============================================================
مقدمة المصحح/م45 .. ثم تفسير اللعن بالطرد والابعاد على طريق التوسع في العبارة لا على طريق الحقيقة والمطابفة، بل المطايق له بالفارسية: "نفرين" في مقابلة: "افرين" وهو أن يكون الخلق له خلقا على الحقيقة، والخلق تفسيره بالفارسية: "افرينش" و "نفرين" ضده، وهو أن يكون خلفيته بالمجاز لا بالحقيقة، كالظل للشخص، وكالصورة بالمراة، فيشبه أن يكون خلقا وليس بخلق.
ولما ظهر من إبليس شره من سره، لم يبق له وجود على الحقيقة، كوجود أدم - عليه اللام- وذلك معنى قوله: (وإن عليك لعنتي إلى يؤم الدين) وذلك شبه الخلق، والباطل يشبه الحق ل في الكون الأول، ولماكان كونه الأول إلى يوم الدين، كانت لعنته الموقتة إلى يوم الدين، حتى إذا حان يوم الدين وظهر الدين كله لمالك يوم الدين ارتفع عنه الشبه وصار إلى سجينا معذبا، على أن لايكون له شبه الحق البتة، كالذين ماتوا وهم كفار، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وسر أخر فالوجود الحقيقى لماكان محصورا في ثلاثة أقسام: وجود جسماني، ووجود روحاني، ووجود رباني منه وجود الجسماني والروحاني. وليس للكافر أحد هذه الوجوه من الوجود، بل كان له شبه الوجود وليس بوجود، كان له: "نا أفرين" كما يقول: "نيست""، اي "نه است"، فلم يكن له وجود ولا عدم محض، ولا حياة ولاموت: (لايموت فيها ولايخيى) فكان عليه لعنة الله أي أبعد من جود وجوده، والملائكة أي إبعاد من وجود روحانيتهم، والناس أي المؤمنين إيعاد من وجود جسمانيتهم، والناس هاهنا المؤمنون الذين هم الناس المعنيون بقوله: (أم يحتدون الناس) فهو بعيد الوجود طريد الذات من الوجوه التلاثة." 1 3 . يظهر أنه في موقفه من تفسير الآية يرجع أحيانا إلى نفسه ليفكر بلغة فارسية، وليبين قيوله أوعدم قبوله لهذا التفسير، يظهر ذلك من بعض فلتات لسانه، متل موقفه من بعض فاسير الآية الكريمة: (يشألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البربأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها)2 3. البقرة /189.
1 الورقة 283آ.
ليتهنل
পৃষ্ঠা ৪৫