============================================================
تفسير سورة البقرة/391 بعد ذلك من الآيات: "وإذ أنجئناكم)، وغير ذلك؛ والنعمة إنما أفردت في اللفظ لأن المراد بها الجنس، قال الله تعالى: (وإن تعدوا نغمة الله)؛ وقد تأول أبوالعالية والربيع بن انس على بعض النعم، وهو قول عكرمة وسعيد بن جيير عن ابن عباس. قال أبوالعالية والربيع: هو أن جعل فيهم الأنبياء والكتب؛ وقال ابن عباس: أي بلاثي عندكم وعند أبائكم: اذ أنجاكم من فرعون وقومه؛ وقال ابن زيد: يعني نعمة الاسلام ونبوة محمد -صلى الله عليه وآله -.
وقرأ أهل المدينة وابو عمروا: نعمتي بفتح الياء؛ وقرا عاصم بأرسال الياء؛ والأجود تحريكها وقوله: (أوقوا بعفدي)، قال الكسائي وأبو عبيدة: وفيت بالعهد وأوفيت به سواء:2 والوفاء ضد الغدر؛ ووفى الشيء أي تم وكثر؛ وأوفى حقه أي أتمه وأعطاه وافيأ؛ والمعنى اتتواعهدي بالوفاء، أي الذي عاهدتموني؛ فأضافه إلى نفسه وكذلك: (أوف بعفدكم) أي بالعهد الذي عاهدتكم عليه؛ وهذا كقوله: (فإذا جاء أجلهم )، وقال: (إن أجل الله لآت): والتحقيق) فيه أن الله تعالى ضمن لمن أطاعه وأدى حقوقه وامن به وبرسله وبما جاءوا به ان يثيبه النعيم المقيم في الآخرة، وقد ألزم الله عباده الطاعة له والايمان به ورسله، فالتزموه اما بأن أخذ الأنبياء -عليهم السلام -عليهم المواثيق بذلك، وإما بلزوم حجة الله عليهم بالعقل لا كما صار إليه قوم. فقيل على هذا المعنى: (أوفوا يعهدي أوف بعفدكم) أي أدوا علىا التمام ما يلزمكم من الإيمان بأنبيائي وبمحمد -صلى الله عليه وآله -وإظهار ما في كتبكم من البشارة به أوفكم بعهد الثواب عليكم.
وأماقول المفسرين،قال ابن عباس والكلبي:4 هذا العهد هو أن الله عهد إليهم في التوراة انه باعث نييا من بني إسماعيل اسمه محقد؛ فمن تبعه كان [له] آجران اثنان آجر باتباعه موسى وإيمانه بالتوراة، وأجر باتباعه محتدا إيمانا به وبالقرآن؛ ومن كفر فقد تكاملت -135 ب - أوزاره وكانت النار جزاءه؛ فلما بعث الله تعالى محمدا -صلى الله عليه وآله - وأتاهم بما يعرفون في كتابهم كذبوه، فذكرهم الله عهده وقال: أوفوا بعهدي إليكم في هذا النبي الأمي؛ فاتبعوه وصدقوه أوف بعهدكم الذي عاهدتكم، أي أدخلكم الجنة.
1. في الهامش عنوان: القراءة.2. في الهامش عنوان: اللغة.3. في الهامش عنوان: المعاتي.
4، في الهامش عنوان: التفسير.
ليتهنل
পৃষ্ঠা ৩৭৭