التقسيم، وإن يكن لعدد (7) سره وسحره1 - ثم دخل في صميم موضوعه وهو : "النظريات الفقهية الأساسية" كنظريات الملك، والعقد والأهلية إلخ ..
لم ينسج فيها على منوال من سبقوه، من شراح المجلة، الذين جعلوا الفقه "فتاوى" و ل"قضايا" و "جزئيات"... وإنما حاول أن يدرس المجلة كما يدرس الأساتذة الفرنسيون في كلية الحقوق بباريس مادة القانون المدني فجمع من أحكام القرآن والحديث وآراء الفقهاء، من مختلف المذاهب، ما يؤلف نظريات عامة تشبه النظريات الأوروبية الحديثة، وقد وفق في محاولته توفيقا كبيرا . فمن قرأ كتابه خرج منه بفائدتين : النظريات الفقهية الجديدة ، لا وله فضل إخراجها، وآراء الفقهاء التي لخصت للقارىء فأغنته عن قراءة عشرات من كتب الفقه!... وعلى إعجابنا بهذا الكتاب الجليل نشير إلى ناحية صغيرة ضعيفة منه كانت بمثابة "الخرزة" الزرقاء.. أو التميمة... من العين، وهذه الناحية هي أن الأستاذ الزرقاء... يقول دائما أن آراء علمائنا خير من آراء الغربيين ، وأنا معه، فقديمنا أفضل من قديمهم، ولكن قديمنا ليس دائما أفضل من جديدهم هذه ملاحظة! والملاحظة الثانية هي أن الأستاذ الزرقاء حمل بعض النصوص أكثر مما تستطيع أن تحمل، في سبيل بناء نظريات عامة تشبه النظريات الغربية، خذ لك مثلا احتجاجه بالآية الكريمة: 9ل تأكلوا أولكم بينكم بالبتطل إلا أن تكوب تجكره عن تراض منكم ) (النساء: /4) لإثبات مبدأ "سلطان الإرادة" وليس في هذه الآية شيء من ذلكا فمبدأ سلطان الإرادة أعلن تحرر الناس من المراسم والأشكال التي كانت ت فقد المتعاقدين، في ظل الشريعة الرومانية القديمة، كثيرا من حريتهم وتفسد كثيرا من عقودهم وتعتبرها لغوا لمجرد أنها لم تستكمل بعض الشكليات" ... فما هي الصلة بين هذا المبدأ وبين الآية الكريمة:
পৃষ্ঠা ১২