বৈজ্ঞানিক পদ্ধতির ধারণা
مفهوم المنهج العلمي
জনগুলি
1
هكذا يطرح كراوثر المنهج العلمي في بواكير التحاور بين المخ والمعطيات الحسية والخبرات التجريبية أو بين الدماغ واليد، وتصويبها وتعديلها عبر آلية المحاولة والخطأ، وأثر ذلك على تطور المخ ليبلغ المرحلة الإنسانية. ومن هذا المنظور تكون المحاولات البدائية للعلم، أقدم عهدا من إنسانية الإنسان بل ومؤدية إليها. وقد أسرف كارل بوبر في تبيان أن التحاور بين الفرض والاختبارات التجريبية، أو بين الدماغ واليد عبر آلية المحاولة والخطأ، جوهر مفهوم المنهج العلمي. •••
وبالتالي فإن مع أولى بدايات الحضارة الإنسانية ترسمت أصول أنثروبولوجية صريحة لظاهرة العلم. ويتقدم الأنثروبولوجي الرائد برنسلو مالينوفسكي
B. Malinowski (1884-1942م)، بنظرته الوظيفية البنائية، وقد أخرج عام 1936م دراسة مهمة بعنوان «السحر والعلم والدين»، توضح أن هذه الدوائر كانت متمايزة في العقلية البدائية. كان السحر إقصاء تاما للعقل ولا يستند إلا إلى تقاليد موروثة وحكرا على طبقة السحرة والكهنة ، أما العلم البدائي فلأنه علم ينبع من العقل البدائي، وتصوبه الملاحظات البدائية؛ فقد كان متاحا أكثر للجميع، ولن تنفرد به طبقة معينة إلا منذ الحضارات الشرقية القديمة. وكان الدين مختصا بالعالم العلوي والحياة الأخرى وما بعد الموت، والعلم مختصا بالعالم الأرضي والحياة الدنيا، يمكن أن يتواجدا معا في العقلية نفسها في حالة الإنسان البدائي، كما هو الأمر في حالة الإنسان المعاصر. غير صحيح أن دائرة السحر تبتلع دائرة العلم، أو أن دائرة الدين تنفيها؛ فلولا المساحة التي تنفرد بها أصول المنهج العلمي، من ملاحظة للطبيعة واعتقاد راسخ بنظام فيها، لما سارت عمليات الصيد والزرع وسائر الفنون والحرف والصنائع التي تقيم الحياة البدائية.
هكذا ندرك أنه ليس من الصواب النظر إلى المراحل البدائية من وجود الإنسان، على أنها محض وحشية همجية غارقة في الخرافات والخزعبلات، بل إنها ببساطة بدايات للتحاور بين الإنسان والطبيعة أو الكون التجريبي الذي يحيا فيه، ولمصارعة المصاعب والاستجابة لتحديات البيئة التي وجد نفسه فيها، والقدرة على التغلب على هذه المصاعب بأشكال بسيطة من التطبيقات التقانية أو الأدوات التكنولوجية مثل: البلطة، والسكين، والقدح. ولو لم يكن الإنسان البدائي في العصور السحيقة قد نجح في هذا، مثلما نجح في التوصل إلى ارتباطات مبدئية تحكم الطبيعة، لكان الجنس البشري قد اندثر، ولما كنا موجودين الآن، فضلا عن أن يوجد نسق العلم الحديث. (2) في الحضارات الشرقية القديمة
وإذا غادرنا هذه المرحلة البدائية، ودخلنا في مرحلة التاريخ المكتوب، وجدنا العلم شريانا تاجيا من شرايين الحضارة الإنسانية، ونبضه مؤشرا دالا على حيوية الحضارة المعنية. والحضارة بدورها ليست مراحل منفصلة متمايزة، بقدر ما هي عملية متصلة وسيرورة متنامية، تسلم كل مرحلة فيها إلى الأخرى؛ لذلك كان مثول روح المنهج العلمي وحركية العلم خطا موازيا لحركة الحضارة عبر التاريخ، وتقدم العلم هو عينه مسار تقدم الحضارة.
وعن الأساس العريض الأولي للعلم والممارسات النظامية إلى حد ما للمنهج العلمي وبدء تراكم حصائلها وتطبيقاتها، فقد تخلق هذا في الحضارات الشرقية القديمة، التي تحملت صعوبة البدايات ووعورة شق الطريق، وعلى رأسها أعظم الحضارات طرا وفجرها الناصع؛ أي الحضارة الفرعونية في مصر القديمة. ومصر، كما يقول أرنولد توينبي المؤرخ وفيلسوف التاريخ، هي التي اخترعت الحضارة والمدينة والمجتمع المنظم والدولة المركزية. كانت المنشأ الأصيل لمحاور شتى في العلم، سواء الرياضة كالحساب والهندسة والفلك، أو العلوم التجريبية كعلوم المعادن والكيمياء وصولا إلى الطب والجراحة.
وكان جيران مصر الفينيقيون في سواحل الشام على اتصال بها، وتجارا ذوي براعة وجسارة في ركوب البحر وبعض المعارف المتصلة بهذا، وعلى اتصال مباشر بالبابليين في العراق القديمة، ولا يضاهي الإنجاز المصري القديم في ميدان العلوم والتقانة إلا إنجاز حضارات بلاد الرافدين، البابلية والأشورية والسومرية والأكادية، خصوصا الحضارة البابلية. ابتكر البابليون نظام الخانات العددية؛ حيث تتغير قيمة العدد وفقا للخانة التي يوجد بها، خانة الآحاد أم العشرات أم المئات، فضلا عن إنجازاتهم فيما يعد بشائر علم الجبر. ويرى بعض مؤرخي العلم أن الإنجاز البابلي في الفلك والتقاويم والحساب، متقدم على الإنجاز المصري الذي برع في الهندسة وفي الجراحة. ويدور الجدال حول من منهما الذي اخترع الحروف والكتابة أصلا، وإن كانت الشواهد تميل إلى ترجيح كفة الفراعنة في هذا. وفي المقابل، نجد أن كفة البابليين أرجح في قضية رموز الأرقام الهندية، أعظم اختراع في التاريخ، من حيث المساهمة في تيسير منهج الاستنباط الرياضي.
يرى نفر من مؤرخي العلم أن البابليين «هم الذين ابتكروا رموز الأرقام، ثم انتقلت من العراق القديم إلى الهند القديمة، فوجب أن نزجي الشكر لبابل على أهم ابتكار في تاريخ الرياضيات».
2
অজানা পৃষ্ঠা