عجنت من التسنيم بالماء الذي زادت به شرفا على الأبدان
22
غمست بأنهار النعيم فطهرت
وتعطرت وسمت على الأكوان
23
وغدت يطاف بها السموات العلى
والأرض تشريفا على الأكوان
24
أنواره كانت بجبهة آدم
لا تختفي عمن له عينان
25
وبجبهة الزهراء حوا أشرقت
للحمل بالمبعوث بالفرقان
26
ومن الكرامة للمشفع أنها
في كل بطن جاءها ولدان
27
وأتت بشيث وحده متفردا
ليبين فضل الواضح البرهان
28
وبصلب آدم كان وقت هبوطه
وبصلب نوح وهو في الطوفان
29
وبصلب إبراهيم حين رمى به
في ناره أشقى بني كنعان
30
وعلى سفاح ما التقى يوما من ال
أيام من آبائه أبوان
31
من كل صلب طاهر أفضى إلى
أحشاء طاهرة الإزار حصان
32
أخذت من الرسل الكرام لنصره
إن أدركوه مواثق الإيمان
33
وكذاك في الكتب القديمة وصفه
يتلى على الأحبار والرهبان
34
عيناه فيها حمرة متقلد
بالسيف لا يرتاع للأقران
35
يعفو ويصفح لا يجازي من أتى
بإساءة ناء من العدوان
36
لا بالغليظ الفظ والسخاب في ال
أسواق إذ يتشاجر الخصمان
37
حرز لأميين من مسخ ومن
خسف ومن حصب ومن طوفان
38
لا ينتهي حتى يقيم الملة ال
عوجاء بالتوحيد والتبيان
39
يشفي القلوب الغلف والآذان من
صمم ويفتح أعين العميان
40
في مجمع الكتفين منه شامة
هي للنبوة فيه كالعنوان
41
وبمكة الفيحاء مولده فقد
فاقت لذلك سائر البلدان
42
منها مهاجره إلى أرض بها
نخل كثير زين بالقنوان
43
পৃষ্ঠা ২