان يكثر حجم الكتاب كثيرا فاكتفى عن ذكر أساميهم بذكر العدة.
قال العلامة أعلى الله مقامه في الفائدة الثالثة من فوائد الخلاصة: " قال الشيخ الصدوق محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي في أخبار كثيرة: " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي " وقال: " كلما قلت في كتابي المشار إليه: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، فهم علي بن إبراهيم، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، و أحمد بن عبد الله بن بنته، وعلي بن الحسن ". PageV0MP003
ونظمه العلامة الطباطبائي السيد مهدى بحر العلوم رضوان الله عليه (على ما هو المشهور والمذكور في غير واحد من الكتب الرجالية والفقهية وغيرها) على هذا المنوال:
وعدة البرقي وهو أحمد * علي بن الحسن وأحمد وبعد ذين ابن أذينة على * وابن لإبراهيم واسمه علي أما رئيس المحدثين أبو جعفر الصدوق رحمة الله عليه فهو أيضا سلك هذا الطريق فقال في أول كتاب من لا يحضره الفقيه ما لفظه:
" ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت إلى إيراد ما أفتى به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربى تقدس ذكره وتعالت قدرته، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع، مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني، وكتاب عبيد الله بن علي الحلبي، وكتب علي بن مهزيار الأهوازي، وكتب الحسين بن سعيد، ونوادر أحمد بن محمد بن عيسى، وكتاب نوادر الحكمة تصنيف محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله، وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه، ونوادر محمد بن أبي عمير، وكتب (1) المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي، ورسالة أبي رضي الله عنه إلي، وغيرها من الأصول والمصنفات التي طرقي إليها معروفة في فهرس الكتب التي رويتها عن مشايخي وأسلافي رضي الله عنهم " أقول: وإلى هذا أشرت في قولي:
كتاب المحاسن للمحاسن دور * قطب عليه المكرمات تدور قال الصدوق محمد: هو عندنا * أهل البصيرة مرجع مشهور وأما شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه القدوسي فحسبنا من قوله في الباب ما ذكره في كتابيه (الرجال، والفهرست) فنذكر هنا ما ذكره في الفهرست وهو قوله:
" أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر أصله كوفي وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر والى العراق بعد قتل زيد بن
PageV0MP004
علي بن الحسين عليهم السلام ثم قتله وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها وكان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتبا كثيرة منها المحاسن وغيرها وقد زيد في المحاسن ونقص، فمما وقع إلى منها الابلاغ، كتاب التراحم والتعاطف، كتاب آداب النفس، كتاب المنافع، كتاب أدب المعاشرة، كتاب المعيشة، كتاب المكاسب، كتاب الرفاهية، كتاب المعاريض، كتاب السفر، كتاب الأمثال، كتاب الشواهد من كتاب الله عز وجل، كتاب النجوم، كتاب المرافق، كتاب الزواجر، كتاب السوم، كتاب الزينة كتاب الأركان، كتاب الزي، كتاب اختلاف الحديث، كتاب الطيب، كتاب المآكل، كتاب الماء، كتاب الفهم، كتاب الاخوان، كتاب الثواب، كتاب تفسير الأحاديث وأحكامه، كتاب العلل، كتاب العقل، كتاب التخويف، كتاب التحذير، كتاب التهذيب، كتاب التسلية، كتاب التأريخ، كتاب الغريب، كتاب المحاسن، كتاب مذام الأخلاق، كتاب النساء، كتاب المآثر والأنساب، كتاب أنساب الأمم، كتاب الشعر والشعراء، كتاب العجائب، كتاب الحقائق، كتاب المواهب والحظوظ، كتاب الحياة، كتاب النور والرحمة، كتاب الزهد والمواعظ، كتاب التبصرة، كتاب التفسير، كتاب التأويل، كتاب مذام الافعال، كتاب الفروق، كتاب المعاني والتحريف، كتاب العقاب، كتاب الامتحان، كتاب العقوبات، كتاب العين، كتاب الخصائص، كتاب النحو، كتاب العيافة والقيافة، كتاب الزجر والفأل، كتاب الطير، كتاب المراشد، كتاب الأفانين، كتاب الغرائب، كتاب الحيل، كتاب الصيانة، كتاب الفراسة، كتاب العويص، كتاب النوادر، كتاب مكارم الأخلاق ، كتاب ثواب القرآن، كتاب فضل القرآن، كتاب مصابيح الظلم، كتاب المنجيات، كتاب الدعاء، كتاب الدعابة والمزاح، كتاب الترغيب، كتاب الصفوة، كتاب الرؤيا، كتاب المحبوبات والمكروهات، كتاب خلق السماوات والأرض، كتاب بدء خلق إبليس والجن، كتاب الدواجن والرواجن، كتاب مغازي النبي صلى الله عليه وآله، كتاب بنات النبي صلى الله عليه وآله وأزواجه، كتاب الأجناس والحيوان، كتاب التأويل، وزاد محمد بن جعفر بن بطة على ذلك: كتاب طبقات الرجال، كتاب الأوائل، كتاب الطب، كتاب التبيان، كتاب الجمل، كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب جداول الحكمة، كتاب الاشكال والقرائن، كتاب الرياضة، كتاب ذكر الكعبة، كتاب التهاني، كتاب التعازي، أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته PageV0MP005
عدة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم عن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمي، قال: حدثنا أحمد بن أبي - عبد الله، وأخبرنا هؤلاء الثلاثة عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن بنت البرقي، قال: حدثنا جدي أحمد بن محمد، وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبد الله وغيرهم عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته، وأخبرنا بها ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته ".
ونظيره كلام الشيخ الجليل النبيل النجاشي رضي الله عنه وأرضاه في حق صاحب العنوان وهو قوله:
" أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر أصله كوفي وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد عليه السلام ثم قتله و كان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى " برق رود " وكان ثقة في نفسه، يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتبا منها المحاسن وغيرها، وقد زيد في المحاسن ونقص، كتاب التبليغ والرسالة، كتاب التراحم والتعاطف، كتاب التبصرة، كتاب الرفاهية، كتاب الزي، كتاب الزينة، كتاب المرافق، كتاب المراشد، كتاب الصيانة، كتاب النجابة، كتاب الفراسة، كتاب الحقائق، كتاب الاخوان، كتاب الخصائص، كتاب المآكل، كتاب مصابيح الظلم، كتاب المحبوبات، كتاب المكروهات، كتاب العويص، كتاب الثواب، كتاب العقاب، كتاب المعيشة، كتاب النساء، كتاب الطيب، كتاب العقوبات، كتاب المشارب، كتاب الشعر، كتاب أدب النفس، كتاب الطب، كتاب الطبقات، كتاب أفاضل الأعمال، كتاب أخص الأعمال، كتاب المساجد الأربعة، كتاب الرجال، كتاب الهداية، كتاب المواعظ، كتاب التحذير، كتاب التسلية، كتاب أدب المعاشرة، كتاب مكارم الأخلاق، كتاب مكارم الافعال، كتاب مذام الافعال، كتاب المواهب، كتاب الحبوة، كتاب الصفوة، كتاب علل الحديث، كتاب معاني الحديث والتحريف، كتاب تفسير الحديث، كتاب العروق، كتاب الاحتجاج، كتاب الغرائب، كتاب العجائب، كتاب اللطائف، كتاب المصالح، PageV0MP006
كتاب المنافع، كتاب من الدواجن والرواجن، كتاب الشعر والشعراء كتاب النجوم، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب الزجر والفأل، كتاب صوم الأيام، كتاب السماء، كتاب الأرضين، كتاب البلدان والمساحة، كتاب الدعاء، كتاب ذكر الكعبة، كتاب الأجناس والحيوان، كتاب أحاديث الجن وإبليس، كتاب فضل القرآن، كتاب الأزاهير، كتاب الأوامر والزواجر، كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب أحكام الأنبياء والرسل، كتاب الجمل، كتاب جداول الحكمة، كتاب الاشكال والقرائن، كتاب الرياضة، كتاب الأمثال، كتاب الأوائل، كتاب التأريخ، كتاب الأنساب، كتاب النحو، كتاب الاصفية، كتاب الأفانين، كتاب المغازي، كتاب الرواية، كتاب النوادر، هذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن بطة من كتب المحاسن، وذكر بعض أصحابنا أن له كتبا أخر منها كتاب التهاني، كتاب التعازي، كتاب أخبار الأصم، أخبرنا بجميع كتبه الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو غالب الزراري قال: حدثنا مؤدبي علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله بها، وقال أحمد بن الحسين رحمه الله في تأريخه: توفى أحمد بن أبي عبد الله البرقي في سنة أربع وسبعين ومائتين، وقال علي بن محمد ماجيلويه: توفى سنة ثمانين ومائتين ". قال بعض الفضلاء (1) في هامش قوله " مؤدبي علي بن الحسين " من النسخة المطبوعة ما لفظه: " وعلي بن الحسين هذا وإن لم يذكر حاله في هذا الكتاب بمدح ولا ذم إلا أن جلالة شأن أبي غالب وعلو مرتبته في باب الرواية تمنع من أخذه معلما مؤدبا لو لم يكن من الثقات بل أجلائهم كما هو ظاهر للماهر في الفن ".
ومن ذلك تصريحات غيرهم من علماء الشيعة وحملة علم الدين والشريعة بما يدل على المطلوب فلننقل أيضا شيئا مما ذكروه في الباب فنقول:
قال ابن شهرآشوب (ره) في معالم العلماء (2) ما لفظه:
" أحمد بن محمد بن خالد البرقي كوفي سكن برحبة قم، مصنفاته المحاسن، وقد زيد فيها ونقص منها، فمن ذلك: الابلاغ، التراحم والتعاطف، أدب النفس، المنافع، أدب المعاشرة، المعيشة، المكاسب، الرفاهية، المعاريض، السفر، الأمثال، الشواهد من كتاب الله، النجوم، المرافق، الدواجن، الشوم، الزينة، الأركان، الزي، اختلاف
PageV0MP007
الحديث، الطيب، المأكل، الفهم، الاخوان، الثواب، العلل، تفسير الأحاديث وأحكامه، العقل، التخويف، التحذير، التهذيب، التسلية، التأريخ، مكارم الأخلاق، مذام الافعال، النساء، المآثر والأنساب، الأمم، الشعر والشعراء، العجائب، الحقائق، المواهب، الحظوظ، الحبوة، التبصرة، النور والرحمة، الزهد والمواعظ، التعيين، التأويل، الفروق، المعاني والتحريف، العذاب، الامتحان، العقوبات، العين، الخصائص، النحو، العيافة، الزجر والفأل، الطيرة، المراشد، الأفانين، الغرائب، الحيل، الصيانة، الفراسة، العويص، النوادر، ثواب القرآن، فضل القرآن، مصابيح الظلم، المنتخبات، الدعاء، الدعابة والمزاح، الرغيب، الرؤيا، المحبوبات، المكروهات، خلق السماء والأرض، بدأ خلق إبليس والجن والدواجن، مغازي النبي صلى الله عليه وآله، الأجناس والحيوان، غريب كتب المحاسن، وزاد محمد بن بطة على ذلك: طبقات الرجال، الأوائل، الطب، التبيان، الجمل، الرياضة، ما خاطب الله به خلقه، جداول الحكمة، ذكر الكعبة، الاشكال والقرائن، التهاني، التعازي ".
قال ابن النديم (ره) في الفهرست في الفن الخامس من المقالة السادسة (ص 309 من النسخة المطبوعة بمصر)، وهو في بيان أخبار فقهاء الشيعة ومحدثيهم وبيان أسماء ما صنفوه من الكتب: " البرقي - أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي القمي، من أصحاب الرضا ومن بعد صحب ابنه أبا جعفر وقيل: كان يكنى أبا الحسن وله من الكتب: كتاب العويص، كتاب التبصرة، كتاب المحاسن، كتاب الرجال، فيه ذكر من روى عن أمير المؤمنين رضي الله عنه (1) قرأت بخط أبى علي بن همام قال: كتاب المحاسن للبرقي يحتوي على نيف و سبعين كتابا ويقال: على ثمانين كتابا وكانت هذه الكتب عند أبي علي بن همام: كتاب المحبوبات، كتاب المكروهات، كتاب طبقات الرجال، كتاب فضائل الأعمال، كتاب أخص الأعمال، كتاب التحذير، كتاب التخويف، كتاب الترهيب، كتاب الحبوة والصفوة، كتاب علل الأحاديث ، كتاب معاني الحديث والتحريف، كتاب الفروق، كتاب الاحتجاج، كتاب اللطائف، كتاب المصالح، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب صوم الأيام، كتاب السماء، كتاب
PageV0MP008
الأرضين، كتاب البلدان، كتاب ذكر الكعبة، كتاب الحيوان والأجناس، كتاب أحاديث الجن والإنس، كتاب فضائل القرآن، كتاب الأزاهير، كتاب الأوامر والزواجر، كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب الأنبياء والرسل، كتاب الجمل، كتاب جدول الحكمة، كتاب الاشكال، كتاب القرائن، كتاب البزائر، كتاب الرياضة، كتاب الأوائل، كتاب التأريخ، كتاب الأسباب، كتاب المآثر، كتاب الاصفية، كتاب الأفانين، كتاب الرواية، كتاب النوادر، ابنه أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي وله من الكتب كتاب الاحتجاج، كتاب السفر، كتاب البلدان أكبر من كتاب أبيه ".
أقول: في هذا الكلام لابن النديم (ره) اندماجات واشتباهات تعلم بالتدبر فيما مر من كلمات العلماء وما يأتي منها فلاحظ حتى تتبين حقيقة الامر.
قال العلامة أعلى الله مقامه في الخلاصة: " أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن علي البرقي منسوب إلى برقة قم أبو جعفر أصله كوفي ثقة غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل قال ابن الغضائري: " طعن عليه القميون وليس الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروى عنه فإنه كان لا يبالي عمن أخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه، وقال: وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفى مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة ".
قال ابن إدريس رضوان الله عليه في آخر السرائر في ضمن ما استطرفه من الأصول المعول عليها في الشيعة ما لفظه:
" ما استطرفته من كتاب المحاسن تصنيف أحمد بن أبي عبد الله البرقي بسم الله الرحمن الرحيم قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي في خطبة كتابه الذي وسمه بكتاب المحاسن: أما بعد فإن خير الأمور أصلحها، وأحمدها أنجحها، وأسلمها أقومها، وأرشدها أعمها خيرا، وأفضلها أدومها نفعا، وإن قطب المحاسن الدين، وعماد الدين اليقين، والقول الرضى والعمل الزكي، ولم نجد في وثيقة المعقول وحقيقة المحصول عند المناقشة والمباحثة لدى المقايسة والموازنة خصلة تكون أجمع لفضائل الدين والدنيا، ولا أشد تصفية لأقذاء العقل، ولا PageV0MP009
أقمع لخواطر الجهل، ولا أدعى إلى اقتناء كل محمود ونفى كل مذموم من العلم بالدين وكيف لا يكون كذلك ما من الله عز وجل سببه، ورسول الله صلى الله عليه وآله مستودعه ومعدنه، وأولوا النهى تراجمته وحملته، وما ظنك بشئ الصدق خلته، والذكاء والفهم آلته، والتوفيق والحكم مريحته، واللين والتواضع نتيجته، وهو الشئ الذي لا يستوحش معه صاحبه إلى شئ، ولا يأنس العاقل مع نبذه بشئ، ولا يستخلف منه عوضا يوازيه، ولا يعتاض منه بدلا يدانيه، ولا تحول فضيلته ولا تزول منفعته، وأنى لك بكنز باق على الانفاق، ولا تقدح فيه يد الزمان، ولا تكلمه غوائل الحدثان، وأقل خصاله الثناء له في العاجل، مع الفوز برضوان الله في الآجل، وأشرف بما صاحبه على كل حال مقبول، وقوله وفعله محتمل محمول، وسببه أقرب من الرحم الماسة، وقوله أصدق وأوفق من التجربة وإدراك الحاسة، وهو نجاة من تسليط التهم وتحاذير الندم، وكفاك من كريم مناقبه ورفيع مراتبه أن العالم بما أدى من صدق قوله شريك لكل عامل في فعله طول المسند، وهو بن ناظر، ناطق صامت، حاضر غائب، حي ميت، ورادع نصب " فذكر شيئا من أخبار الكتاب فمن أراده فليطلبه من هناك.
قال القاضي نور الله التستري رضي الله عنه وأرضاه في كتابه الموسوم بمصائب النواصب في ضمن أجوبته عن كلام الخصم الذي ادعى حصر كتب أحاديث الشيعة في الأربعة المشهورة (الكافي، والفقيه، والتهذيب والاستبصار) ما لفظه:
وأما ثالثا فلان حصره كتب أحاديث الإمامية في الأربعة المذكورة ليس بصحيح، بل هي ستة، وخامسها كتاب المحاسن تأليف أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وسادسها قرب الإسناد تأليف محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ".
قال المولى محمد تقي المجلسي طيب الله مضجعه في شرحه الفارسي على كتاب من لا يحضره الفقيه في شرح قول الصدوق (ره) " وكتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي " ما لفظه:
" وأين كتاب نزد ما هست وچنانكه مشايخ نقل كرده اند بسيار بزرگ وثقه ومعتمد عليه بوده است آنچه الحال هست شايد ثلث آن باشد وبغير از أين كتاب نودوسه كتاب ديگر تصنيف نموده است در فنون علوم، واسامي أين كتابها وساير كتابهاى علماى ما PageV0MP010
در فهرستهاى أرباب رجال موجود است ".
