যুক্তিসঙ্গত ও অযৌক্তিক আমাদের চিন্তাশীল ঐতিহ্যে
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
জনগুলি
ذلكما - إذن - طرفان تناقضا وتصارعا؛ المعتزلة في طرف، والمتمسكون بحرفية النص، ومعهم الروافض، في طرف آخر، الأولون ينزعون نحو التجريد العقلي، والآخرون يقفون عند النصوص بحروفها؛ الأولون يبيحون التأويل إلى غير حد، ليتمكنوا من فهم النص فهما يرضى عنه العقل، والآخرون لا يلقون بزمامهم إلى عقل، بل أساسهم هو الإيمان بما نزل، ولا يجيزون التأويل في أقل درجة من درجاته.
وكان لا بد للبندول الفكري المتأرجح بين ذينك الطرفين المتناقضين أن يلتمس نقطة وسطا، فلا يعطى للعقل وحده كل الحق في القبول والرفض، كلا، ولا يحرم العقل حرمانا تاما من أن يكون له حق النظر، ولماذا لا يكون للعقل مجال وللإيمان مجال آخر؟ لماذا لا نسلط العقل إلى آخر ما يستطيع بلوغه، ثم نترك ما بعد ذلك للتسليم الإيماني بلا جدل؟
وذلك هو الموقف الوسط الذي وقفه أبو الحسن الأشعري (873-917م) فبدأ بذلك طريقا للفكر الإسلامي لم ينقطع عنه السائرون إلى يومنا هذا؛ فلقد أشفق الأشعري على دين الله وسنة رسوله من أن يذهبا ضحية الآراء المتطرفة، فالمعتزلة من ناحية ينظرون إلى صفات الله نظرة مجردة حتى لتكاد تفقد وجودها، وأهل النص من جهة أخرى يقاومون النزعة العقلية مقاومة انتهت بهم إلى جمود، وأراد الأشعري أن يوفق بين مذاهب السنة توفيقا يوحدها جميعا في نظرة واحدة؛ لأنها مذاهب تتفق على الأصول ولا تختلف إلا في الفروع.
ولا نترك هذه المناسبة قبل أن نذكر حقيقة أوردها الشهرستاني وهي أن أبا الحسن الأشعري ينتسب إلى أسرة واحدة مع أبي موسى الأشعري (صاحب التحكيم بين علي ومعاوية) وأنه من عجيب الاتفاقات أن أبا موسى كان في وقته يرى رأيا شديد الشبه بما رآه أبو الحسن. ويروي الشهرستاني في ذلك حوارا موجزا دار بين أبي موسى وعمرو بن العاص، على هذا النحو:
عمرو بن العاص :
أو يقدر الله علي شيئا ثم يحاسبني عليه؟
أبو موسى الأشعري :
نعم.
عمرو :
ولم؟
অজানা পৃষ্ঠা