ودخل على فاطمة بنت الحسين، فقالت: هذا شاعرنا أهل البيت!
وجيء بقدح فيه سويق فحركته بيدها، وسقت الكميت فشربه، ثم أمرت له بثلاثين دينارا ومركب، فهملت عيناه، وقال: «والله لا أقبلها، إني لم أحبكم للدنيا.»
24
فإن لم يكن هذا الولاء تصوفا وروحانية، فأين يكون التصوف، وأين تكون الروحانية؟ وكان هو نفسه يؤمن بأنه يسير في طريق الحق، ويعتقد بأنه يتقرب إلى الله بحب أهل البيت، وشاهد ذلك أنه رأى النبي في نومه، وهو مختف بعد أن هرب من السجن، فقال له الرسول: مم خوفك؟
فقال: يا رسول الله، من بني أمية، وأنشده:
ألم ترني من حب آل محمد
أروح وأغدو خائفا أترقب
فقال له رسول الله: اظهر فإن الله قد أمنك في الدنيا والآخرة.
وقد اطمأنت جماهير المسلمين إلى صدق الكميت، وكان خصومه من الشعراء يعادونه في هيبة وحذر خوفا من غضب الرسول، وقد حدثوا أن دعبلا لما ناقض الكميت في قصيدته التي هجا بها قبائل اليمن رأى النبي
صلى الله عليه وسلم
অজানা পৃষ্ঠা