قال العلامة المجلسي قدس الله تربته في مقدمة البحار في الفصل الثاني الذي عقده لبيان ما للكتب المنتزعة منها البحار من الاعتبار وعدمه ما نصه: " وكتاب المحاسن للبرقي من الأصول المعتبرة وقد نقل عنه الكليني وكل من تأخر عنه من المؤلفين ".
قال السيد نعمة الله الجزائري قدس سره في رسالة حجية قول المجتهدين من الأموات في ضمن كلام له ما لفظه: " إن أصول الحديث التي دونها أصحاب الأئمة عليهم السلام عددها أربعمائة، أما الكتب فهي أكثر منها، ومشايخنا المحمدون الثلاثة قدس الله أرواحهم لما صنفوا هذه الأصول الأربعة وأخذوها من الأصول الأربعمائة ونحوها اجتهدوا في نزع الاخبار من مقارها وذلك أنهم عمدوا سيما الشيخ طاب ثراه إلى الأخبار الواردة في المسألة الواحدة فأخذوا من الأصول بعض الأخبار المناسبة وذكروا بعض ما ينافيها وتركوا بقية الاخبار وما عارضها وإن كانت صحيحة السند إلا أن ما ذكروه أخصر طريقا، ومن تتبع الموجود من الأصول ككتاب محاسن البرقي يظهر له صحة ما ذكرناه، وذلك أنه إذا عنون بابا من الأبواب ينقل فيه ما يقرب من عشرين حديثا مثلا وطرق أكثرها من واضح الصحيح فلما عمد الكليني والشيخ عطر الله مرقديهما إلى انتزاع الاخبار من ذلك الكتاب ما نقلوا إلا بعضها اختيارا للاختصار ولو نقلوها كما هي لربما فهم غيرهم منها غير ما ذهبوا إليه وعقلوه من تلك الأخبار، مع ما حصل لها بسبب ما فعلوا من الاضمار والقطع والارسال وأنواع الاختلال، وبالجملة فما صنعوه من أقوى أنواع الاجتهاد، ومع ذلك قبل علماؤنا رواياتهم ونقولهم واعتمدوا عليها وسكنوا إليها، ولم يوجبوا على أنفسهم البحث والفحص عن الأصول والكتب المدونة في أعصار الأئمة عليهم السلام فهذا من أعظم أنواع التقليد للأموات ".
قال العلامة الطباطبائي السيد مهدى بحر العلوم (ره) في رجاله:
بنو خالد البرقي القمي أبوهم خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي كوفي من موالي أبي الحسن الأشعري وقيل مولى جرير بن عبد الله قتل يوسف بن عمر والى العراق جده محمد بن علي بعد قتل زيد رضي الله عنه فهرب خالد وهو صغير مع أبيه عبد الرحمن إلى " برق رود " قرية PageV0MP011
في سواد قم على واد هناك يعرف بذلك فنسبوا إليها وهم أهل بيت علم وفقه وحديث وأدب، منهم أبو عبد الله محمد بن خالد وأخواه أبو علي الحسن وقيل الحسين وأبو القاسم الفضل وابنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد ويعرف أيضا بأحمد بن أبي عبد الله و ابن ابن ابنه (1) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن خالد وابن ابن أخيه علي بن العلاء بن الفضل بن خالد، ذكرهم النجاشي (ره) وقال في الحسن بن خالد: ثقة له كتاب نوادر، وفي محمد: إنه كان أديبا حسن المعرفة بالاخبار وعلوم العرب ضعيفا في الحديث له كتب روى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه، وفي أحمد بن محمد: إنه كان ثقة في نفسه يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل و صنف كتبا كثيرة، قال: ولابن الفضل ابن يعرف بعلي بن العلاء بن الفضل بن خالد فقيه و ذكر ان صهر أحمد على ابنته محمد بن أبي القاسم الملقب ماجيلويه سيد من أصحابنا القميين ثقة عالم فقيه عارف بالأدب والشعر والغريب أخذ العلم والأدب عن أحمد بن أبي عبد الله، وكان ابنه علي بن محمد من بنت أحمد وهو ثقة فاضل أديب فقيه رأى جده أحمد بن محمد البرقي وتأدب عليه، وذكر البرقي في رجاله أباه محمدا في أصحاب الكاظم والرضا والجواد (ع) وذكر نفسه في أصحاب الجواد والهادي (ع) وكان في زمان العسكري (ع) و ذكر أصحابه ولم يعد نفسه فيهم وكأنه لم يلقه أو لم يتفق له الرواية وكذا صنع الشيخ في الرجال ووثق محمد بن خالد عند ذكره في أصحاب الرضا (ع) ولم يطعن فيه بشئ وذكر في الفهرست محمدا وأخاه الحسن وابنه أحمد وذكر لكل منهم كتابا أو كتبا وروى كتب أحمد عن جماعة منهم أحمد بن عبد الله بن بنت البرقي عن جده أحمد وقال في أحمد بن محمد: كان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل واختلف القول في أحمد بن محمد وأبيه أما أحمد فقد توافق الشيخان رحمهما الله على توثيقه في نفسه وروايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل وتبعهما العلامة في
PageV0MP012
ذلك وذكره في الباب الأول من كتابه قال: وقال ابن الغضايري: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروى عنه فإنه كان لا يبالي عمن أخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه قال: و وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفى مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به ثم قال العلامة: وعندي أن روايته مقبولة، وذكره ابن داود في باب الضعفاء وعلله بطعن ابن الغضايري ورد بأنه لم يطعن فيه بل دفع الطعن عنه وكأنه أراد نقله الطعن عن القميين أو ذكره هناك لما يطعن به غالبا من الرواية عن الضعفاء وان لم يطعن به هنا والحق أن الرواية عن الضعفاء لا يقتضى تضعيف الراوي ولا ضعف الرواية إذا كانت مسندة عن ثقة، وكذا اعتماد المراسيل فإنها مسألة اجتهادية والخلاف فيها معروف ورواية الاجلاء عن الضعفاء كثيرة، وكذا إرسالهم للروايات، واحتمال الارسال باسقاط الواسطة لقلة المبالاة ينفيه توثيق الشيخين له في نفسه وكذا إسقاطها بناء على مذهبه من جواز الاعتماد على المراسيل فإنه تدليس ينافي العدالة، وقول ابن الغضايري " طعن عليه القميون وليس الطعن فيه بل فيمن يروى عنه " يحتمل وجهين، أحدهما أن طعن القميين ليس فيه نفسه بل فيمن يروى عنه فيكون توجيها لطعن القميين وبيانا لمرادهم وأنه في نفسه سالم من الطعن عند الجميع، ثانيهما أنهم وإن طعنوا فيه إلا أن ما طعنوا به إنما يقتضى الطعن في الرواية لا فيه نفسه وهذا أقرب، وقد عرفت أن ذلك ليس طعنا في روايته أيضا إلا إذا روى عن مجهول أو روى مرسلا وقد مر تحقيق ذلك في محله، وروى الكليني في باب ما جاء من النص على الأئمة (ع) بعد أبواب المواليد حديث الخضر المشتمل على شهادته بإمامتهم (ع) واحدا بعد واحد بحضرة أمير المؤمنين (ع) ثم قال: وحدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء.
قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال فقال: لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين وهذا القول من محمد بن يحيى والاعتذار من الصفار يعطيان تضعيفهما لأحمد بن أبي عبد الله وأنه لم يكن عندهما في مقام عدالة، ورأيت جماعة من الناظرين في الحديث قد تحيروا PageV0MP013
في معنى الحيرة الواقعة في هذا الخبر فاحتملوا أن المراد تحير أحمد بن محمد في المذهب، أو خرافته وتغيره في آخر عمره، أو حيرته بعد إخراجه من قم، أو حيرة الناس فيه بعد ذلك، واعتمد أكثرهم على الأول وضعفوه بتوقفه في المذهب، وذلك غفلة عن الاصطلاح المعروف في الحيرة فإن المراد بها حيرة الغيبة ولذلك يسمى زمان الغيبة زمان الحيرة لتحير الناس فيه من جهة غيبة الإمام، أو لوقوع الاختلاف والشك وتفرق الكلمة بعد غيبته، وفي الحديث عن أبي غانم قال: سمعت أبا محمد (ع) يقول : في سنة مائتين وستين تفرق شيعتي، قال أبو غانم: وفيها قبض (ع) وتفرقت شيعته، فمنهم من انتهى إلى جعفر، ومنهم من أتاه وشك، ومنهم من وقف على الحيرة، ومنهم من ثبت على دين الله، وقول محمد بن يحيى: " وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله " جار على المعهود من القميين من طعنهم في أحمد بعدم مبالاته في الرواية واعتماده المراسيل وأخذه من الضعفاء وكذا اعتذار الصفار بأنه قد حدثه بهذا الحديث قبل الحيرة بعشر، فإنهما من مشايخ قم ووجوه القميين وقد كانوا سيئ الرأي في أحمد بن أبي عبد الله و بناء الاعتذار إما على أن تغيره عندهم قد كان بعد الغيبة فلا يقدح في المروى عنه قبلها، أو على أن احتمال عدم صحة هذا الخبر إنما يتأتى لو أخبر به بعد الغيبة أما قبلها فلا فإن في الحديث " واشهد على رجل من ولد الحسن (ع) لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا " وهذا غيب لا يجترئ عليه عاقل قبل وقوعه مخافة الشنعة والتكذيب وكيف كان فليس المراد حيرته في الإمامة وتوقفه فيمن توقف وإلا لنقل ذلك عنه وكان من أكبر الطعون فيه وروايته لهذا الحديث وغيره من النصوص على الاثني عشر (ع) تنافى ذلك وتخالف غرضه لو كان متوقفا في القائم (ع) وقد يوهم القدح فيه من غير جهة القميين المتسرعين إلى الطعن بأدنى سبب كتاب أبي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي رحمه الله إلى النجاشي وقد كتب إليه يسأله تعريف الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الأهوازي (رض) قال: والذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد فقد روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي وأبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي والحسين بن الحسن بن أبان وأحمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشي البردعي وأبو العباس أحمد بن محمد الدينوري قال: فأما ما عليه أصحابنا PageV0MP014
والمعول عليه ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى ثم ذكر طريقه وسائر الطرق إلى الحسين فهذا يعطى الطعن في أحمد بن محمد بن خالد وعدم تعويل أبي العباس بن نوح الثقة عليه وهو طعن من غير القميين وفيه منع ظاهر إذ لعل المراد أن ما عليه جميع أصحابنا والمعول عليه عند كلهم هو طريق ابن عيسى دون غيره كابن خالد لوجود الخلاف فيه من القميين فيعود إلى الطعن المنقول عنهم وليس في الكلام تصريح بعدم تعويله نفسه على أنه لو كان المراد ذلك أمكن أن يكون الوجه ضعف الواسطة وهو محمد بن جعفر بن بطة فقد ضعفه جماعة والحق وفاقا لأكثر الأصحاب خصوصا المتأخرين توثيق أحمد بن محمد بن خالد وممن وثقه وقطع بتوثيقه العلامة المجلسي رحمه الله وكذا والده التقى رحمه الله في الروضة وقبلهما شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله في الدراية فإنه قال: أحمد بن محمد مشترك بين جماعة منهم أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن الوليد وجماعة من أفاضل أصحابنا في تلك الأعصار ويتميز عند الاطلاق بقرائن الزمان ويحتاج في ذلك إلى فضل قوة وتميز واطلاع على الرجال ومراتبهم ولكنه مع الجهل لا يضر لأن جميعهم ثقات وقال شيخنا البهائي (ره) في مفتتح كتاب مشرق الشمسين: أحمد بن محمد مشترك بين جماعة يزيدون على ثلاثين ولكن أكثرهم إطلاقا وتكررا في الأسانيد أربعة ثقات ابن الوليد القمي وابن عيسى الأشعري وابن خالد البرقي وابن أبي نصر البزنطي والأول لم يذكر في أوائل السند والأوسطان في أواسطه والأخير في أواخره و أكثر ما يقع الاشتباه بين الأوسطين ولكن حيث إنهما معا ثقتان لم يكن في البحث عن تعيينه فائدة يعتد بها، وقد جرى في الحبل المتين على ذلك فوصف الروايات التي في طريقها أحمد بن محمد بن خالد البرقي بالصحة وكذا المحقق الشيخ حسن (ره) في المنتقى وهو مذهب المتأخرين كافة إلا من شذ، وأما أبوه محمد بن خالد فقد سمعت توثيق الشيخ له في كتاب الرجال من دون طعن فيه ولا غمز وما قاله النجاشي (ره): إنه كان ضعيفا في الحديث مع مدحه بالأدب وحسن معرفته بالاخبار وكلام العرب وقال العلامة قال ابن الغضايري: حديثه يعرف وينكر ويروى عن الضعفاء كثيرا ويعتمد المراسيل ثم قال: والاعتماد عندي على قول الشيخ الطوسي من تعديله، قال الشهيد الثاني (ره) في PageV0MP015
حواشي الخلاصة: الظاهر أن قول النجاشي لا يقتضى الطعن فيه نفسه بل فيمن يروى عنه و يؤيده كلام ابن الغضايري وحينئذ فالأرجح قبول قوله لتوثيق الشيخ له وخلوه عن المعارض لكنه في نكاح المسالك في مسألة التوارث بالعقد المنقطع أورد رواية سعيد بن يسار في ذلك وقال: وهي أجود ما في الباب ولكن في طريقها البرقي وهو مشترك بين ثلاثة محمد بن خالد وأخوه الحسن وابنه أحمد والكل ثقات على قول الشيخ أبي جعفر الطوسي (ره) ولكن النجاشي ضعف محمدا وقال ابن الغضائري: حديثه يعرف وينكر ويروى عن الضعفاء كثيرا وإذا تعارض الجرح والتعديل فالجرح مقدم وظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجال وأما ابنه أحمد فقد طعن عليه كما طعن على أبيه من قبل وقال ابن الغضايري: كان لا يبالي عمن أخذ ونفاه أحمد بن محمد بن عيسى عن قم لذلك ولغيره قال وبالجملة فحال هذا النسب المشترك مضطرب ولا يدخل روايته في الصحيح ولا ما في معناه، هذا كلامه وأنت خبير بما فيه فإن توثيق الحسن بن خالد إنما عرف من النجاشي لا الشيخ وكلام الشيخ والنجاشي في أحمد واحد غير مختلف فإنهما وثقاه في نفسه وقالا: إنه يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، وهذا لا يقتضى التضعيف بل عنده أن قولهم ضعيف في الحديث ليس تضعيفا فكيف هذا ولو كان تضعيفا كان منهما لا من النجاشي خاصة، وما حكاه عن ابن الغضائري مقتطع من كلامه المتقدم وهو مسوق لدفع الطعن لا للطعن ونفى ابن عيسى له من قم مندفع بإعادته و مشيه في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وقد صرح فيما تقدم عنه في شرح الرسالة بتوثيقه قاطعا بذلك ورجح في حاشية الخلاصة قبول رواية أبيه محمد لتوثيق الشيخ وخلوه عن المعارض بناء على أن مراد النجاشي من قوله " كان ضعيفا في الحديث " ضعف من روى عنه لا ضعفه، وحمل كلام ابن الغضائري على ذلك وجعله مؤيدا للمعنى الذي فهمه وأما تقديم قول الجارح فليس ذلك على إطلاقه وكذا تقديم النجاشي على الشيخ وعلى تقديره فهو فرع التعارض وهو منتف هنا للفرق بين الضعيف وضعف الحديث فإن الثاني أعم من الأول أو مباين له فالمتجه توثيق محمد كولده وفاقا للعلامة وأكثر من تأخر عنه ويؤيده كثرة روايته وسلامتها وإكثار ثقة الاسلام والصدوق عنه ووجود طريق في الفقيه إليه وكونه من رجال نوادر الحكمة ولم يستثن فيمن استثنى منهم وكذا رواية كثير من الاجلاء كأحمد بن محمد بن عيسى وابنه أحمد بن PageV0MP016
محمد بن خالد ومحمد بن عبد الجبار وإبراهيم بن هاشم وغيرهم عنه، وفي البحار عن العياشي مرسلا عن صفوان قال استأذنت لمحمد بن خالد على أبى الحسن الرضا (ع) وأخبرته انه ليس يقول بهذا القول وانه قال: والله لا أريد لقائه إلا لانتهى إلى قوله فقال: أدخله فدخل فقال له: جعلت فداك إنه قد كان فرط منى شئ وأسرفت على نفسي وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبه فقال: وأنا أستغفر الله مما كان منى فأحب أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان مني فقال: نعم أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه و أشار بيده إلي ومصداق ما يقول الآخرون يعنى المخالفين قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر " ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى واستغفر له، فهذا الحديث مع إرساله وعدم صراحته في محمد بن خالد البرقي وعدم ظهور مضمونه فيه من كتب الرجال والاخبار قد تضمن رجوعه عما كان عليه من الوقف وغيره فلا يقتضى طعنا فيه بعد أن ظهرت توبته وقبله الرضا (ع) ورضى عنه واستغفر له، فإن كثيرا من أعاظم الأصحاب وثقاتهم وقفوا ثم رجعوا وعادوا إلى الحق ولم يتوقف فيهم أحد " (1).
