মাদিনা ফাদিলা ক্যাব্র তারিখ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
জনগুলি
وسرنا قليلا ثم التف إلى اليمين مرة أخرى وقلت بصوت يخالطه الشك: «ما هذا؟ مباني البرلمان. أما زلتم تستخدمونها؟»
انفجر في ضحك متواصل، وظل على هذه الحال بعض الوقت قبل أن يتمالك نفسه، ثم ربت على ظهري قائلا: «سأشرح لك الأمر يا جاري، ربما تعجبت من احتفاظنا بها، وأنا أعرف القليل عنها؛ إذ أعطاني قريبي العجوز بعض الكتب التي قرأتها عن اللعبة الغريبة التي كانوا يلعبونها فيها. نستخدمها. أجل. كسوق إضافي، ومخزن للسماد، فهي تصلح لهذا الغرض، لوقوعها بالقرب من النهر. أعتقد أنه كان هناك اتجاه لهدمها تماما في بداية عهدنا، ولكن كانت هناك، كما سمعت، مجموعة غريبة من كبار السن الذين قدموا بعض الخدمات في الأيام الغابرة، وقد اعترضوا بقوة على فكرة الهدم، كما فعلوا تماما مع العديد من المباني الأخرى التي اعتبرها معظم الناس عديمة القيمة ومصدر ضيق وإزعاج للرأي العام. وكانت هذه المجموعة شديدة النشاط وقوية الحجة فانتصر رأيها في النهاية! ومهما تشعبت الآراء حول هذا الموضوع فلا بد أن أقول إنني راض عما حدث، لأن هذه المباني القديمة السمجة تتيح كما تعلم لمن يراها أن يدرك مدى جمال المباني الحديثة التي نقيمها الآن».»
ويزداد عجب الرجل القادم من «العالم الآخر» عندما يصلان إلى بيكاديلي
التي ما زالت مركزا فخما للتسوق، يقبل عليه الناس إقبالا شديدا، ويقوم فيه الأطفال بإدارة المحلات ولا تدفع نقود مقابل السلع التي يحصلون عليها. «وكنا قد دخلنا محلا أو معرضا يوجد به حاجز خشبي ورفوف على الحائط، وكل شيء فيه شديد النظافة وبعيد عن أي رغبة في التظاهر والاستعراض، وإن لم يختلف فيها عدا ذلك كثيرا عما اعتدت عليه. كان بالداخل طفلان؛ صبي أسمر البشرة في حوالي الثانية عشرة من عمره، وكان يقرأ في كتاب وهو جالس، وفتاة صغيرة جميلة تكبره بحوالي العام، وهي الأخرى تقرأ جالسة خلف الحاجز، وكان من الواضح أنهما شقيقان.
قال ديك: «صباح الخير، يا جاري الصغيرين ... صديقي بحاجة إلى تبغ وغليون، فهل يمكنكما مساعدته؟» «جارنا العزيز!» قالتها الفتاة، وعلى قسمات وجهها هدوء طفلة تمثل دور بائعة في المحل. «وما نوع التبغ الذي تريده؟»
قلت: «اللاذقي.»
14
وأحسست كأنني أشارك في لعبة أطفال، كما خيل إلي أنني سأتفرج على نوع من التمثيل.
ولكن الفتاة تناولت سلة صغيرة جميلة من الرف المجاور لها، ومضت إلى جرة وأخرجت منها كمية من التبغ، ووضعت السلة الممتلئة أمامي على الحاجز الخشبي. فشممت رائحة اللاذقي الممتاز ورأيته بعيني.
قلت: «ولكنك لم تقومي بوزنه، و... وكم أستطيع أن آخذ منه؟»
অজানা পৃষ্ঠা