যুক্তিসঙ্গত ও অযৌক্তিক আমাদের চিন্তাশীল ঐতিহ্যে
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
জনগুলি
كمثل قبيلة لها شعوب ولشعوبها بطون، ولبطونها أفخاذ، ولأفخاذها عمائر، ولها عشائر وأقارب ...
كمجرى حكم شريعة واحدة فيها مفروضات كثيرة، ولتلك المفروضات سنن مختلفة، ولتلك السنن أحكام متباينة، ولتلك الأحكام حدود متغايرة يجمعها كلها دين واحد، لأهله مذاهب مختلفة، ولكل أهل مذهب مقالات متغايرة، وتحت كل قالة أقاويل كثيرة مفننة ...
كمجرى حكم دكان لصانع واحد، وله فيه أدوات وآلات مختلفة الصور، وله بها ومنها أفعال وحركات مفننة، ومصنوعاتها مختلفات الصور والأشكال والهيئات، وقوة نفسه سارية فيها كلها، وحكمه جار عليها بحسب ما يليق بواحد واحد منها ...
كمجرى حكم دار، فيها بيوت وخزائن، وفي تلك الخزائن آلات وأوان وأثاث لرب الدار، وله فيها أهل وخدم وغلمان، وحكمه جار فيها وفيهم جميعا ...
كحكم مدينة حولها أسوار، وفي داخلها محال وخانات ونواح فيها شوارع وطرقات وأسواق، في خلالها منازل ودور فيها بيوت وخزائن فيها أموال وأمتعة وأثاث وآلات وحوائج، يملكها كلها ملك واحد، له في تلك المدينة جيوش ورعية وغلمان وحاشية وخدم وأتباع، وحكمه جار في رؤساء جنده وأشراف مدينته ...» (ج3، ص212-216).
وأظنه وصفا أبرع ما يكون الوصف من الناحية الأدبية، تصويرا لفكرة الوحدة العضوية التي تضم الكون كله في كائن واحد، تجري فيه نفس كلية واحدة غير منقسمة، برغم ما ينشعب عنها من فروع، فهي - هذه النفس الكلية الواحدة الشاملة - «كجنس الأجناس، والأنفس البسيطة كالأنواع لها، والأنفس التي دونها كنوع الأنواع، والأنفس الجزئية كالأشخاص، مرتبة بعضها تحت بعض كترتيب العدد؛ فالنفس الكلية كالواحد، والبسيطة كالآحاد، والجنسية كالعشرات، والنوعية كالمئات، والأنفس الجزئية الشخصية كالألوف، وهي التي تختص بتدبير جزئيات الأجسام » (ج3، ص216).
وما الذي جعل النفس الجزئية آخر الأمر تدخل جسما فتكون به شخصا معينا محددا بمكان وزمان، بعد أن كانت حرة طليقة؟ هنا نجد لفتة جميلة من إخوان الصفا، يفرقون بها بين إنسان صغير القدر وإنسان آخر ذي همة وقدر عظيمين؛ فقد كان المألوف - في علاقة النفس بجسدها - أن يقال إن الجسد سجن والنفس سجينة فيه تريد الفكاك، أما إخوان الصفا فيفرقون في ذلك بين حالة وحالة؛ «فليس كل نفس وردت إلى عالم الكون والفساد تكون محبوسة فيه، كما أنه ليس كل ما دخل الحبس يكون محبوسا فيه، بل ربما دخل الحبس من يقصد إخراج المحبوسين منه، كما أنه قد يدخل بلاد الروم من يستنقذ أسارى المسلمين، وإنما وردت النفوس النبوية إلى عالم الكون والفساد لاستنقاذ هذه النفوس المحبوسة في حبس الطبيعة الغريقة في بحر الهيولى، الأسيرة في الشهوات الجسمانية» (ج3، ص218).
ومرة أخرى يعود إخوان الصفا إلى «العدد» يفسرون به - في تسلسله - ترتيب الموجودات في هذا الكون الأرضي ترتيبا يخرج أعلاها من أسفلها، مما يحق لنا تسميته بنظرية للتطور عندهم؛ يقولون: «الموجودات ... مرتبة بعضها تحت بعض، متصل أواخرها بأوائلها كترتيب العدد ...
بيان ذلك أن المعادن متصلة أوائلها بالتراب، وأواخرها بالنبات، والنبات متصل آخره بالحيوان، والحيوان متصل آخره بالإنسان، والإنسان متصل آخره بالملائكة ...
وأما أواخر المعادن مما يلي النبات فهو الكمأة والفطر وما شاكل ذلك ، وذلك أن هذا الجنس من الكائنات يتكون في التراب كالمعدن، ثم ينبت ... كما ينبت النبات، ولكن من أجل أنه ليس له ثمرة ولا ورقة، ويتكون في التراب كما تتكون الجواهر المعدنية وعلى أشكالها، صار يشبه المعادن، ومن جهة أخرى يشبه النبات ...
অজানা পৃষ্ঠা