(انتهى كلام العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه) قال صاحب الروضات رحمة الله عليه (2) " الشيخ الجليل أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي منسوب إلى برقة من أعمال قم وأصله كوفي قتل جده الثالث محمد بن علي في حبس يوسف بن عمر بعد شهادة زيد بن علي (ع) وكان خالد صغيرا فهرب مع أبيه عبد الرحمن بن محمد إليها وتوطنوا بها، وهو من أجلاء أصحابنا المشاهير مصرح بتوثيقه في عبارات كثير من أصحابنا، ذكره الشيخ في رجال الجواد (ع) والهادي (ع)، وممن يروى عنه الصفار صاحب بصائر الدرجات إلا أنه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولهذا أبعده أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري وإن أعاده إليها ثانيا واعتذر منه ومشى في جنازته بعد موته حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما قذفه به، وله تصانيف كثيرة فصلها الرجاليون، ومن أجلها وأجمعها كتاب المحاسن
PageV0MP017
المشهور الموجود بيننا في هذه الأزمان، وقد اشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مراتب الأصول والفروع، و كان الصدوق (ره) وضع على حذوها كثيرا من مؤلفاته وتوفى (ره) في حدود سنة أربع وسبعين ومائتين كما عن تأريخ ابن الغضائري أو باسقاط الأربع كما عن غيره (1) وكان (ره) ماهرا في العربية وعلوم الأدب جدا كما ذكره الفقيه الفاضل السيد صدر الدين الموسوي العاملي لنا شفاها، قال: وقد أخذ هذه المراتب منه أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي المشهور وأبو الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام شيخا إسماعيل بن عباد الآتي ذكره وترجمته إن شاء الله تعالى، وكان أبوه محمد بن خالد أيضا من كبراء الرواة والمحدثين وعظماء أهل الفضل والدين ومن ثقات أصحاب الرضا والكاظم (ع) كما نص عليه الشيخ (ره) وقد صنف أيضا في الآداب والتفسير والخطب والعلل والنوادر كثيرا يطلب تفصيلها من كتب الرجال، وله أيضا أولاد وأحفاد صلحاء محدثون، ويروى شيخنا الصدوق (رض) عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله المذكور مترضيا عليه، عن أبيه، عن جده أبي عبد الله محمد بن خالد المعظم إليه فليلاحظ ".
قال خاتم المحدثين ثقة الاسلام النوري طيب الله رمسه في الفائدة الخامسة من خاتمة المستدرك (2) في ضمن بيان صحة طرق الصدوق إلى الرواة الذين روى عنهم في الفقيه بالنسبة إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي ما لفظه:
" وأما أحمد فقد وثقه الشيخ والنجاشي وغيرهما ولكن طعنوا فيه أنه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولذلك أبعده أحمد بن محمد بن عيسى عن قم ثم ذكروا أنه أعاده واعتذر إليه وأنه لما مات مشى في جنازته حافيا حاسرا، وقال ابن الغضائري: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه، وبالجملة فهو من أجلاء رواتنا وقد نقل عن جامعه الكبير المسمى بالمحاسن كل من تأخر عنه من المصنفين و أرباب الجوامع بل منه أخذوا عناوين الكتب خصوصا أبو جعفر الصدوق فإن من كتب - المحاسن كتاب ثواب الأعمال، كتاب عقاب الأعمال، كتاب العلل، كتاب القرائن، وعليه
PageV0MP018
بنى كتاب الخصال وإن قال في أوله: " فانى وجدت مشايخي وأسلافي رحمة الله عليهم قد صنفوا في فنون العلم كتبا وغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الاعداد والخصال الممدوحة والمذمومة، (إلى آخره) " وقال النجاشي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري: ولمحمد كتب، منها كتاب الحقوق، كتاب الأوائل، كتاب السماء، كتاب الأرض، كتاب المساحة والبلدان، كتاب إبليس وجنوده، كتاب الاحتجاج، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان القزويني قال: حدثنا علي بن حاتم: قال: قال محمد بن عبد الله بن جعفر: كان - السبب في تصنيفي هذه الكتب أني تفقدت فهرست كتب المساحة التي صنفها أحمد بن أبي عبد الله البرقي ونسختها ورويتها عمن رواها عنه وسقطت هذه الستة الكتب عني فلم أجد لها نسخة فسألت إخواننا بقم وبغداد والري فلم أجدها عند أحد منهم فرجعت إلى الأصول والمصنفات فأخرجتها وألزمت منها كل حديث كتابه وبابه الذي شاكله " (انتهى) وهذه الكتب كلها داخلة في جملة كتب المحاسن كما أن كتاب رجاله الموجود أيضا منها وعندنا منه نسخة ولم يصل إلينا من المحاسن إلا ثلاثة عشر كتابا منه، والباقي ذهب فيما ذهب ولو وجد لوجد فيه علم كثير.
قال (ره) في أول المحاسن كما في السرائر: أما بعد فإن (فنقل ما مر نقله عن ابن - إدريس ره إلى آخره وقال:) وكفى في جلالة قدره أن عقد له ثقة الاسلام في الكافي عدة منفردة وأكثر من الرواية عنه، وعد في أول الفقيه كتاب المحاسن، وروى عنه أجلاء - المشايخ في هذه الطبقة مثل محمد بن الحسن الصفار، ومحمد بن يحيى العطار، وسعد بن عبد الله، ومحمد بن علي بن محبوب، والحسن بن متيل الدقاق، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، وأبوه إبراهيم، وأحمد بن إدريس الأشعري، ومحمد بن الحسن بن الوليد، ومحمد بن جعفر بن بطة، ومحمد بن أحمد بن يحيى، وعلي بن الحسين السعد آبادي، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن أبي القاسم عبد الله أو عبيد الله بن عمران الجنائي البرقي صهره علي ابنته وغيرهم، نعم في الكافي في كتاب الحجة، في باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم خبر صار سبب الحيرة، صورته: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام وذكر أن الخضر (ع) حضر عند أمير المؤمنين عليه السلام وشهد بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام واحدا PageV0MP019
بعد واحد يسميهم بأسمائهم حتى انتهى إلى الخلف الحجة صلوات الله عليه ثم قال الكليني (ره): وحدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن أبي - عبد الله، عن أبي هاشم مثله سواء، قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال: فقال: لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين (انتهى) وظاهره يوهم أن أحمد صار متحيرا في أمر الإمامة أو خصوص إمامة الخلف عليه السلام وهذا طعن عظيم وأجاب عنه نقاد الأحاديث بوجوه:
1 - ما في شرح المولى الخليل القزويني في شرحه من أن هذا الكلام وقع من محمد بن يحيى بعد إبعاده من قم وقبل إعادته وهو زمان حيرة أحمد بن محمد بن خالد بزعم جمع أو زمان تردده في مواضع خارجة من قم متحيرا وذلك لأنه كان حينئذ متهما بما قدف به ولم يظهر بعد كذب ذلك القذف.
2 - ما احتمله بعضهم من أن المراد تحيره بالخرافة لكبر سنه، ولا يخفى بعده.
3 - ما أشار إليه المولى محمد صالح في شرحه وفصله السيد المحقق السيد صدر الدين العاملي فيما علقه على رجال أبي علي فقال بعد نقل كلام التقي المجلسي في حواشيه على النقد وكلام بعضهم في حواشيه على رجال ابن داود من فهمهما تحير أحمد من الخبر ما لفظه: من الجائز أن لا يكون الامر على ما فهمه المحشيان بل يكون محمد بن يحيى إنما عني أن يكون هذا الخبر بسند ثان وثالث بحيث يبلغ حد التواتر أو الاستفاضة ليرغم به أنف المنكرين لا أنه تمنى أن يكون من جاء به غير البرقي ليكون قدحا منه في - البرقي بل هو المتعين بعد الوقوف على توثيق البرقي وانتفاء القدح فيه بعد تدقيق - النظر في عبارات القوم، وأما قوله: " قبل الحيرة " فلم يرد منه أن أحمد بن أبي عبد الله قد تحير حاشاه وحاشا محمد بن يحيى أن يقذفه بذلك وإنما المراد بالحيرة زمن الغيبة وهي السنة التي مات فيها العسكري عليه السلام وتحيرت الشيعة ومن طالع الكتب التي صنفت في الغيبة علم أن إطلاق لفظ الغيبة على مثل ما قلناه شايع في كلامهم، وبالجملة فقد أحب محمد بن يحيى أن يكون هذا الخبر قد ورد من طرق متعددة لأن الإمامة من الأصول وليست كالفروع فأجابه محمد بن الحسن بما معناه ان الرواية قد تضمنت ذكر الغيبة وقد حدثت بها قبل وقوعها فأغنى ظهور الاعجاز وهو الاعلام بما لم يقع قبل أن يقع عن PageV0MP020
الاستفاضة. (انتهى) قلت: على ما حققه وهو الحق من أن المراد من الحيرة في ألسنة الرواة أيام الغيبة ومبدأها سنة وفات العسكري عليه السلام فالظاهر أن غرض محمد بن يحيى من قوله:
" وددت (إلى آخره) " أن راوي هذا الخبر يكون من الذين لم يدركوا أيام الحيرة ليكون إخباره بما لم يقع قبل وقوعه خالصا عن التوهم والريبة وأتم في الدلالة على المقصود و ظهور الاعجاز، قال الصدوق (ره) في كمال الدين في جملة كلام له: " وذلك أن الأئمة عليهم السلام أخبروا بغيبته يعنى صاحب الامر صلوات الله عليه ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمأتي سنة فليس أحد من أتباع الأئمة عليهم السلام إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه في مصنفاته و هي الكتب التي تعرف بالأصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهم السلام من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين " (انتهى) فأحب محمد بن يحيى أن يكون الراوي منهم لا من مثل أحمد الذي أدرك أيام الحيرة فإنه عاش بعد وفاة العسكري عليه السلام أربعة عشر سنة وقيل عشرين وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين لا أن غرضه الاستكثار من السند فإن العبارة لا تفيده بل الجواب لا يلائمه إلا بتكلف والله العاصم ".
قال السيد الجليل السيد محسن العاملي مد ظله في كتاب أعيان الشيعة بعد نقل ما مر من كلامي الشيخ والنجاشي في حقه ما لفظه: (1) " الكلام على كتاب المحاسن " قيل: إنه مشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مطالب الأصول والفروع وقد وضع الصدوق على حذوها كثيرا من مؤلفاته كعلل الشرائع ومعاني الأخبار وكتاب التوحيد وثواب الأعمال وعقاب الأعمال والخصال وغيرها، وقول النجاشي فيما سمعت: وهذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن بطة من كتب المحاسن، إلى آخره، يدل على أن ما ذكره كله من أجزاء كتاب المحاسن، وقول الشيخ فيما مر: " وقع إلي منها " أي من كتب المحاسن أو من مصنفاته،
PageV0MP021
وقول الشيخ والنجاشي وغيرهما: " وقد زيد في المحاسن ونقص " أي في عدد أجزائها و أبوابها، فذكر كل واحد ما وصل إليه منها فلذلك حصلت الزيادة والنقصان فكل واحد زاد عن الآخر ونقص عنه، وشاهد ذلك ما سمعت من الشيخ والنجاشي وعن ابن بطة وغيره، وفي الخلاصة: ثقة غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل ثم حكى عن ابن الغضائري أنه قال: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه فإنه كان لا - يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى (رئيس قم) أبعده من قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه وقال: وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة، ولنعم ما قاله المجلسي الثاني:
لو جعل هذا أي إخراج أحمد بن محمد بن عيسى إياه قدحا في ابن عيسى كان أظهر لكنه كان ورعا وتلافي ما وقع منه إلى آخره، والظاهر أن نفيه له من قم كان لأجل روايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل فإنهم كانوا يتجنبونه ويرونه قادحا فيمن يفعله، مع أن الثقة يجوز أن يروى عن الثقة وغيره، ومن ذلك يمكن أن يستفاد أن من روى عنهم أحمد بن محمد بن عيسى وأمثاله من القميين كانوا ثقات في نظرهم، فإذا نفى البرقي لروايته عن - الضعفاء لم يكن هو ليروي عنهم وهؤلاء القميون مع أنهم كانوا من أجلاء الطائفة وثقات روايتها وهم الذين أحيوا آثار أهل البيت عليهم السلام وحفظوها كان فيهم جمود وتشدد زائد كما هو المشاهد في المتعمقين في التقوى في كل عصر فكانوا يرون ما ليس بقدح قدحا وربما ارتكبوا لأجله المحرم كما ارتكبه ابن عيسى مع البرقي إلى غير ذلك، ومن الغريب أن ابن داود في رجاله ذكره في القسم الثاني المعد لغير الثقات ونقل عن ابن الغضائري أنه يقول: الطعن فيه لا فيمن أخذ عنه، وذكره أيضا في القسم الأول المعد للثقات وقال:
وقد ذكرته من الضعفاء لطعن ابن الغضائري فيه ويقوى ثقته مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا متنصلا مما قذفه به (إلى آخره) مع أن ابن الغضائري دافع عن الطعن فيه ولم يطعن فيه وهذه من الأغلاط التي قالوا: إنها في رجال ابن داود، و ذكره ابن النديم في فهرسته فقال: أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي له من الكتب الاحتجاج، السفر، البلدان، أكبر من كتاب أبيه (إلى آخره) وذكره ياقوت في معجم PageV0MP022
البلدان وقال: له تصانيف على مذهب الإمامية تقارب تصانيفه أن تبلغ المأة وذكره في معجم الأدباء وذكر تصانيفه طبق ما في فهرست الشيخ، وفي لسان الميزان: " أحمد بن محمد بن خالد البرقي أصله كوفي من كبار الرافضة له تصانيف جمة أدبية منها كتاب اختلاف الحديث والعيافة والقيافة وأشياء كان في زمن المعتصم (إلى آخره)، ومما مر من مؤلفات هذا الرجل وكتابه المحاسن تعلم عظمته وسعة علومه وسعة روايته واطلاعه وأنه من أعاظم علماء الشيعة وثقات رجال الجواد والهادي عليهما السلام وقد وثقه جميع أهل الرجال الإمامية كالشيخ والنجاشي والعلامة وابن الغضائري وغيرهم ولم يغمز عليه أحد بشئ سوى قولهم انه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل وهو لا يقتضي الطعن فيه كما مر عن ابن الغضائري وفي الكافي في باب ما جاء في النص عليهم عليهم السلام " وحدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن الصفار: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله فقال: لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين (إلى آخره) وهذا يدل على أن في نفس ابن يحيى منه شئ ولا يدري ما المراد بهذه الحيرة التي أشار إليها وإن ذكروا فيها وجوها كلها ترجع إلى الحدس والتخمين لكنها على كل حال من بعض تشددات القميين المعروفة وأحمد بن محمد بن عيسى بما فعله من التوبة عما أتاه إليه يصح أن يقال فيه: " قطعت جهيزة قول كل خطيب ".
التمييز مر قول الكاظمي في المشتركات أن أحمد بن محمد مشترك بين أربعة كلهم ثقات أخيار، أحدهم أحمد بن محمد بن خالد ثم قال ويعرف أحمد بن محمد بن خالد بوقوعه في وسط السند وبأنه يروى عنه محمد بن جعفر بن بطة وعلي بن إبراهيم كما في المنتقى وعلي بن الحسين السعد آبادي وأحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي وسعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار وعبد الله بن جعفر الحميري (إلى آخره) و عن جامع الرواة أنه زاد رواية محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن علي بن محبوب و محمد بن عيسى وعلي بن محمد بن عبد الله القمي ومحمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم وعن أبيه عنه ورواية محمد بن أبي القاسم وعلي بن محمد بن بندار PageV0MP023
ومحمد بن يحيى عنه ورواية أحمد بن إدريس والحسن بن متيل ومعلى بن محمد و ابن الوليد وسهل بن زياد وعلي بن الحسن المؤدب عنه، ومن فوائد السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني في حواشيه على منتهى المقال: أنه اعترض على الكاظمي في مشتركاته هنا بأنه لم يذكر في مميزات أحمد بن محمد بن خالد البرقي رواية محمد بن يحيى عنه وذكرها في مميزات أحمد بن محمد بن عيسى مع أن محمد بن يحيى يروى عنهما فلا معنى لجعلها تمييزا لأحدهما دون الاخر قال: والكليني كثيرا ما يقول:
محمد بن يحيى أو عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، فتارة يقيد يكونه ابن خالد أو ابن عيسى وتارة يطلق والاطلاق أكثر فإن كان الراوي عنهما غير العدة ومحمد بن يحيى أمكن التمييز به وإلا فلا لوحدة الطبقة إذ يروى عن أحدهما من يروى عن الاخر فممن يروى عن كل منهما حماد بن عيسى، وعلي بن الحكم، والحسن بن محبوب، ومحمد بن سنان، والحسن بن فضال، والحسن بن علي الوشاء، وعثمان بن عيسى، و علي بن يوسف، قال: وإذا جائك أحمد بن محمد عن محمد بن خالد فالراوي ليس بالبرقي والا لقال عن أبيه بل هو الأشعري القمي كما يظهر من النجاشي، وكذا إذا جائك أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، أو شريف بن سابق، أو النوفلي، أو محمد بن عيسى، أو الحسن بن الحسين، أو عمرو بن عثمان، أو جهم بن الحكم المدائني، أو إبراهيم بن محمد الثقفي، أو الحسن بن علي بن بكار بن كردم، أو يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، فالمظنون كونه ابن خالد، قال: والذي يحضرني الان أن الذي يروى عن الحسن بن علي بن يقطين، وإسماعيل بن مهران، والقاسم بن يحيى، والحسن بن راشد هو ابن خالد لكن يظهر من كتب الرجال أن ابن عيسى أيضا يروى عنهم، وإذا جاءك أحمد بن محمد عن صفوان، أو محمد بن إسماعيل بن بزيع، أو عبد الله بن الحجال، أو شاذان بن خليل، أو ابن أبي عمير، أو علي بن الوليد، أو يحيى بن سليم الطائي، أو جعفر بن محمد البغدادي، أو عمر بن عبد العزيز، أو إبراهيم بن عمر، أو إسماعيل بن سهل، أو العباس بن موسى الوراق، أو محمد بن عبد العزيز، أو أحمد بن محمد بن أبي داود، أو عمار بن المبارك، أو محمد بن يحيى فهو أحمد بن محمد بن عيسى، و كثيرا ما يروى أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، و PageV0MP024
الحسين بن سعيد، وابن أبي نجران، وأبي يحيى الواسطي ويروى عنهم أحمد بن محمد بن خالد أيضا كما يفهم من كتب الرجال (إلى آخره) ويقال: إن أحمد بن فارس صاحب مجمل اللغة وأبو الفضل العباس بن محمد بن النحوي الملقب بعرام شيخي الصاحب بن عباد كلاهما من تلاميذ البرقي وعنه أخذا ".
