============================================================
56م (مفاتيح الأسرار ومصابيح الآيرار ومؤدى هذه الفكرة التفريق بين فئتين يشتركان في مساحة ويفترقان في مساحة أخرى، "وحكم الشريعة مبني على موضع الاشتراك، وحكم القيامة مبنية على موضع الافتراق." التفريق بين المؤمنين والمنافقين.
لكن الأنبياء ربما حكموا بأحكام القيامة، "كما حكم داود - عليه اللام - بثلاثة أحكام من أحكام القيامة، وحكم موسى في السامري وأصحابه بأحكام القيامة، إذ لم يقتل قومهم حتى قتلوا أنفسهم؛ وجرى في عيسى من أحكام القيامة كثير؛ وكذلك في القرآن أحكام كثيرة من أحكام القيامة. قال الله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدأ ولا تقم على قبره).
وقد أمز -عليه اللام -يوم الفتح بقتل جماعة هم أحد عشر نفسا. قال: "اقتلوهم وإن رايتموهم متعلقين بأستار الكعية"؛ فهرب بعضهم وتوارى واختفى بعض، وتشفع في بعض، وقتل بعض؛ وكثير من المنافقين لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون؛ ومن المنافقين من أظهر حاله لحذيفة بن اليمان؛ ومنهم من أظهر حاله بحب علي وبغضه، فقال: "لا يحبك إلا مؤمن تقي ولا ييغضك إلا منافق شقي". ومنهم من أخفى حاله غاية الخفاء، يعاشره معاشرة الولي الحميم: (فإذا الذي بئنك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وحديت: "بئس أخو العسيرة وتعم اخو العشيرة"، معلوم منتهور." وبفكرة التضاد هذه يفسر الشهرستاني كثيرا من أحدات التاريخ في عصر النبوات وفي عصر النبوة الخاتمة، وكثيرا من نصوص القرآن والسنة.
وأما "الترتب" فيقوم على فكرة تفاضل الناس في مراتبهم، ولعل مؤدى هذه الفكرة هو التأكيد على علو مرتبة الأنبياء والأولياء وتفوقهم على غيرهم من البشر، وأن العقولل متفاوتة في تلقي رسالة الأنبياء "وليس كل إنسان يستعد لكل علم، وإنما العلم بمقاديرا العقول واستعداداتها للأنبياء -عليهم اللام -"2كما يمكن أن يكون مؤداها الرد على من قال إن البشر متساوون في قدرتهم العقلية على إدراك الحسن والقبح، وهو رأي المعتزلة.3 والترتب والتفاضل من عناصر الحياة، والتساوى لايوجد إلا في المقابر "فلا يكون 3. الورقة 273آ.
1. الورقة 78آ. ب.
3. انطر: علم الكلام (أبوالوفا التفتازانى) ص 156 - 157.
ليتهنل
পৃষ্ঠা ৫৬