647 ولطالما سمع الأزير لصدره
كالمرجل الفهاق بالغليان
648
ولقد بكى حتى تبلل حجره
وبكى فبل الأرض بالهملان
649
وتلا ابن مسعود عليه سورة
فهمت لذاك مدامع الأجفان
650
ولقد علا قدم النبي بنعله
رجل أضر برخصة خمصان
651
فأزاحه بالسوط عنها ثم لم
يملك مخافة عاذل ديان
652
فدعاه واسترضاه بالشاء التي
بلغت ثمانين اعتبر يا جاني
653
وشعاره الأمل القصير لعلمه
أن أمره كالبرق ذي الخطفان
654
ما كان يلقم لقمة فيظن أن
تنساغ قبل تنزل الحدثان
655
أو كان يرفع طرفه فيظن من
حذر أن الشفران يلتقيان
656
ولقد تيمم قرب ماء خائفا
أمرا يعاجله من الإتيان
657
وله التضرع والدعاء الخالص ال
مقبول محروسا من الحرمان
658
غفر الإله له الذنوب ولم يزل
مستغفرا ما أقبل الملوان
659
وهو المؤيد يوم بدر إذ غدا
متعرضا للعير والركبان
660
فأتت قريش تريد نصرة عيرها
إذ نفرت بالمنذر العريان
661
فلقوا رجالا والمنايا الحمر في
أسيافهم يوم التقى الجمعان
662
نزل الملائكة الكرام بنصرهم
جبريل وافاهم بألف عنان
663
وبمثلها ميكال جاء وجاء إس
رافيل في ألف من الفرسان
664
أودت صناديد العداة وفارقوا ال
خل الحميم إلى حميم آن
665
سحبوا فألقوا في القليب أذلة
وسيسحبون غدا إلى النيران
666
نادى فأسمعهم به ليزيدهم
خزيا على خزي وطول هوان
667
ثم انثنى نحو المدينة راجعا
مستبشرا بالنصر والفرقان
পৃষ্ঠা ৩১