قال ياقوت في كتابه معجم البلدان في ضمن الكلام على برقة ما لفظه:
" برقة أيضا من قرى قم من نواحي الجبل قال أبو جعفر فقيه الشيعة: " أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أصله من الكوفة وكان جده خالد قد هرب من عيسى بن عمر مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها ونسبوا إليها ولأحمد بن أبي عبد الله هذا تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه أن تبلغ مائة تصنيف ذكرته في كتاب الأدباء وذكرت تصانيفه، وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني في تاريخ أصبهان: " أحمد بن أبي عبد الله البرقي كان من رستاق برق روذ قال:
وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخرج ابن أخته أبا عبد الله إلى أصبهان واستوطنها والله الموفق ".
أقول: واما كلمات من بقي من علماء الرجال وغيرهم في حق البرقي فتطلب من محالها لأن فيما ذكرناه كفاية، فالأولى عطف العنان إلى ما يستطرف ذكره هنا مما هو مستور في الخبايا ومذكور في الزوايا ولا يصل إليه إلا بعض من الناس إما المصادفة واتفاق وأما الخبرة وبصيرة وكثرة اطلاع وطول باع فنقول والله المستعان:
أمور شتى يقتضى المقام ذكرها قال المسعودي في مقدمة مروج الذهب عند ذكره من صنف في التأريج ما لفظه:
" ومحمد البرقي بن خالد البرقي الكاتب صاحب التبيان، وولده أحمد بن محمد بن خالد البرقي ".
وينقل عنه صاحب تأريخ قم كثيرا فقال في وجه تسمية قم بناء على ما في ترجمة الكتاب ما حاصله: " وچنين روايت كرده است أحمد بن أبي عبد الله برقى در كتاب بنيان كه شهر قم را از برأي آن قم نام كردند إلخ " فمن أراد موارد نقله عن البرقي فليراجع ترجمة التأريخ فإنه مطبوع ومفهرس. PageV0MP025
ونقل عن البرقي أيضا الرافعي في كتاب " التدوين في ذكر أخبار قزوين " إلى غير ذلك ممن نقل عنه من المؤرخين، وهذا دليل على جامعية كتاب البرقي ويكشف عن أن الكتاب كان مرجعا لعلماء التأريخ والجغرافيا والتراجم كما كان مرجعا لأهل الحديث.
قال الشيخ الطوسي (ره) في الفهرست في ترجمة حال أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة عند ذكر أسامي كتبه ما لفظه (1): " كتاب الآداب وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل كتاب المحاسن " فيستفاد من الكلام أن المحاسن كان بين القدماء أجلى مصداق للكتاب الجامع بحيث صار مما يشبه به سائر الكتب في الجامعية وهذا كاف في المطلوب، ولا يخفى أن الجامعية المذكورة في كتاب المحاسن ليست من جهة الحديث فقط بل من جهة اشتماله على كل ما كان متعارفا في عصره من العلوم حتى العيافة والقيافة وما يشبههما كما ذكروه عند ذكر أسامي كتبه فهو كان في ذلك الزمان كالكتب التي يطلق عليه اسم دائرة المعارف في زماننا وهذا واضح لمن تدبر في أسامي كتب المحاسن حق التدبر.
قال صاحب تأريخ قم في ذيل حديث جفنة (2) ما لفظه: " وهمچنين أحمد بن أبي - عبد الله برقى گويد در قصيدة كه معروف است بدو در مدح قحطان ومفاخر:
" وجبريل قرانا إذ أتينا * النبي المصطفى مستهنئينا فأتحفنا بمائدة فضلنا * بمفخرها جميع المطعمينا وقال محمد هذي مثال * لمائدة ابن مريم وهو فينا كتالك فيهم فكلوا هنيئا * من الرحمن خير الرازقينا ويستكشف من قوله " كه معروفست بدو " أن القصيدة كانت معروفة في ذلك الزمان، ونسب ابن شهرآشوب في المناقب بعض الاشعار إلى " ابن البرقي " وحيث لم يعلم المقصود صريحا بابن البرقي من هو أعرضنا عن ذكره هنا، وكون البرقي ذا يد طولى في علم الأدب معروف مستغن عن الحاجة إلى الذكر كيف لا وقد سمعت قول النجاشي وغيره في ترجمة أحمد بن إسماعيل بن سمكة النحوي " وكان إسماعيل بن عبد الله من غلمان أحمد بن أبي عبد الله البرقي وممن تأدب عليه " وهذا دليل على بلوغه الغاية القصوى في الأدبية.
PageV0MP026
نقل المامغاني (ره) في ضمن فوائد عن الشيخ البهائي (ره) ما لفظه (1):
فائدة - البرقي يروى عن الصادق (ع) في الأغلب بأكثر من واسطة وقد يروى عنه بواسطة واحدة كما رواه قبل أبواب الزيادات في فقه الحج بتوسط داود بن أبي يزيد العطار وكما روى في أول باب صلاة الخوف عن زرعة وكما روى عن وهب بن وهب في سجدة التلاوة وأكثر ما يروى البرقي عن محمد بن سنان بلا واسطة وقد يروى عنه بواسطة بعكس ما يرويه عن عبد الله بن سنان فإن أغلبه بواسطة وقد يروى عنه بغير واسطة فإذا روى عن ابن سنان بلا واسطة من غير تصريح باسمه فالأغلب أنه محمد لا عبد الله ".
أمارة جلية أخرى تدل على شهرة البرقي وعظمته ومما ينادى بأعلى صوته إلى اشتهار عظمة البرقي وثبوت جلالته بين الفرقة الحقة ووضوح تأثير آثاره العلمية في أذهان من بعده من الشيعة وأنفسهم ما ذكره صاحب بعض فضائح الروافض (2) بناء على ما نقله عنه المتكلم الجليل النبيل، الشيخ عبد الجليل القزويني رضوان الله عليه في أوائل كتاب بعض مثالب النواصب (3) ونص كلامه على ما نقله هذا: " آن گروه كه أين مذهب نهادند محمد چهار بختان بود، وأبو الخطاب محمد بن أبي زينب، وپسران نوبخت، وزكرياى شيره فروش، وجابر جعفي، ويونس بن عبد الرحمن الرافضي، ومحمد بن محمد بن النعمان الأحول المعروف بشيطان الطاق، ومحمد سعيد، وأبو شاكر محمد بن ديصان، وهشام بن سالم الجواليقي، وهشام بن الحكم اليمامي، ومحمد بن محمد بن النعمان الحارثي المفيد، وأبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وأبو جعفر ابن بابويه، وأبو طالب الأسترآبادي، وأبو عبد الله از آل بابويه المجوسي، وزرارة بن أعين الشيباني، وابن البرقي ". فالكلام كما ترى في الدلالة على المطلوب كالنور في شاهق الطور، وجواب ما زعمه قائل الكلام من كون مذهب الشيعة موضوعا بواسطة هؤلاء المذكورين يطلب من كتاب بعض مثالب النواصب (4)
PageV0MP027
قال خاتم المحدثين الحاج ميرزا حسين النوري طيب الله مضجعه في الباب الثاني من كتاب دار السلام في حرف الألف من حقوق الاخوان تحت عنوان " الاخلاص " (1) ما لفظه:
" في منهاج الصلاح في مختصر المصباح لاية الله العلامة في أعمال أواخر ذي الحجة عن أحمد بن محمد بن عبد الله البرقي صاحب المحاسن قال: " كنت نزيلا بالري على أبي - الحسن الماذرائي كاتب كوتكين وكانت لي عليه وظيفة في كل سنة عشرة آلاف درهم أخرجها عن خراج ضيعتي بقاشان فلحقتني المطالبة بالمال وشغل عني ببعض أسبابه فبينما أنا ذات يوم على قلقي وارتماضي إذ دخل على شيخ مستور وقد نزف دمه وهو ميت في صورة الاحياء فقال: يا أبا عبد الله تجمع بيني وبينك عصمة الدين وموالاة الأئمة الطاهرين عليهم السلام فأنهضني في هذا الامر لله ولساداتنا، فقلت له: وما ذاك؟ - فقال: إنه قد ألقي في حقي أني كاتبت السلطان سرا بأمر كوتكين فاستحل بذلك مالي ودمي فأنعمت له بقضاء الحاجة وانصرف وفكرت بعد انصرافه وقلت: إن طلبت حاجتي وحاجته لم تقضيا معا وإن طلبت حاجته لم يقض حاجتي ولم يطب برده نفسي فقمت من وقتي وساعتي إلى خزانة كتبي فوجدت حديثا قد رويته عن جعفر بن محمد الصادق (ع) وهو " من أخلص نيته في قضاء حاجة أخيه المؤمن جعل الله نجاحها على يديه وقضى له كل حاجة في نفسه " قال: فقمت من وقتي وساعتي وركبت بغلتي وجئت إلى باب أبي الحسن الماذرائي فمنعني بعض الحجاب وأنعم بعض ثم اتفقوا على إدخالي فدخلت فوجدته في روشن (2) له متكئا على داربزين (3) وفي
PageV0MP028
يده قضيب فسلمت عليه فأجابني (1) ثم أومى بالجلوس فجلست فالقى الله تعالى على لساني آية قرأتها برفع الصوت وهي " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " فقال لي:
كرما يابا عبد الله تفضل الله علينا بأموال فجعلها ثمنا لدار الآخرة فقال: " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا " إشارة إلى المعاش والرياش " وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " هذه تقدمة وتشبيب بحاجة فاذكرها
PageV0MP029
منبسطا مسترسلا فقلت له: فلان ألقى في حقه كيت وكيت فقال لي: أشيعي تعرفه؟ قلت: أجل (1) قال: بالولاء والبراءة؟ - قلت: أجل، فألقى القضيب من يده ونزل على كرسيه ثم أومأ إلى غلام له فقال: يا غلام آت بالجريدة فأتى بجريدة وفيها أموال الرجل وهو مال لا يحصى فأمر برده ثم أمر له بخلعة وصرفه إلى أهله مكرما ثم قال: يابا عبد الله لقد بالغت في النصيحة وتلافيت أمري بسببه ثم قطع من جانبه رقعة من غير سؤال وكتب فيها " بسم الله الرحمن الرحيم يطلق لأحمد بن محمد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم وذلك من خراج ضيعته بقاشان " ثم صبر هنيئة وقال: " يابا عبد الله جزاك الله عنى خيرا لقد تداركت أمرى بسببه وتلافيت حالي من أجله " ثم قطع من جانبه رقعة أخرى وكتب فيها " بسم الله الرحمن الرحيم يطلق لأحمد بن محمد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم وذلك لاهدائه الصنيعة والعارفة إلينا " قال:
فملت على يده لأقبلها فقال: يابا عبد الله لا تشوبن فعلى ببغيض، والله لئن قبلت يدي لأقبلن رجلك، هذا قليل في حقه، هذا متمسك بحبل آل محمد عليهم السلام ".
قال المحدث النوري قدس الله تربته بعد نقل ترجمة الحكاية بالفارسية في كتاب الكلمة الطيبة ما محصله (2):
" يقول المؤلف: أبو الحسن المادراني هذا اسمه أحمد بن الحسن بن الحسن، و هو من خواص الشيعة وممن ورد التوقيع من إمام العصر عليه السلام إليه كما رواه السيد الجليل علي بن طاوس في كتاب فرج الهموم نقلا عن أبي جعفر الطبري في حكاية طويلة " فأخذ في نقله محصل الحكاية في كتابه بالفارسية قائلا في هامش الصفحة ما حاصله: " هذه القضية المتضمنة لوصية يزيد بن عبد الله وقصة الفرس والسيف أوردها المحدثون في كتبهم بطرق مختلفة ففي كتاب عيون المعجزات المنسوب إلى السيد المرتضى رحمه الله هكذا: ومن دلائل صاحب الزمان عليه السلام التي ظهرت من الغيب ما روت الشيعة عن أحمد بن الحسن (3) المادراني أنه قال: وردت الجبل مع شماتكين و أنا لا أقول بالإمامة إلا أني كنت أحب أهل البيت عليهم السلام جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله التميمي صاحب شهرزور (4) وكان من ملوك الأطراف وله نتاج من الدواب
PageV0MP030
الموصوفة بالنزاهة تعرف بالمعروفيات فأوصى إلي في حال علته التي توفي فيها أن أدفع شهريا كان له خاصة وسيفه ومنطقته إلى من سماه صاحب الزمان عليه السلام فخفت إن لم أدفع الشهري إلى اذكوتكين بن سماتكين (1) أن يلحقني منه تكبر ففكرت في نفسي وقومت الشهري والسيف والمنطقة في نفسي سبع مائة دينار ولم أطلع على ذلك أحدا من خلق الله إذ ورد علي توقيع من العراق: وجه بالسبع المائة الدينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة فآمنت به عليه السلام وسلمت وصدقت واعتقدت الحق وحملت المال ".
لا يخفى: أن لفظة " كوتكين " في نسخ المنهاج من دون " إذ " في أولها بخلاف سائر النسخ فإنها في جميعها " إذ كوتكين " والله العالم بحقيقة الامر " وقال في كتاب النجم الثاقب في آخر الباب السادس (2) ما محصله: " الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه (3) عن أبي علي وأبي عبد الله بن علي المهدي، عن محمد بن عبد السلام، عن محمد بن (4) النيسابوري، عن أبي الحسن أحمد بن الحسن (الفلاني (5) عن عبد الله، عن يزيد غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة وأحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله وكان من موالي أبي محمد عليه السلام من جبل كوتكين (6) فأوصى إلي أن أدفع شهريا كان معه وسيفا ومنطقة إلى مولاي صاحب الزمان عليه السلام قال يزيد: فخفت إن أفعل ذلك فيلحقني سوء من سواد اذكوتكين فقومت الشهري و السيف والمنطقة بسبع مائة دينار على نفسي على أن أحمله وأسلمه إلى اذكوتكين فورد إلى التوقيع من العراق: احمل إلينا السبع مائة دينار قيمة الشهري والسيف و المنطقة وما كنت والله أعلم به أحدا فحملته من مالي مسلما " أقول: هذه الحكاية أوردها الكليني في الكافي والمفيد في الارشاد والشيخ في الغيبة مثل ما مر نقله وذكروا أن اسم الغلام " بدر " لكن ذكر الطبري في دلائله وابن طاوس في فرج الهموم في حديث طويل وهكذا غيرهما في غير الكتابين لكن مختصرا أن صاحب القضية أحمد بن الحسن بن أبي الحسن المادراني مولى هذا العبد وهو كان كاتب اذكوتكين الذي كان
PageV0MP031
من أمراء الترك وواليا على الري من قبل خلفاء بنى العباس وكان يزيد بن عبد الله الشهر - زوري من موالي أهل البيت عليهم السلام وكان صاحب بلدة شهر زور وهي من بلاد الجبل فهجم عليه اذكوتكين وقاتله فسخر بلدته وحاز أمواله وحيث إن المادراني كان كاتبا له ومتوليا لضبط أمواله لم يتمكن من أن لا يوصل إليه السيف والفرس و يسترهما منه فعاهد الله في نفسه وقبل على ذمته أن يوصل ثمنهما وهو على ما أدى إليه نظره ألف دينار إلى من أوصى له فورد إليه التوقيع على يد أبي الحسن الأسدي أن رد إلينا ثمن السيف والفرس، وللمادراني هذا حكاية أخرى لطيفة تدل على جلالته وعظمته الدنيوية والأخروية أوردها العلامة في منهاج الصلاح نقلا عن أحمد بن محمد بن خالد - البرقي ونقلت الحكايتين كلتيهما في أواخر الباب التاسع من كتابي الموسوم بالكلمة الطيبة وأظن أن الرجوع إليه للتدبر فيهما لا يخلو من الفائدة ".
أقول: حيث انجر الكلام إلى ذكر هذه القضية ينبغي لنا أن ننقلها من الكافي ونحوم حولها حسب ما يقتضيه المقام فنقول:
قال ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه في أصول الكافي، في كتاب الحجة، في باب مولد الصاحب عليه السلام ما لفظه (1):
" علي بن محمد، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن، والعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله، فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع (2) الشهري السمند إلى اذكوتكين نالني منه استخفاف، فقومت السيف والدابة والمنطقة بسبع مائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا (ودفعت الشهري إلى اذكوتكين) (3)، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق: وجه (4) السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة ".
