মাদখাল ফিকহি আম
المدخل الفقهي العام
প্রকাশক
دار القلم
জনগুলি
جديدة هي اعتزال بعض الأتقياء من أهل العلم والفتوى الحياة العامة وانصرافهم إلى الفقه تعلما وتعليما في بعض الأمصار.
قبل ذلك كان الفقه ورواية الحديث النبوي متداخلين متلازمين فالفقيه حامل حديث، وكثرة علمه وفقهه تأتي من كثرة ما يرويه من أحاديث الرسول . وحامل الحديث النبوي متفقه يفتي الناس في مسائلهم بما عنده من الحديث الذي يرويه.
لكن انحراف الخلفاء الأمويين عن سيرة الخلفاء الراشدين الأربعة الأولين في التزام المثل العليا الدينية والعملية، في النصف الثاني من القرن الأول، وما ظهر فيه من فتن وثورات داخلية، دفع فريقا من أهل العلم والفتوى ذوي الاخلاص والتقوى إلى اعتزال الحياة العامة وصخبها السياسي والاجتماعي، فانصرفوا في عدد من المدن والأمصار إلى الفقه دراسة وتعليما ينقدون الحكام أحيانا، وينشرون العلم، بين تلاميذهم الذين لازموهم.
وكان هذا بداية استقلال علم الفقه. ونعني باستقلاله أنه صار اختصاصا ينصرف إليه راغبوه العاكفون عليه تعلما وتعليما. وينضم إلى كل واحد من أقطاب الفقه جماعة يتلقون عنه علمه ومنهجه، وينشرونه بين الناس.
وفي النصف الثاني من القرن الأول كان التابعون الذين تلقوا عن الصحابة حين انتشروا في الأمصار كثيرين و في أوائل القرن الثاني كان تابعو التابعين كثيرين أيضا. وكثير من هؤلاء وأولئك كان لكل منهم فتاواه وآراؤه الاجتهادية في المسائل والقضايا قلت عنهم وسجلت بعدهم فيما نقله وسجله المؤلفون في اختلاف الفقهاء ولكن الذين ذونت لهم مذاهب كاملة، أي آراء وفتاوى في جميع أبواب الفقه وأقسامه، هم قلة، وهم الذي رزقوا تلاميذ نجباء فهماء نشيطن، نقلوا عنهم أراءهم وسجلوها، في مختلف القضايا والمسائل، فتكون لكل منهم
পৃষ্ঠা ১৮৮