মাদিনা ফাদিলা ক্যাব্র তারিখ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
জনগুলি
قالت: «ماذا؟ أنصحك أن تملأ حقيبتك، فربما تذهب إلى مكان لا تجده فيه، أين حقيبتك؟»
وأخذت تحشو الحقيبة بالتبغ، ثم وضعتها أمامي قائلة: «والآن جاء دور الغليون. لدينا ثلاثة أنواع جميلة وصلتنا اليوم.»
واختفت مرة أخرى، ثم عادت تحمل في يدها غليونا كبير الحجم منتفخ البطن، حفرت على خشبه الصلب بعض النقوش المتقنة، وكسي بطلاء ذهبي تلمع فيه بعض الفصوص الدقيقة من الأحجار النفيسة، كان باختصار أشبه بلعبة مبهجة لم أر أجمل منها، أو بأفضل أنواع الغليون المصنوعة في اليابان، وربما أجمل منها.
قلت بعد أن وقع بصري عليه: «ويلي! هذا شيء فخم جدا بالنسبة إلي، بل بالنسبة لأي إنسان آخر باستثناء إمبراطور العالم. ثم إنني سأضيعه. أنا دائما أضيع غلاييني.»
ارتج على الطفلة قليلا ثم قالت: «ألا تريده يا جار؟»
قلت: «أواه! بلى، أريده بالطبع.»
قالت الفتاة: «حسنا، خذه إذن، ولا تهتم بمسألة فقده. ما المشكلة في هذا؟ سيجده شخص ما بالتأكيد، وسيستعمله، وبإمكانك الحصول على غليون آخر.»
تناولته من يدها لألقي نظرة عليه، وبينما كنت أتأمله غلبني التهور فقلت: «ولكن كم سأدفع في شيء كهذا؟»
وضع ديك يده على كتفي فتوقفت عن الكلام، واستدرت إليه ولمحت في عينيه تعبيرا مضحكا يحذرني من التمسك بالأخلاقيات التجارية البائدة، واحمر وجهي خجلا وأمسكت لساني، بينما نظرت إلي الفتاة باهتمام شديد وكأنني أجنبي يتخبط في كلامه، وبدا واضحا على وجهها أنها لم تكد تفهم ما أقصده.
وسألت مرافقي إن كان الأطفال بصفة عامة هم الذين يخدمون في المتاجر فقال: «في الغالب، وخصوصا حين لا يتم التعامل مع الأوزان الثقيلة، وإن لم يكن الأمر كذلك بصفة دائمة. فالأطفال يحبون التسلية، كما أنه شيء نافع لهم، لأنهم يتعاملون مع سلع متنوعة ويتعلمون الكثير عنها، كيف صنعت، ومن أين جاءت، وهكذا. أضف إلى هذا أنه عمل يسير للغاية ويمكن أن يقوم به أي إنسان. ويقال إنه كان هناك في الأيام الأولى لعصرنا عدد كبير من المصابين بحكم الوراثة بمرض يسمى الكسل، لأنهم جاءوا مباشرة من نسل أولئك الذين تعودوا في العهود الغابرة على إجبار الآخرين على خدمتهم، وأنت تعلم أن هؤلاء الناس يطلق عليهم في كتب التاريخ اسم ملاك العبيد أو أصحاب الأعمال. وهكذا تعود هؤلاء المبتلون بالكسل طوال عمرهم على العمل في المحلات التجارية، لأنهم لا يصلحون لعمل آخر. وأعتقد أنهم كانوا مضطرين في ذلك الوقت للقيام بمثل هذه الأعمال، لأن عدم وجود علاج حاسم للمرضى، والنساء منهم بصفة خاصة، قد جعل أحوالهم تسوء إلى درجة القبح، كما جعلهم ينجبون أطفالا على شاكلتهم، حتى ضاق بهم جيرانهم إلى أقصى حد. ومع ذلك فيسعدني أن أقول إن كل هذا قد انتهى الآن، وأن المرض قد تلاشى تماما، أو يكفي للقضاء على آثاره البسيطة بضع جرعات من دواء مسهل. وأحيانا يطلق عليه الآن اسم الشياطين الزرقاء أو الطعم القذر. أليست هذه أسماء غريبة؟»»
অজানা পৃষ্ঠা