وأورده الطبرسي في إعلام الورى (5) نقلا عن الكليني إلا أن صدر متن الحديث فيه هكذا " وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ولا أحبهم جملة حتى أن مات يزيد بن عبد الله
PageV0MP032
فأوصى إلي في علته أن يدفع " (الحديث إلى آخره كما مر) قال المحدث الكاشاني رحمة الله عليه بعد نقله في الوافي (1) في باب ما جاء في الصاحب عجل الله فرجه ما لفظه:
" بيان - الشهري بالضم (2) ضرب من البرذون وأريد باذكوتكين الوالي (3) وفي بعض النسخ از كوتكين ".
قال العلامة المجلسي أعلى الله درجته في مرآة العقول بعد ذكره ما لفظه (4) " الجبل بالتحريك كورة بين بغداد وآذربيجان وضمير " أحبهم " لبني فاطمة أو العلويين، " جملة " أي بدون تمييز الإمام منهم من غيره، والفاء في قوله " فأوصى " للبيان، وفي القاموس: الشهرية بالكسر ضرب من البراذين، و " السمند " فرس له لون معروف، و " إذكوتكين " كان من أمراء الترك من أتباع بنى العباس، وهو في التواريخ و بعض كتب الحديث بالذال وكذا في بعض نسخ الكتاب، وفي أكثرها بالزاي ".
وروى الكليني طيب الله مضجعه في الباب المشار إليه من الكافي قبيل الحديث حديثا آخر يظهر من ملاحظته أن القضية وقعت بنهج آخر فلا بد من نقل الحديث حتى يتضح المقصود وهو هكذا:
" علي بن محمد، عن أحمد بن أبي علي بن غياث، عن أحمد بن الحسن قال: أوصى يزيد بن عبد الله بدابة وسيف ومال وأنفذ ثمن الدابة وغير ذلك ولم يبعث السيف فورد كتاب: كان مع ما بعثتم سيف فلم يصل أو كما قال ".
قال المجلسي عطر الله مرقده (5) في المرآة في شرحه ما لفظه: " والظاهر أن هذه القضية هي التي مرت في السادس عشر (6) فالظاهر إما زيادة الغلام ثمة أو سقوطه
PageV0MP033
هنا، ويحتمل أن يكون أحمد روى حكاية غلامه ويقرأ " أنفذ " و " يبعث " على بناء المجهول والأظهر عندي أن صاحب الواقعة وباعث المال كان أحمد ويمكن أن يقرأ الفعلان على بناء المعلوم بارجاع الضميرين إلى أحمد فيكون من كلام الراوي، وأما الخبر المتقدم فالظاهر أن قوله " والعلاء " عطف على قوله " عدة " وهو سند آخر إلى " أحمد " ففي هذا السند روى بدر عن مولاه أحمد وترك ذكر " أحمد " في السند الثاني اختصارا أو كان " عنه " بعد قوله " غلام أحمد بن الحسين " فسقط من النساخ، ويؤيده ما رواه الطبري في دلائل الإمامة باسناده يرفعه إلى أحمد الدينوري قال: انصرفت من أردبيل إلى دينور أريد الحج (فبعد أن نقل الحديث قال:) أقول: اختصرت الخبر في بعض مواضعه والخبر بطوله مذكور في كتابنا الكبير، وقوله " أو كما قال " شك من الراوي في خصوص اللفظ مع العلم بالمضمون ".
وصرح بمثل المضمون من اتحاد القضيتين المولى خليل القزويني في الصافي و ذلك لأنه قال بعد ترجمة الحديث الأول ما لفظه (1):
" مخفى نماند كه از حديث بيست ودوم ظاهر ميشود كه بعد از أين مطالبه قيمت چاروا را با كمربند فرستاده وشمشير را نفرستاده تا طلبي ديگر شده " وقال في ضمن ترجمة الحديث الثاني (2): " گذشت در حديث شانزدهم " مشيرا به إلى الحديث الأول.
أقول قول المجلسي (ره): " في كتابنا الكبير " يريد به البحار فإنه قال في المجلد الثالث عشر منه في باب ما ظهر من معجزاته (ع) بعد نقل الحديث من غيبة الطوسي وإرشاد المفيد ما لفظه: " يظهر من الخبر الطويل الذي أخرجناه من كتاب النجوم ودلائل الطبري أن صاحب القضية هو أحمد لا بدر غلامه والبدر روى عن مولاه و " العلا " عطف على العدة (أي عدة من أصحابنا) وهذا سند آخر إلى أحمد ولم يذكر " أحمد " في الثاني لظهوره، أو كان " عنه " بعد قوله: " غلام أحمد بن الحسن " فسقط من النساخ فتدبر ".
أقول: الصحيح هو الاحتمال الأخير ويدل على ذلك أمران، أحدهما وجود لفظة " عنه " في جميع ما رأيت من نسخ الارشاد فانى بعد الرجوع إلى السند في ما ظفرت به من نسخ الارشاد مخطوطة كانت أو مطبوعة لم أظفر بنسخة ليست فيها لفظة " عنه " و السند في جميع النسخ هكذا " علي بن محمد عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن،
PageV0MP034
وعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن، عنه قال: وردت الجبل، (الحديث) " وعبر العالم الفاضل المولى محمد محسن الكاشاني (1) رحمه الله تعالى عن ترجمة السند في كتاب التحفة السليمانية وهو ترجمة ارشاد المفيد بهذه العبارة (2) " علي بن محمد نقل كرده از عده أصحاب خود از أحمد بن الحسين وعلي بن رزق الله از بدر غلام أحمد بن حسين از أحمد بن حسين كه گفت: وارد جبل شدم إلخ ". وثانيهما تصريح الأربلي في كشف الغمة بأن صاحب القضية في الرواية المذكورة هو أحمد بن الحسن لا بدر غلامه وذلك لأنه أورده مرسلا بهذه العبارة (3) " وعن أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ولا أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته (إلى آخر الحديث) " فعلم أن لفظة " عنه " قد سقطت من السند في بعض الكتب وأن صاحب القضية هو أحمد وبدر إنما هو يروى القضية عن مولاه أحمد، والتأمل في القضية يكشف عن قرائن جلية تدل على ما ذكرناه فالأولى أن نذكر القضية عن دلائل الطبري وكتاب النجوم لابن طاوس فإنهما أورداها مبسوطة كما صرح به العلامة المجلسي (ره) في كلامه السابق نقله فنقول قال الطبري في دلائل الإمامة ما لفظه (4) حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد المقرى، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن سابور، قال: حدثني الحسن بن محمد بن حيوان (5) السراج القاسم (6) قال: حدثني (7) أحمد بن الدينوري (8) السراج المكنى بابي العباس الملقب بأستاره قال: انصرفت من أردبيل إلى دينور أريد أن أحج وذلك بعد مضى أبي محمد الحسن بن علي (ع) بسنة أو سنتين وكان الناس في حيرة فاستبشروا أهل
PageV0MP035
الدينور (1) بموافاتي واجتمع الشيعة عندي فقالوا: اجتمع عندنا ستة عشر ألف دينار من مال الموالي ونحتاج (2) أن تحملها معك وتسلمها بحيث يجب تسليمها، قال: فقلت:
يا قوم هذه حيرة ولا نعرف الباب في هذا الوقت قال: فقالوا: إنما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك فاحمله على أن لا تخرجه من يدك (3) إلا بحجة فحمل إلى (4) ذلك المال في صرر باسم رجل رجل (5) فحملت ذلك المال وخرجت فلما وافيت قرميسين كان أحمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها (6) فصرت (7) إليه مسلما، فلما لقيني استبشر بي ثم أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب ألوان معكمة (8) لم أعرف ما فيها: ثم قال لي أحمد: احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلا بحجة قال فقبضت منه المال والتخوت (9) بما فيها من الثياب فلما وردت بغداد لم يكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة (10) فقيل لي: إن ههنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعى بالنيابة (11) وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعى بالنيابة (12)، وآخر يعرف بأبي جعفر العمرى يدعى (13) بالنيابة قال فبدأت بالباقطاني فصرت إليه، فوجدته شيخا بهيا (14) له مروءة ظاهرة وفرس عربي وغلمان كثير ويجتمع عنده الناس يتناظرون، قال: فد - خلت إليه وسلمت عليه فرحب وقرب وبروسر (15) قال فأطلت القعود إلى أن خرج
PageV0MP036
كثر الناس قال، فسألني عن حاجتي فعرفته أنى رجل من أهل دينور وافيت (1) ومعي شئ من المال أحتاج أن أسلمه قال فقال: أحمله قال: فقلت: أريد حجة قال: تعود إلى (2) في غد قال: فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجة فعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجة قال، فصرت إلى إسحاق الأحمر فوجدته شابا نظيفا منزله أكبر من منزل الباقطاني وفرسه ولباسه ومروءته أسرى وغلمانه أكثر من غلمانه ويجتمع عنده من الناس أكثر مما يجتمعون عند الباقطاني قال: فدخلت وسلمت فرحب وقرب: فصرت إلى أن خف الناس، فسألني عن حاجتي فقلت له كما قلت للباقطاني ووعدني بالحجة فعدت إليه ثلاثة (3) أيام فلم يأت بحجة.
قال: فصرت إلى أبي جعفر العمرى فوجدته شيخا متواضعا عليه منطقة بيضاء قاعد على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروءة والفرس ما وجدته (4) لغيره فسلمت فرد السلام (5) وأدناني وبسط منى ثم سألني عن حالي فعرفته أني وافيت من الجبل وحملت مالا فقال: إن أحببت أن يصل هذا الشئ إلى من يجب أن يصل إليه تخرج إلى سر من رأى وتسأل دار ابن الرضا وعن فلان بن فلان الوكيل وكانت دار ابن - الرضا (ع) عامرة بأهلها فإنك تجد هناك ما تريد، قال: فخرجت من عنده ومضيت نحو سر من رأى وصرت إلى دار ابن الرضا وسألت عن الوكيل فذكر البواب أنه مشتغل في الدار وأنه يخرج آنفا فقعدت على الباب أنتظر خروجه، فخرج بعد ساعة فقمت وسلمت عليه وأخذ بيدي إلى بيت كان له وسألني عن حالي وعما وردت له فعرفته أنى حملت شيئا من المال من ناحية الجبل وأحتاج أن أسلمه بحجة قال فقال: نعم، وقد إلى طعاما وقال تغد بها واسترح فإنك تعب وبيننا وبين الصلاة الأولى ساعة فانى أحمل إليك ما تريد، قال:
فأكلت ونمت فلما كان وقت الصلاة نهضت وصليت وذهبت إلى المشرعة فاغتسلت و زرت وانصرفت إلى بيت الرجل ومكثت إلى أن مضى من الليل ربعه فجائني ومعه درج فيه " بسم الله الرحمن الرحيم وافى أحمد بن محمد الدينوري وحمل ستة عشر ألف دينار في كذا وكذا صرة فيها صرة فلان بن فلان، وفيها كذا وكذا دينارا، وفيها صرة فلان بن فلان، وفيها كذا دينارا، إلى أن عدد الصرر كلها وصرة فلان بن فلان الزراع (6) وفيها ستة
PageV0MP037
عشر دينارا قال: فوسوس إلى الشيطان أن سيدي أعلم بهذا منى فما زلت أقرأ ذكره صرة صرة وذكر صاحبها حتى أتيت عليها عند آخرها ثم ذكر: قد حمل من قرميسين من عند أحمد بن الحسن المادراني أخي الصراف كيسا فيه ألف دينار وكذا وكذا تختا من الثياب منها ثوب فلان وثوب لونه كذا، حتى نسب الثياب إلى آخرها بأنسابها و ألوانها قال: فحمدت الله وشكرته على ما من به علي من إزالة الشك عن قلبي، وآمر بتسليم جميع ما حملته إلى حيث يأمرك أبو جعفر العمرى، قال: فانصرفت إلى بغداد وصرت إلى أبي جعفر العمرى قال: وكان خروجي وانصرافي في ثلاثة أيام قال: فلما بصر بي أبو - جعفر العمرى قال لي: لم لم تخرج؟ - فقلت: يا سيدي من سر من رأى انصرفت، قال: فأنا أحدث أبا جعفر بهذا إذ وردت رقعة على أبي جعفر العمرى من مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه ومعها درج مثل الدرج الذي كان معي، فيه ذكر المال والثياب وأمر أن يسلم جميع ذلك إلى أبي جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي فلبس أبو جعفر العمرى ثيابه وقال لي: احمل ما معك إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي (1) قال: فحملت المال والثياب إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان وسلمتها و خرجت إلى الحج، فلما انصرفت إلى دينور اجتمع عندي الناس فأخرجت الدرج الذي أخرجه وكيل مولانا صلوات الله عليه إلي وقرأته على القوم فلما سمع ذكر الصرة باسم الذراع صاحبها سقط مغشيا عليه وما زلنا نعلله حتى أفاق فلما أفاق سجد شكرا لله عز وجل وقال: الحمد لله الذي من علينا بالهداية، الآن علمت أن الأرض لا تخلو من حجة هذه الصرة دفعها والله إلى هذا الذراع ولم يقف على ذلك إلا الله عز وجل.
قال: فخرجت ولقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن المادراني وعرفته الخبر وقرأت عليه الدرج فقال: يا سبحان الله ما شككت في شئ فلا تشك في أن الله عز وجل لا يخلى أرضه
PageV0MP038
من حجة، أعلم أنه لما غزا إذكوتكين يزيد بن عبد الله بشهر زور وظفر ببلاده واحتوى على خزائنه صار إلى رجل وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا (ع) قال: فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى إذكوتكين أولا فأولا وكنت أدافع عن الفرس والسيف إلى أن لم يبق شئ غيرهما، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا (ع) فلما اشتدت مطالبة إذكوتكين إياي ولم يمكني مدافعته جعلت في السيف والفرس على نفسي ألف دينار وزنتها ودفعتها إلى الخازن وقلت له: ادفع هذه الدنانير في أوثق مكان ولا تخرجن إلي في حال من الأحوال ولو اشتدت الحاجة إليها و سلمت الفرس والسيف قال: فأنا قاعد في مجلسي بالري أبرم الأمور وأوفى القصص وآمر وأنهى إذ دخل أبو الحسن الأسدي وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت وكنت أقضى حوائجه، فلما طال جلوسه وعلي بؤس كثير قلت له: ما حاجتك؟ - قال أحتاج منك إلى خلوة فأمرت الخازن أن يهيئ علنا مكانا من الخزانة فدخلنا الخزانة فأخرج إلى رقعة صغيرة من مولانا صلوات الله عليه، فيها: يا أحمد بن الحسن الألف دينار التي لنا عندك ثمن الفرس والسيف سلمها إلي أبي الحسن الأسدي قال: فخررت لله ساجدا شكرا لما من به على وعرفت أنه حجة الله حقا لأنه لم يكن وقف على هذا أحد غيري فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار أخرى سرورا بما من الله علي بهذا الامر ".
أقول: المراد بأبي الحسن الأسدي محمد بن جعفر الرازي وكان أحد الأبواب قال الشيخ الطوسي (ره) في كتاب الغيبة (1) ما لفظه. " وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل، منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي (ره)، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي عن محمد بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شئ فامتنعت من ذلك وكتبت أستطلع الرأي فأتاني الجواب بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا " وروى محمد بن يعقوب الكليني، وعن أحمد بن يوسف الساسي قال: قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي: وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم (2) بذلك فخرج
PageV0MP039
الوصول وذكر أنه كان قبلي ألف دينار وانى وجهت إليه مائتي دينار وقال: إن أردت ان تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري فورد الخبر بوفاة حاجز (رضه) بعد يومين أو ثلاثة فأعلمته بموته فاغتم فقلت له: لا تغتم فإن لك في التوقيع إليك دلالتين، إحداهما إعلامه إياك أن المال ألف دينار، والثانية أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الأسدي لعلمه بموت حاجز.
وبهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال: عزمت على الحج وتأهبت فورد على: " نحن لذلك كارهون " فضاق صدري واغتممت وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أنى مغتم بتخلفي عن الحج فوقع " لا يضيقن صدرك فإنك تحج من قابل " فلما كان من قابل استأذنت فورد الجواب، فكتبت انى عادلت محمد بن العباس وأنا واثق بديانته وصيانته فورد الجواب " الأسدي نعم العديل " فإن قدم فلا تختر عليه، قال: فقدم الأسدي فعادلته. محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن شاذان النيسابوري، قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب أن ينقص هذا المقدار فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى الأسدي ولم أكتب بخبر نقصانها وأنى أتممتها من مالي فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون، ومات الأسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. ".
وقال في الفهرست (ص 151):
محمد بن جعفر الأسدي يكنى أبا الحسين، له كتاب الرد على أهل الاستطاعة، أخبرنا به جماعة عن التلعكبري عن الأسدي ".
وقال في الرجال: " محمد بن جعفر الأسدي يكنى أبا الحسين الرازي كان أحد الأبواب ".
قال النجاشي (ره) في كتاب الرجال (ص 264):
" محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي ساكن الري يقال له محمد بن أبي عبد الله كان ثقة صحيح الحديث الا انه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه وكان أبوه وجها روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى له كتاب الجبر PageV0MP040
والاستطاعة أخبرنا أبو العباس بن نوح قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا محمد بن جعفر الأسدي بجميع كتبه، قال: ومات أبو الحسين محمد بن جعفر ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة وقال ابن نوح: حدثنا الحسن بن داود قال: حدثنا أحمد بن حمدان القزويني عنه بجميع كتبه ".
قال العلامة المجلسي (ره) في مرآة العقول في شرح الحديث (ج 1، ص 431):
" والأسدي هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي ساكن الري يقال له محمد ابن أبي عبد الله، قال النجاشي: كان ثقة صحيح الحديث إلا أنه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه، وقال الشيخ: كان أحد الأبواب، وفي كمال الدين: انه من الوكلاء الذين وقفوا على معجزات صاحب الزمان عجل الله فرجه ورأوه.
أقول:: نسبته إلى الجبر والتشبيه لروايته الاخبار الموهمة لهما وذلك لا يقدح فيه إذ قل أصل من الأصول لا يوجد مثلها فيه " فلنعد إلى ما كنا فيه.
قال ياقوت في معجم البلدان في ضمن ما قال في حق الري ما لفظه:
" وكان أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المادراني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) كتابا في فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275 وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين بن ساتكين
PageV0MP041
التركي وتغلب على الري وأظهر التشيع بها وظهر إلى الآن "، أقول: هذا الكلام يدل على أن الماذرائي قد أعرض عن خدمة اساتكين واستقل بأمر شخصه ونفسه فتغلب على الري وأظهر التشيع بها في سنة خمس وسبعين ومائتين، فلعل العبارة مأخوذة من تأريخ الري لأبي سعد منصور بن الحسين الآبي رحمه الله تعالى لأن من كتبه تأريخا للري كما صرح به ياقوت وغيره، والمظنون أن سبب إعراض الماذرائي عن خدمة اساتكين أمران: PageV0MP042
الأول - مغايرته له في المذهب كما دلت عليه الحكاية الماضية.
الثاني - اتخاذ اساتكين الظلم والجور شعارا له ودثارا كما ستقف عليه مما نذكره من كلمات المؤرخين. PageV0MP043
حيث إن الرجل أول من نشر لواء إشاعة التشيع بالري ينبغي أن أشير إلى ما ذكره المؤرخون في حفه ليستكشف منه أهل دقة النظر ما يكون موجبا لمزيد البصيرة في شأنه لأن علماء الرجال قد أهملوه ولم يذكروا ترجمته في كتبهم ككثير ممن تركوه فلا - سبيل إلى الاطلاع على ترجمته المبسوطة إلا بالإحاطة بما ذكره علماء السير من أحواله وذلك لأنه من مشاهير الرجال في عصره فله وقائع تأريخية أثبتها أرباب التأريخ والسير فاحياء لذكره وأداء لبعض ما على الشيعة من حقه نخوض في نقل ما في التواريخ المعتبرة المعروفة من الأمور المتعلقة به، وحيث إن الوقوف على هذه القضايا التأريخية يستلزم نقل شئ مما ذكره المؤرخون من الوقائع والحوادث المربوطة بمخدوميه " كوتكين " و " اساتكين " ننقل أيضا منه ما يقتضيه المقام فنقول والله المستعان:
قال ابن الأثير في الكامل في ضمن ذكر ما وقع سنة ستين ومائتين تحت عنوان " ذكر الفتنة بالموصل وإخراج عاملهم " ما لفظه (ج 7، ص 185 - 187 من طبعة ليدن):
كان الخليفة المعتمد على الله قد استعمل على الموصل اساتكين وهو من أكابر قواد الأتراك فسير إليها ابنه إذكوتكين في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين، فلما كان يوم النيروز من هذه السنة وهو الثالث عشر من نيسان فغيره المعتضد بالله و دعا إذكوتكين وجوه أهل الموصل إلى قبة في الميدان وأحضر أنواع الملاهي و أكثر الخمر وشرب ظاهرا وتجاهر أصحابه بالفسوق وفعل المنكرات وأساء السيرة في الناس، وكان تلك السنة برد شديد أهلك الأشجار والثمار والحنطة والشعير وطالب الناس بالخراج على الغلات التي هلكت فاشتد ذلك عليهم وكان لا يسمع بفرس جيد عند أحد إلا أخذه وأهل الموصل صابرون إلى أن وثب رجل من أصحابه على امرأة فأخذها في الطريق فامتنعت واستغاثت فقام رجل اسمه إدريس الحميري وهو من أهل القرآن والصلاح فخلصها من يده فعاد الجندي إلى إذكوتكين فشكا من الرجل فأحضره وضربه ضربا شديدا من غير أن يكشف الامر فاجتمع وجوه أهل الموصل إلى الجامع وقالوا: قد صبرنا على أخذ الأموال وشتم الاعراض وإبطال السنن والعسف وقد أفضى الامر إلى أخذ الحريم فأجمع رأيهم إلى إخراجه والشكوى منه إلى الخليفة وبلغه الخبر فركب إليهم في جنده وأخذ معه النفاطين فخرجوا إليه وقاتلوه قتالا شديدا PageV0MP044
حتى أخرجوه من الموصل ونهبوا داره وأصابه حجر فأثخنه ومضى من يومه إلى بلده و سار منها إلى سامراء واجتمع الناس إلى يحيى بن سليمان وقلدوه أمرهم ففعل وبقى كذلك إلى أن انقضت سنة ستين، فلما دخلت سنة إحدى وستين كتب اساتكين إلى الهيثم بن عبد الله بن المعمر التغلبي ثم العدوي في أن يتقلد الموصل وأرسل إليه الخلع واللواء وكان بديار ربيعة فجمع جموعا كثيرة وسار إلى الموصل ونزل بالجانب الشرقي وبينه وبين البلد دجلة فقاتلوه فعبر إلى الجانب الغربي وزحف إلى باب البلد فخرج إليه يحيى في أهل الموصل فقاتلوه وقتل بينهم قتلى كثيرة وكثرت الجراحات وعاد الهيثم عنهم فاستعمل اساتكين على الموصل إسحاق بن أيوب التغلبي وغيره فخرج في جمع يبلغون عشرين ألفا منهم حمدان بن حمدون التغلبي وغيره فنزل عند الدير الاعلى فقاتله أهل الموصل ومنعوه فبقوا كذلك مدة، فمرض يحيى بن سليمان الأمير فطمع إسحاق في البلد وجد في الحرب فانكشف الناس بين يديه، فدخل إسحاق البلد ووصل إلى سوق الأربعاء وأحرق سوق الحشيش فخرج بعض العدول اسمه زياد بن عبد الواحد وعلق في عنقه مصحفا واستغاث المسلمين فأجابوه وعادوا إلى الحرب و حملوا على إسحاق وأصحابه وأخرجوهم من المدينة: وبلغ يحيى بن سليمان الخبر فأمر فحمل في محفة وجعل أمام الصف فلما رآه أهل الموصل قويت نفوسهم واشتد قتالهم ولم يزل الامر كذلك وإسحاق يراسل أهل الموصل ويعدهم الأمان وحسن السيرة فأجابوه إلى أن يدخل البلد ويقيم بالربض الاعلى فدخل وأقام سبعة أيام ثم وقع بين بعض أصحابه وبين قوم من أهل الموصل شر فرجعوا إلى الحرب وأخرجوه عنها واستقر يحيى بن سليمان بالموصل " ذكر القضية ابن خلدون أيضا في الجزء الثالث تحت عنوان " فتنة الموصل " فارجع إليها إن شئت (1) وأشار إليها أيضا في الجزء الرابع في كلام له على الموصل بهذه العبارة (2) " ثم انتقض أهل الموصل أيام المعتمد سنة تسع وخمسين (أي بعد المائتين) وأخرجوا العامل وهو ابن اساتكين (إلى آخر كلامه) وقال أيضا (3):
" وفي سنة ستين (أي بعد المائتين) أقام يعقوب بن الصفار الحسن بن زيد فهزمه وملك طبرستان كما مرو أخرج أهل الموصل عاملهم اتكوتكين بن اساتكين فبعث عليهم اساتكين إسحاق بن يعقوب في عشرين ألفا ومعه حمدان بن حمدون التغلبي
PageV0MP045
فامتنع أهل الموصل منهم وولوا عليهم يحيى بن سليمان فاستولى عليها ".
وقال أيضا (1):
" وفي سنة ست وستين (أي بعد المائتين) ملك الزنج رامهرمز وغلب اساتكين على الري وأخرج عنها عاملها فطلقت ثم مضى إلى قزوين وبها أخوه كيقلغ فصالحه وملكها "، قال ابن كثير في تأريخه الموسوم بالبداية والنهاية (2):
" في صفر منها (أي من سنة ست وستين ومائتين) تغلب اساتكين على بلد الري.
وأخرج عاملها منها ثم مضى إلى قزوين فصالحه أهلها فدخلها وأخذ منها أموالا جزيلة ثم عاد إلى الري فمنعه أهلها عن الدخول إليها فقهرهم ودخلها "، قال ابن الأثير عند ذكر حوادث سنة ست وستين ومائتين ما لفظه (3):
" وفيها في صفر غلب اساتكين على الشرطة وهي الآن من أعمال سجستان، و على الري وأخرج منها حظلنجور العامل عليها، ثم مضى إلى قزوين وعليها أخو كيغلغ فصالحه ودخل اساتكين قزوين ثم رجع إلى الري ".
قال الطبري تحت عنوان " ذكر الخبر عما كان في سنة ست وستين ومائتين من الاحداث " ما لفظه (4):
" وفي صفر منها غلب اساتكين على الري وأخرج عنها طلمجور العامل كان عليها ثم مضى هو وابنه إذكوتكين إلى قزوين وعليها ابرون أخو كيغلغ فصالحاه ودخلا قزوين وأخذا محمد بن الفضل بن سنان العجلي فأخذا أمواله وضياعه وقتله اساتكين ثم رجع إلى الري فقاتله أهلها فغلبهم ودخلها ".
قال ابن الفقيه عند الكلام في قزوين ما لفظه (5):
" وكانت دستبى مقسومة بين الري وهمذان فقسم منها يدعى دستبى الري و هو مقدار كذا وكذا قرية، ومنها ما قد حازه السلطان أعزه الله في هذا الوقت لنفسه و استخلصه وكان سبب حيزه دخول إذكوتكين بن ساتكين التركي قزوين وتغلبه
PageV0MP046
عليها وأسره محمد بن الفضل وقبض هذه الضياع عنه " (1) قال الرافعي في أوائل التدوين في الفصل الرابع الذي في ذكر نواحي قزوين ما لفظه (2):
" وفي كتاب أبي عبد الله القاضي وغيره أن دستبى كانت مقسومة بين همذان و الري فقسم تدعى دستبى الهمذاني كان عامل همذان ينفذ خليفة له فيقيم في قرية اسفقيان حتى يجبى خراجه وينقله إلى همذان، وقسم منها يدعى دستبى الري وقد حازه السلطان لنفسه مدة حين تغلب كوتكين التركي على قزوين سنة ست وستين ومائتين وقبض على محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلي رئيس قزوين واستولى على ضياعه ".
وقال في ترجمة محمد المذكور في هذا الكلام ما لفظه (3):
" محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلي من بنى عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن وائل كان في بيتهم (4) السيادة والرياسة والإيالة بقزوين، وكانوا أصحاب جاه وثروة ومروءة، ومحمد بن الفضل كان واليا بقزوين محمود الأشرفي الرعية وفي تسكين الديلم ودفع غائلتهم وغدر به حتى وقع في أسر كوتكين بن ساتكين التركي فصادره وعقد عليه العقود بجميع دوره وبساتينه وضياعه بقزوين وأبهر وكانت كثيرة وأحضر القاضي والعدول والاشراف ليتعهدهم عليها فلما قرئت عليه قال: أشهدكم أن كذا وكذا وقف على أولادي وأولاد أولادي ما تناسلوا، وكذا وكذا وقف على الطالبية، وكذا وكذا وقف على مساكين، فيعين، فاغتاظ التركي من ذلك وحمله معه وقتله ببعض نواحي ساوة ".
قال ابن الأثير عند ذكر حوادث سنة ثمان وستين ومائتين ما لفظه (5):
" وفيها كانت وقعة بين إذكوتكين بن ساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز بن أبي - دلف فهزمه إذكوتكين وغلبه على قم ".
PageV0MP047
وذكر الطبري أيضا هذه القضية (1) قال ابن خلدون في ضمن ذكر حوادث السنة المذكورة (2):
" وفيها كانت وقعة بين اتكوتكين بن اساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فهزمه اتكوتكين وغلبه على قم ".
قال ابن الأثير عند ذكر حوادث سنة اثنتين وسبعين ومائتين تحت عنوان " ذكر الحرب بين إذكوتكين ومحمد بن زيد العلوي " ما لفظه (3):
" في هذه السنة منتصف جمادى الأولى كانت حرب شديدة بين إذكوتكين وبين محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان ثم سار إذكوتكين من قزوين إلى الري ومعه أربعة آلاف فارس وكان مع محمد بن زيد من الديلم والطبرية والخراسانية عالم كبير فاقتتلوا فانهزم عسكر محمد بن زيد وتفرقوا وقتل منهم ستة آلاف وأسر ألفان وغنم إذكوتكين وعسكره من أثقالهم وأموالهم ودوابهم شيئا لم يروا مثله ودخل إذكوتكين الري فأقام بها وأخذ من أهلها مائة ألف ألف دينار وفرق عماله في أعمال الري ".
قال ابن كثير في تاريخه (4):
" في جمادى الأولى منها (أي من سنة ثنتين وسبعين ومائتين) سار نائب قزوين وهو إذكوتكين في أربعة آلاف مقاتل إلى محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان بعد أخيه الحسن بن زيد وهو بالري في جيش عظيم من الديلم وغيرهم فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمه إذكوتكين وغنم ما في معسكره وقتل من أصحابه ستة آلاف ودخل الري فأخذها وصادر أهلها في مائة ألف دينار وفرق عماله في نواحي الري ".
قال ابن خلدون تحت عنوان " وفاة صاحب طبرستان وولاية أخيه " ما لفظه (5):
(ثم توفى الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان في رجب سنة سبعين لعشرين سنة من ولايته وولى مكانه أخوه وكان على قزوين اتكوتكين فسار إلى الري في أربعة آلاف فارس وسار إليه محمد بن زيد في عالم كثير من الديلم والخراسانية والتقوا فانهزم
PageV0MP048
محمد بن زيد وقتل من عسكره نحو من ستة آلاف وأسر ألفان وغنم أتكوتكين عسكرا وملك الري وأغرم أهلها مائة ألف دينار وفرق عماله عليها ".
أقول: وله أيضا تصريح بهذا المطلب في موارد أخر أعرضنا عن نقلها أو الإشارة إليها استغناء بما ذكر عنها.
قال محمد بن الحسن بن اسفنديار الكاتب في تاريخ طبرستان ما لفظه (1):
" شهر ربيع الأول سنه اثنين وسبعين ومائتين دررى تركي بود اسانكين گفتند محمد زيد را هوس افتاد كه برى شود از گرگان بدامغان رفت واز آنجا بسمنان روزى دو نزول كرد وبخوار شد وبا فرداد بوهراوان نزديك رى بالشكر عراق مصاف داده ايستاده بودند چون بر همديگر كوفتند لشكر محمد زيد شكسته آمدند واو بهزيمت با لارجان افتاد وخراسانيان بر خراسان شدند ".
قال حافظ ابروفى تأريخه ما لفظه (2):
" ذكر حوادث سنه اثنين وسبعين ومائتين هجري - در أين سال ميان إذ كوتكين صاحب قزوين وميان محمد بن زيد صاحب طبرستان جنگ قائم شد محمد بن زيد منهزم شد إذ كوتكين رى را بگرفت وايشان را بدوستى أو مصادره كرد والسلام ".
قال صاحب تأريخ قم في الفصل الثالث من الباب الأول (بناء على ما في الترجمة) ما نصه (3):
" يس از آن چون كوتكين بن ساتكين تركي با كاتب خود أبو الحسن بن أحمد بن الحسن المادراني در خلافت معنز بقم فرود آمد در سنه إحدى وتسعين و مائتين (4) با روى قم را بكلى خراب گردانيد چنانچه اثر آنرا نگذاشت پس از آن أهل قم ديگر باره آنرا إعادة كردند وبنانها دند مضى هذا (5) ".
PageV0MP049
وقال أيضا في الباب الثاني من الفصل الرابع <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/38/163" target="_blank" title="ص 163">﴿بناء على ما في الترجمة﴾</a> (1):
" پس از آن در خلافت معتمد مدت چند سال عصيان كردند ومادرانى را كه كاتب إذ كوتكين بود منع كردند از آنكه در شهر آيد تا آنگاه كه برايشان ظفر يافت و خراج هفت سأله جمع كرد " (2).
وأيضا هناك (3):
" چنين گويند كه چون علي بن هاشم بقم آمد وپس از ومفلح تركي وپس ازو مادرانى از أين كفلاى ده گانه بجمله مال خراج مطالبت نمودند وهلاك ايشان در أين سبب واقع گشت وهمچنين از برأي أين رسم أبو القاسم بن صديم را بعراق بردند در خلافت معتضد بسبب شكايت كردن بنى أب أو از ولد آدم بن عبد الله ازو، پس از آنكه مادرانى أبو القاسم را إلزام كرده بود بخراج ولد الأب، پس راست كه أبو القاسم سبب أين رسم عرض كرد وكشف نمود أو را معذور داشتند وبدين سبب از برأي أو امضاء نوشتند واز آن بنگردانيدند پس أبو القاسم معزز ومكرم باز گرديد وضعيتهاى ولد آدم در دست أو بودند تا آنگاه كه وفات يافت وهمچنين علي بن أبو الهيجاء در روز گار مادرانى بدين سبب از شهر بيرون آمد وعبد الله بن أحمد حماد درويش گشت ". (4) قال الطبري عند ذكر ما كان من الحوادث في سنة ست وسبعين ومائتين ما نصه (ج 11، ص 333 - 434 من الطبعة الأولى):
" ولأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول من هذه السنة شخص أبو أحمد من مدينة - السلام إلى الجبل، وكان سبب شخوصه إليها فيما ذكر أن الماذرائي كاتب إذكوتكين أخبره أن له هنالك مالا عظيما وأنه إن شخص صار ذلك إليه فشخص إليه فلم يجد من المال الذي أخبره به شيئا فلما لم يجد ذلك شخص إلى الكرج ثم إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى له أحمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله وترك داره بفرشها لينزلها أبو أحمد إذا قدم ".
قال ابن الأثير في الكامل عند ذكر حوادث السنة المشار إليها ما لفظه (ج 7،
PageV0MP050
ص 304 - 305 من النسخة المطبوعة بليدن): " وفيها في منتصف ربيع الأول سار - الموفق إلى بلاد الجبل، وسبب مسيره أن الماذرائي كاتب إذكوتكين أخبره أن له هناك مالا عظيما وأنه إن سار معه أخذه جميعه، فسار إليه فلم يجد المال فلما لم يجد شيئا سار إلى الكرج ثم إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى أحمد عن البلد بجيشه وعياله وترك داره بفرشها لينزلها الموفق إذا قدم ".
قال أبو علي الملقب بمسكويه (1) في تجارب الأمم: " ودخلت سنة ست وسبعين ومائتين، وفيها شخص أبو أحمد من بغداد إلى الجبل وكان سبب ذلك أن المادراني كاتب إذكوتكين أخبره أن له هناك مالا عظيما وانه إن شخص حاز ذلك، فشخص أبو أحمد فلم يجد من ذلك شيئا فشخص من هناك إلى الكرج ثم إلى أصبهان يريد احمد ابن عبد العزيز فتنحى له أحمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله وترك له داره بفرشها وآلتها لينزلها إذا قدم ". (2) قال ابن خلدون تحت عنوان " مسير الموفق إلى أصبهان والجبل " ما لفظه (ج 3، ص 334): " كان كاتب اتكوتكين أنهى إلى المعتضد أن له مالا عظيما ببلاد الجبل فتوجه لذلك فلم يجد شيئا ثم صار إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى احمد عن البلد بعسكره وترك داره بفرشها لينزلها الموفق عند قدومه ثم رجع الموفق إلى بغداد ".
وقال أيضا بعيد ذلك (ج 3، ص 345): " وفيها كان مسير الموفق إلى الجبل لاتكوتكين ومحاربة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وقد تقدم ذلك ".
أقول: قوله: " لاتكوتكين " أي لدفع اتكوتكين وذلك لأنك قد عرفت أن الموفق لم يقصد بلاد الجبل في سنة 276 إلا لما كتب إليه الماذرائي وقد علمت أيضا أن الماذرائي كان معرضا عن خدمة إذكوتكين قبل ذلك بسنة فلا تستقيم العبارة إلا بمثل هذا التقدير فالمظنون أن الماذرائي لما أعرض عن الخدمة لاذكوتكين واستقل بأمره وكان عارفا بما كان عليه مخدومه السابق من القوة والعدة والذخائر والأموال دعا الموفق لدفعه حتى
PageV0MP051
يتخلص من شره ويطمئن من هجومه عليه فحينئذ المراد بالمال العظيم المشار إليه فيما كتبه إلى الموفق ما كان بيد إذكوتكين وهذا ما أظنه من العبارة ولم أر التصريح به فيما عندي من المآخذ القديمة، نعم صرح بذلك الشيخ المعاصر الجابري الأنصاري في تأريخ أصبهان والري بهذه العبارة (ص 69): " بسال 276 موفق برأي دفع إذكوتكين روانه بلاد جبل شد تا بأصفهان آمد واحمد دلفى از بيم إذ كوتگين شهررا گذارده با اتباعش بيرون رفت وخانه هايش را با اثانيه برأي نزول موفق گذارد ".
فعلم أن لكلامه مأخذا إلا أنى لم أعثر عليه ولا غرو فيه إذ فوق كل ذي علم عليم.
هذا غاية ما اطلعت عليه من ترجمة حال الماذرائي وأظن أن الكتاب الماذرائيين الذين كانوا بمصرهم من آل أبي الحسن الماذرائي الذي كلامنا فيه، قال ياقوت في معجم البلدان:
" قال تاج الاسلام أبو سعد: هي (أي ماذرايا) قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرائيون كتاب الطولونية بمصر أبو زينور وآله، قلت: وهذا فيه نظر والصحيح ان ماذرايا قرية فوق واسط من اعمال فم الصلح مقابل نهر سابس والآن قد خرب أكثرها، أخبرني بذلك جماعة من أهل واسط (إلى أن قال) ومن وجوه المنسوبين إليها الحسين بن أحمد بن رستم ويقال ابن أحمد بن علي أبو أحمد ويقال: أبو علي ويعرف بابن زينور الماذرائي الكاتب من كتاب الطولونية وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني وكان قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات فلم يصنع شيئا ثم خلع عليه وولاه خراج مصر لأربع خلون من ذي القعدة سنة 306 (إلى أن قال) ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف في رمضان سنة 311 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس المظفر فمات في ذي - الحجة سنة 314 وقيل 317 ".
فمن أراد تحقيق هذا الامر فليخض فيه فإن المقدمة لا تسع أكثر من ذلك.
حيث إن عدة من أجلة المؤمنين الأخيار الطالبين لنشر الأحاديث والاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام بذلوا نفقة طبع الكتاب وعرفت منهم خلوص النية في ذلك أحببت ان أصرح بأساميهم هنا ليبقى ذكرهم بالثناء الجميل ما بقي الكتاب ويدعو لهم المستفيدون منه بطلب الخير والثواب وهم جناب الحاج سيد نصر الله التقوى (ره) وابنه الحاج آقا جمال الدين الاخوى والأمير يوسف آقا الانتظارى والحاج جعفر آقا الغفاري وآقا محمد على الطالبي والحاج حسين آقاشا لجيلار وسرهنگ محمد باقر خان PageV0MP052
أمير ديواني (ره) فلله درهم وعلى الله برهم أحياء وأمواتا، وحيث إن جناب الحاج السيد نصر الله التقوى (ره) هو أول من دلني على هذه النعمة وحثني على هذه الخدمة فكأنه هو الناشر في الواقع كما قيل: الدال على الخير كفاعله جعلته مخاطبا في قصيدة لي أنشأتها في هذا الباب وجعلت غيره تبعا له في الخطاب (فالخطاب عام وإن كان المورد خاصا) وهي:
خص منى بالخطاب * من نحى نحو الكتاب ناشرا من بعد طبع * للكتاب المستطاب راجيا في نشره من * ربه حسن المآب أيها المحيى لصحف * قد حوت لب اللباب من أحاديث النبي * المصطفى في كل باب قد هداك الله رشدا * فزت حقا بالصواب نعم ما قدمته من * ثقل ميزان الثواب زادك الله هدى من * فضله الوافي النصاب في الورى لا زلت مولى * ماجدا عالي الكعاب كنت مجزيا بخير * يوم تدعى للحساب لا أراك الله بؤسا * من عقابيل العقاب لا كساك الله ثوبا * من سرابيل العذاب بل حباك الله أجرا * مثل أمطار السحاب والمحيا منك طلق * مشرق زاه قهابي ثاويا في مستقر * من رياض الخلد طاب في نعيم مستمر * غير فإن غير ناب أبدى سر مدى * غير مقطوع الذناب لابسا من سندس * وإستبرق خضر الثياب شاربا من سلسبيل * وطهور من شراب راقيا في مرتقى من * عرش عز والوثاب ضاحكا مستبشرا في * جمع أحباب طراب PageV0MP053
كنت في جنات عدن * لعلي من صحاب والموالي من بنيه * الهاشميين النجاب آل بيت المصطفى أهل * اصطفاء وانتجاب خصهم رب البرايا * باختيار وانتخاب واصطفاهم وارتضاهم * لعطيات رغاب واجتباهم وحباهم * كل برهان عجاب هم خيار الخلق من كل * الشيوخ والشباب ساكني الأفلاك أو * مستوطني مهد التراب كائنا من كان منهم * من أجلاء صياب من قريش أو سواهم * تابعي أو صحابي بمن وصي أو نبي * مرسل داع مجاب من أولي العزم القوى * من ذوي الفضل اللباب من إليهم ينتهى فخر * الورى عند انتساب والا ولى قد حفهم شمل * المعالي باعتصاب " هم حصون للبرايا * في الملمات الصعاب " هم كهوف للرعايا * في العويصات الأوابي هم ثمال لليتامى * والأسارى والسغاب هم مطاعيم وعم * الأرض قحط كالضباب من قدور راسيات * في جفان كالجوابي هم ملاذ الخلق طرا * في الدواهي والأزابي لائذا يأتي إليهم * كل مناع وآبي " هم رجال ما عليهم * من مزيد " في الحساب وغطاريف رضاهم * والهدى " فرخانقاب " هم أولوا الامر اللهاميم * الموالي للرقاب عامروا أركان صدق * ناهجوا نهج الصواب PageV0MP054
ضاربوا أطناب مجد * في ذرى السبع القباب ناشروا رايات فتح * في مضامير الحراب حائزوا قصبات سبق * في ميادين الغلاب سابقوا أبناء حرب * في الطعان والضراب ضاربوا آناف كفر * بالمواضي والكعاب رافعوا أعلام علم * جاعلوها في انتصاب طود علم للورى منهم * سيول في انسياب كلهم في كل علم * بحره الطامي العباب بحر علم ليس فيه * شوب شك وارتياب عند دأما علمهم علم * الورى شروى حباب سابحوا بحر المعاني * صاحبوا فصل الخطاب شارحوا السبع المثاني * دارسوا أم الكتاب عندهم من دون شك * منتهى علم الكتاب حاملوا علم المنايا * شاهدوا سر الغياب واهبوا بيض العطايا * مانحوا الدهم الرغاب مالكوا أمر البرايا * حاكموا يوم الحساب يا عذولي في هواهم * كف عن هذا العتاب لا تحذرني بظفر * لا تهددني بناب إنني في الحرب ليث * لست أخشى من ذئاب إنني ليث غضوب * فارس آساد غاب عد عني إن مثلي * لا يدر بالعصاب لست أسلو حب قوم * حبهم أعلى مثاب حبهم في اليوم فخر * وغدا ذخر الإياب حبهم في القلب منى * في السويدا لا النخاب نحوهم للقلب شوقا * جيئة بعد الذهاب PageV0MP055
ليس قلبي غير مهد * لهواهم في ايتباب حبهم في ربع قلبي * منذ عمرى في ارتياب مثل طفل لم يزل يوما * فيوما في الشباب حبهم شرط الصلاة * والزكاة والمتاب والفروع والأصول * والدعاء المستجاب سعى من يأبى هواهم * ليس إلا في تباب خصمهم أعماله يوم * التنادي كالسراب إنما الأعمال عمال قشر * وهواهم كاللباب عرش قلب ليس نقش الحب * فيه كاليباب قصر صدر ليس فيه * ذا الهوى دار الخراب هم بدور فيهم قدح * العدى نبح الكلاب سلمهم لا زال سلما * من معاريض السباب حربهم لا زال صيدا * للأشداء الغضاب ذكرهم أذكى لدي * من عبير وأناب باسمهم يحيى رميم * تحت أطباق التراب مدحهم ما دمت حيا * في الدنا شغلي ودابي ومن العمر نصيبي * ومن العيش نصابي وارتياحي يوم حزني * وسلوى في انتخابي وانتعاشي من همومي * وغمومي واكتئابي وإليهم مرجعي في * النشأتين ومنابي أسأل الله الكريم * الحشر معهم في المآب رب زدني من هواهم * إنه أقصى طلابي صل يا ربي عليهم * ما بدا ضوء الشهاب وزهت في الأفق شمس * أو توارت بالحجاب واقتفى ليل نهارا * باختلاف وانقلاب PageV0MP056
وحدا حادي المطايا * للسرى سرب الركاب وغدت أشجار سرو * ذات أغصان رطاب وفشا في قطر أرض * عطر أزهار الروابي وإلى الأوطان شوقا * حن قلب في اغتراب (طالب الاخبار أقبل) * ثم خذها باكتساب من كتاب للبصير * الناقد الندب النقاب أحمد البرقي فخر * الشيعة السامي الرحاب كم ترى درا نضيدا * درجه درج الكتاب كم حوى من جوهر ذي * قيمة بين الإهاب كم ترى من بكر معنى * فيه مسدول النقاب كم خباء جعفري * فيه مضروب القباب كم متاع أحمدي * فيه مفتوح العباب فيه أبكار المعاني * كالعذارى في المخابي يا أخلائي هلموا * وانظروها لاختطاب فانظروا فيها بقلب * لا بطرف مستراب قد وعى أخبار صدق * فاختبر هل من كذاب للشفا من داء جهل * علمه أشفى طباب سطره سمط اللئالي * الغاليات لا السخاب حبره والليل طرس * فيه وقد ذو التهاب جامع أنواع حسن * نازه من كل عاب مجمع الحسن الذي عنه * لسان الذم نابي كيف لا والحسن جمعا * اسمه يا للعجاب (1) حقه الكتب على * الأحداق بالتبر المذاب كان قبل الطبع كنزا * في اختفاء واحتجاب
PageV0MP057
صار بعد مثل وحى * خط في صم صلاب بات كالعنقاء قدما * ظل أزهى من غراب فعلى الأعداء قبل * كان سهما في الجعاب صار بعد مثل سيف * سل من سجن القراب (ناشر التأليف يامن) * حاز منشور الثواب واغتدى من خير ذخر * للنشور في احتقاب عش خلى البال ملا * الجفن مخضر الجناب نازء النفس نقى * العرض منهل الرباب آمن السرب ندي * الكف مسموع الخطاب سالما من كل داء * وبلاء ومصاب آمنا من كل روع * وعناء واضطراب صاحبا للدين حقا * راعيا حق الصحاب سالكا ما دمت حيا * للهدى نهج اصطحاب باقيا في الدهر منك * ذيل فخر في انسحاب ذا علاء واقتدار * وابتهاج واستهاب ما استفاد الناس علما * من أحاديث الكتاب واستطاب الخلق معنى * من معانيها العذاب تبصرة مهمة (ينبغي أن يلتفت إليها من أراد أن يستفيد من الكتاب) فليعلم الناظر في هذا الكتاب أنا أشرنا في ذيل الصفحات إلى مورد ذكر كل حديث في مجلدات بحار الأنوار للعلامة المولى محمد باقر المجلسي أعلى الله مقامه و لذا ذيلنا الأحاديث بعدد ترتيبي ليكون دالا على ربط الذيل بالمتن وكذا صدرنا - الأحاديث بعدد ترتيبي ليدل على عدد أحاديث الكتاب وينتهي التعداد بانتهاء كل PageV0MP058
جزء من أجزاء الكتاب بالغا ما بلغ من العدد، مثلا إذا انتهى كتاب ثواب الأعمال نجدد ترتيب العدد في عقاب الأعمال بادئا فيه من الواحد إلى أن يتم، ففي الكتاب الثالث نبدأ أيضا من الواحد، وهكذا إلى آخر المحاسن، وهذا المسلك قريب مما سلكه العلامة المجلسي (ره) في مرآة العقول، وحيث إن أكثر تلك الأحاديث كانت مبينة في البحار ببيانات مفيدة ممتعة نقلنا البيانات بعين عباراتها من ذلك الكتاب في ذيل صفحات هذا الكتاب وأشرنا إلى مورد ذكرها إن كانت مفصلة وكل ذلك بتعيين صريح وأمارة واضحة فجعلنا " ج " رمزا للمجلد و " ص " رمزا للصفحة و " س " رمزا للسطر (كما هو المتعارف المعهود بين أهل العلم) ليسهل الامر على من أراد الرجوع إليه وإذا لم نظفر بمورد نقل بعض الأحاديث في البحار صرحنا في ذيل الصفحة بأنا لم نظفر به (لكن بعض ما لم نظفر به حين الطبع ظفرنا به بعده ونشير إلى تلك الموارد عند نشر رجال كتاب المحاسن في ضمن ما ننشره من التعاليق المفيدة المربوطة بهذا الكتاب إن شاء الله تعالى) وليعلم أيضا أن ما صرحنا بعدم ظفرنا به في البحار لا يدل على عدم وجوده فيه لأنا راجعنا فيه إلى مظانه ولم نظفر به فلعله موجود فيه في غير مظانه بل في مظانه أيضا إلا أن فكري لم يدلني عليها فغفلت عن تلك المظان أصلا لأني معترف بأن مثلي ليس محيطا بكتاب البحار كمال الإحاطة وإن كان أكثر اشتغالي الخوض في كتب الأحاديث والاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام لأنه بحر بل بحار كما سمي به، وعلى فرض عدم وجود الحديث في البحار لا يكون عدم كونه مذكورا فيه دليلا على أن الحديث ليس من المحاسن وذلك معلوم عند أهل الفن ولا سيما في مثل البحار الذي فاته كثير من الاخبار ولولا خوف الإطالة لخضت في تحقيق ذلك والاستدلال عليه فليطلب من محاله، والسلام على من اتبع الهدى، وكان تحرير ذلك في خامس شعبان المعظم من شهور سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية مطابقا لهذا التاريخ الهجري الشمسي 10 ر 2 ر 1331 مير جلال الدين الحسيني الأرموي المشتهر بالمحدث. PageV0MP059
يا رب حي ميت ذكره وميت يحيى بأخباره ليس بميت عند أهل النهى من كان هذا بعض اثاره الباخرزي PageV0MP060
أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله الحجة القائم محمد بن الحسن (ع) كتاب الاشكال والقرائن من المحاسن لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية
পৃষ্ঠা ১
كتاب القرائن وفيه من الأبواب أحد عشر بابا 1 - باب الثلاثة.
2 - باب الأربعة.
3 - باب الخمسة.
4 - باب الستة.
5 - باب السبعة.
6 - باب الثمانية.
7 - باب التسعة.
8 - باب العشرة.
9 - باب فضل قول الخير.
10 - باب وصايا النبي صلى الله عليه وآله.
11 - باب وصايا أهل بيته (ع).
পৃষ্ঠা ২
بسم الله الرحمن الرحيم الأول من الاشكال والقرائن 1 - باب الثلاثة 1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) قال:
يا معاوية من أعطى ثلاثا لم يحرم ثلاثا، من أعطى الدعاء أعطى الإجابة، ومن أعطى الشكر أعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل أعطى الكفاية ، إن الله عز وجل يقول: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره ". وقال عز وجل: " لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ". وقال: " ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " (1).
2 - عنه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الحميد الطائي، عن أبي عبد الله (ع) قال:
كتب معي إلى عبد الله بن معاوية وهو بفارس، " من اتقى الله وقاه، ومن شكره زاده، ومن أقرضه جزاه " (2).
3 - عنه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله أو علي بن الحسين (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، قالوا: يا رسول الله ما المنجيات؟ - قال صلى الله عليه وآله: خوف الله في السر كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، قالوا: يا رسول الله
পৃষ্ঠা ৩
فما المهلكات؟ - قال صلى الله عليه وآله: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه (1).
4 - عنه، عن هارون بن الجهم، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (ع) قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات، وثلاث منجيات، فأما الدرجات، فافشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة والناس نيام، وأما الكفارات، فاسباغ الوضوء بالسبرات، والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات، والمحافظة على الجماعات، وأما الموبقات، فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات، فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضى والسخط (2).
5 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي (ع) قال: ثلاث منجيات، تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك (3).
6 - عنه، يرفعه إلى سلمان (رض) قال: قال: أضحكتني ثلاث، وأبكتني ثلاث، فأما الثلاث التي أبكتني ففراق الأحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وحزبه، والهول عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي رب العالمين يوم تكون السريرة علانية، لا أدرى إلى الجنة أصير أم إلى النار؟ وأما الثلاث التي أضحكتني، فغافل ليس بمغفول عنه، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وضاحك ملء فيه لا يدرى أراض عنه سيده أم ساخط عليه (4).
7 - عنه، عن الحسن بن علي اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي هارون العبدي قال: سمعته يقول: أعجبتني ثلاث، وثلاث أحزنتني، فأما اللواتي أعجبتني، فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يغفل عنه، وضاحك ملء فيه وجهنم وراء ظهره لم يأته ثقة ببراءته (5).
8 - عنه، عن محمد بن سنان، عن خضر، عمن سمع أبا عبد الله (ع) يقول: قال
পৃষ্ঠা ৪
رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظلة، رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها، ورجل لم يقدم رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضى أو يحبس، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفى ذلك العيب عن نفسه، فإنه لا ينتفى عنه عيب إلا بداله عيب، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس (1).
9 - عنه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبيدة، عن أبي جميلة قال سمعت عليا (ع) على منبر الكوفة يقول: أيها الناس ثلاث لا دين لهم، لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة من عصى الله تبارك وتعالى، ثم قال: أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه، ولا خير في نيا لا تدبر فيها، ولا خير في نسك لا ورع فيه (2).
10 - عنه، عمن ذكره، قال: قال أبو عبد الله (ع): الخير كله في ثلاث خصال، في النظر، والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره اعتبارا وسكوته فكرة وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وآمن الناس شره (3) 11 - عنه، عن الحسن بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان بن عمر، عن أبي عبد الله، عن أبيه (ع) قال: لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتى يكون فيه خصال ثلاث، التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا (4).
পৃষ্ঠা ৫
12 - عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حمزة، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه يستكمل خصال الايمان، الذي إذا رضى لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (1).
13 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع)، عن آبائه (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يكن فيه ثلاث لم يقم له عمل، ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يدارى به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل (2).
14 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير - المؤمنين (ع): ثلاث من أبواب البر، سخاء النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى. (3) 15 - عنه، رفعه قال: قال أبو عبد الله (ع): ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف شاء، كظم الغيظ، والصبر على السيوف لله، ورجل أشرف على مال حرام فتركه لله (4).
16 - عنه، عن موسى بن القاسم، عن المحاربي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك، السفلة وزوجتك وخادمك. وقال: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة، شريف من وضيع، وحليم من سفيه، وبر من فاجر (5).
17 - عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أبي عمران عمر بن مصعب، عن أبي - حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: العبد بين ثلاث، بلاء وقضاء ونعمة،
পৃষ্ঠা ৬
فعليه للبلاء من الله الصبر فريضة، وعليه للقضاء من الله التسليم فريضة، وعليه للنعمة من الله الشكر فريضة (1).
18 - عنه، رفعه قال: إن أمير المؤمنين (ع) صعد المنبر بالكوفة فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن الذنوب ثلاثة، ثم أمسك، فقال له حبة العرني : يا أمير المؤمنين قلت: " الذنوب ثلاثة " ثم أمسكت، فقال له: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها ولكنه عرض لي بهر حال بيني وبين الكلام، نعم، الذنوب ثلاثة، فذنب مغفور وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قيل: يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال: نعم، أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة، ثم يبعثهم الله إلى الحساب، وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه، راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العقاب (2).
2 - باب الأربعة 19 - عنه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله، عن
পৃষ্ঠা ৭
أبيه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم، من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه. (1).
20 عنه، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لا يكمل إيمان العبد حتى تكون فيه خصال أربع، يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله (2).
21 عنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (ع) قال: قال علي بن الحسين (ع): أربع من كن فيه كمل إيمانه ومحصت عنه ذنوبه ولقى ربه وهو عنه راض، من وفى لله بما يجعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيع عند الله وعند الناس، ويحسن خلقه مع أهله (3).
22 عنه، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) قال:
من يضمن لي أربعة أضمن له بأربعة أبيات في الجنة، أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس من نفسك، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقا (4).
23 - عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي - جعفر (ع) قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة، من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه (5).
24 - عنه، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: أربعة لا يشبعن من أربعة، الأرض
পৃষ্ঠা ৮
من المطر، والعين من النظر، والأنثى من الذكر، والعالم من العلم (1).
3 - باب الخمسة 25 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد الجهني، عن أبي عبد الله (ع) قال: خمس من لم يكن فيه لم يتهنأ بالعيش، الصحة، والامن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق (2).
26 - عنه، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه قال: قال أمير المؤمنين (ع) لأصحابه: ألا أخبركم بخمس لو ركبتم فيهن المطي حتى تنضوها لم تأتوا بمثلهن، لا يخشى أحد إلا الله وعمله، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحيى العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: " لا علم لي به "، ولا يستحيى الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلم، والصبر في الأمور (3).
27 - عنه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن حريب الغزال، عن صدقة القتاب، عن الحسن البصري، قال كنت مع أبي جعفر (ع) بمنى وقد مات رجل من قريش فقال: يا با سعيد قم بنا إلى جنازته فلما دخلنا المقابر قال:
ألا أخبركم بخمس خصال هي من البر والبر يدعو إلى الجنة؟ - قلت: بلى، قال:
إخفاء المصيبة وكتمانها، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك، وبر الوالدين فإن برهما لله رضى، والاكثار من قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإنه من كنوز الجنة، والحب لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) (4).
4 - باب الستة 28 - عنه، عن محمد بن عيسى، عن خلف بن حماد، عن علي بن عثمان بن رزين، عمن رواه، عن أمير المؤمنين (ع)، قال: ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله وعن
পৃষ্ঠা ৯
يمينه، إن الله يحب المرء المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية، ويعرف فضلي، ويطأ عقبي، وينتظر عاقبتي (1).
29 - عنه، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع، المعرفة، والجهل، والرضى، والغضب، والنوم، واليقظة (2)، 30 - عنه، عن داود النهدي، عن علي بن أسباط، عن الحلبي، رفعه إلى أمير المؤمنين (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى يعذب الستة بالستة، العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل (3).
31 - عنه، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذريتي وكرهها الأئمة لاتباعهم، العبث في الصلاة، والمن في الصدقة، والرفث في الصيام، والضحك بين القبور، والتطلع في الدور، وإتيان المساجد جنبا. قال: قلت: وما الرفث في الصيام؟ - قال:
ما كره الله لمريم في قوله " إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " قال: قلت:
صمتت من أي شئ؟ - قال: من الكذب (4).
পৃষ্ঠা ১০
5 - باب السبعة 32 - عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاته، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة مفتحة له. (1) 33 - عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عمن ذكره، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لعنت سبعة لعنهم الله تعالى وكل نبي مجاب، قيل: من هم يا رسول الله؟ - قال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمخالف لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمسلط بالجبروت ليعز من أذل الله و يذل من أعز الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له، والمحرم ما أحل الله. (2) 34 - عنه: عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع رفعه، قال: قال سلمان الفارسي (رض): أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال، أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقى، وأن أحب الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة، ولا أسأل الناس شيئا، وأوصاني أن أكثر من قول " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإنها كنز من كنوز الجنة (3) 6 - باب الثمانية 35 - عنه، عن أبي الحسن يحيى الواسطي، عمن ذكره، أنه قيل لأبي عبد الله (ع) أترى هذا الخلق كلهم من الناس؟ - فقال: ألق منهم التارك للسواك، والمتربع في الموضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والمماري فيما لا علم له به، والمتمرض من غير علة، والمتشعث من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه، والمفتخر بفخر آبائه وهو خلو من صالح أعمالهم، وهو بمنزلة الخلنج يقشر لحاء عن لحاء حتى يوصل
পৃষ্ঠা ১১
إلى جوهره وهو كما قال الله عز وجل من قائل " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا " (1).
36 - عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (ع)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ثمانية لا تقبل منهم صلاة، العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز وزوجها ساخط عليها، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلى بغير خمار، وإمام قوم يصلى بهم وهم له كارهون، والزبين، قالوا: يا رسول الله وما الزبين؟ قال: الرجل يدافع الغائط والبول، والسكران فهؤلاء الثمانية لا يقبل منهم صلاة (2).
পৃষ্ঠা ১২
7 - باب التسعة 37 - عنه، عن الحسن بن طريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله قال: إن وفد عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فوضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله: أصدقة أم هدية؟ - قالوا: بل هدية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أي تمراتكم هذه؟ - قالوا: هو البرني يا رسول الله فقال: هذا جبرئيل يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال تخبل الشيطان، وتقوى الظهر، وتزيد في المجامعة، وتزيد في السمع والبصر، وتقرب من الله، وتباعد عن الشيطان، وتهضم الطعام، وتذهب بالداء، وتطيب النكهة. (1) 8 - باب العشرة 38 - عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (ع) قال: عشرة من لقى الله بهن دخل الجنة، شهادة أن لا أله إلا الله، وأن محمدا رسول الله والاقرار بما جاء به من عند الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والولاية لأولياء الله، والبراءة من أعداء الله، واجتناب كل مسكر (2).
39 - عنه، عن محمد بن أبي عمير، عمن رواه، عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله قال: عشرة مواضع لا يصلى فيها، الطين، والماء، والحمام، والقبور، ومسان الطريق، وقرى النمل، ومعاطن الإبل، ومجرى الماء، والسبخة، والثلج (3).
পৃষ্ঠা ১৩
40 - عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خالد، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) قال: النشرة في عشرة أشياء، المشي، والركوب، والارتماس في الماء، والنظر إلى الخضرة، والأكل والشرب، والنظر إلى المرأة الحسناء، والجماع، والسواك، وغسل الرأس بالخطمي في الحمام وغيره، و
পৃষ্ঠা ১৪
محادثة الرجال (1).
9 - باب فضل قول الخير 41 - عنه، عن النوفلي، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير (2).
42 - عنه، عن محمد بن عيسى بن يقطين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الأصفهاني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله (3).
43 - عنه، عن علي بن أسباط، رفعه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت على سوء فسلم (4).
44 - عنه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلى، ويقطع نهاره بذكرى، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع ويكسوا العاري، ويرحم المصاب، ويؤوى الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس وأجعل له في الظلمات نورا وفي الجهالة علما وأكلاه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي،
পৃষ্ঠা ১৫
يدعوني فألبي، ويسألني فأعطى، فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا تيبس ثمارها ولا تتغير عن حالها (1).
45 - عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (ع) قال: قال موسى بن عمران (ع): يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ - قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والتربة أيديهم، الذين يذكرون جلالي إذا ذكروا ربهم، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفى الصبي الصغير باللبن، الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوى النسور إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد (2).
10 - وصايا النبي صلى الله عليه وآله 46 - عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال: علمني يا رسول الله، فقال:
عليك باليأس عما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك خيرا ورشدا فاتبعه، وإن يك غيا فدعه (3).
47 - عنه، عن حماد بن عمر والنصيبي، عن السرى بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) عن
পৃষ্ঠা ১৬
آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: قال لعلي (ع): يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عنى، فقال له علي : يا رسول الله أوص، فكان في وصيته أن قال: إن اليقين أن لا ترضى أحدا بسخط الله، ولا - تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر، يا علي آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة السماحة المن، وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، يا علي إنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي، أنت مع الحق والحق معك (1).
48 - عنه، عن محمد بن إسماعيل، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أوصيك يا علي في نفسك بخصال فاحفظها، اللهم أعنه، الأولى الصدق فلا يخرج من فيك كذب أبدا، والثانية الورع فلا تجترئ على خيانة أبدا، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه، والرابعة البكاء لله، يبنى لك بكل دمعة بيت في الجنة، والخامسة بذلك مالك و دمك دون دينك، والسادسة الاخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي، فأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر، الخميس في أول الشهر، والأربعاء في وسط الشهر، والخميس في آخر الشهر، والصدقة بجهدك حتى تقول: قد أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل (يكررها أربعا) وعليك بصلاة الزوال، وعليك برفع يديك إلى ربك وكثرة تقلبها، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال، وعليك بالسواك لكل وضوء، وعليك بمحاسن الأخلاق فارتكبها، وعليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك (2).
49 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطية الحذاء، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن عليا (ع) وجد كتابا في قراب سيف
পৃষ্ঠা ১৭
رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الإصبع، فيه: إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ولا يحل لمسلم أن يشفع في حد. (1) 11 - وصايا أهل بيته (ع) 50 - عنه، عن أحمد بن محمد، قال: حدثنا علي بن حديد، عن أبي أسامة، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: عليكم بتقوى الله والورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم بطول الركوع والسجود، فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويلتاه أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت. (2) 51 - عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: أوصيكم بتقوى الله، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: " وقولوا للناس حسنا " ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدهم: ثم قال: أي شئ أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم، ويذيعون حديثهم عند عدوهم فيأتي عدوهم إلينا فيقولون لنا: إن قوما يقولون ويروون عنكم كذا وكذا فنحن نقول:
إنا برآء ممن يقول هذا، فيقع عليهم البراءة. (3) ثم كتاب القرائن بحمد الله ومنه وصلى الله على محمد وآله.
পৃষ্ঠা ১৮
حدثوا عنا ولا حرج. رحم الله من أحيى أمرنا أبو عبد الله جعفر الصادق " ع " كتاب ثواب الأعمال من المحاسن لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية
পৃষ্ঠা ১৯
كتاب ثواب الأعمال وفيه من الأبواب مائة وثلاثة وعشرون بابا 1 - ثواب من بلغه ثواب شئ فعمل به طلبا لذلك الثواب.
2 - ثواب حسن الظن بالله.
3 - ثواب التفكر في الله.
4 - ثواب تعديل الله في خلقه.
5 - ثواب الاخذ بالسنة.
6 - ثواب من سن سنة عدل .
7 - ثواب من علم باب هدى.
8 - ثواب من سنة عدل على نفسه.
9 - ثواب من ناصح الله في نفسه.
10 - ثواب ايثار طاعة الله على الهوى.
11 - ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله.
12 - ثواب الاقبال على العمل.
13 - ثواب ما جاء في التوحيد.
14 - ثواب قول " لا إله إلا الله " وحده، وحده، وحده ".
15 - ثواب قول " لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ".
16 - ثواب قول " لا إله إلا الله ربى، لا أشرك به شيئا ".
17 - ثواب قول: " لا إله إلا الله حقا حقا ".
18 - ثواب من قال: " لا إله إلا الله الحق المبين ".
19 - ثواب قول: " لا إله إلا الله مخلصا ".
20 - ثواب قول: " لا إله إلا الله والله أكبر ".
21 - ثواب من شهد " أن لا إله إلا الله " وأن محمدا رسول الله.
22 - ثواب من شهد " أن لا إله إلا الله، عند موته.
23 - ثواب كلمات الفرج.
24 - ثواب من قال: " يا الله يا الله ".
25 - ثواب من قال: " يا الله يا ربي ".
26 - ثواب من قال: " يا رب " ثلاثا.
পৃষ্ঠা ২১