علما بقوم يجهرون بسبهم من كل غمر فاحش لعان
346
وسموا الصحابة بالنفاق فيا له
حدثا تصم لأجله الأذنان
347
فلقد وجدنا وعده متيقنا
فيما ذكرت بمسمع وعيان
348
والصخر لان له بيوم الخندق ال
ميمون لين الترب والأطيان
349
ولقد تبدت للصحابة كدية
لم يستطيعوا حفرها بجفان
350
فأتى فرش الماء رشا فوقها
فغدت له تنهال كالكثبان
351
ظهرت قصور الشام منه بضربة
وقصور فارس ربة الإيوان
352
ظهرت بأخرى ثم أخرى أظهرت
يمنا بضربة ضامر سغبان
353
والجذع حن إليه عند فراقه
شوقا حنين الهائم الولهان
354
فأتى يسكنه وقال مخيرا
إن شئت ترجع أخضر العيدان
355
أو إن تشأ في الجنة العليا تكن
فاختار غرسا في نعيم جنان
356
وبكفه الحصيات سبعا سبحت
وبأمره في كف كل هجان
357
وهما وزيراه وعثمان الذي
بكريمتيه زكى له النوران
358
ونوت له حمالة الحطب الأذى
فلبئسما همت به من شان
359
فأظله ملك بفضل جناحه
فانصاعت اللكعاء بالحرمان
360
وسعى أبو جهل إليه بعد أن
حلف اللعين بأخبث الأيمان
361
لو قد رآه ساجدا لسطا به
فلكيف أدبر عنه ذا نكسان
362
لما رأى من لو دنا لتخطفوا
أعضاءه كتخطف العقبان
363
وأتاه ذو كيد بفهر فانثنى
وبنانه باليبس شر بنان
364
وكفاه رب العرش شر عصابة
مردوا على السخري والطعنان
365
مستهترين بأرض مكة خمسة
لم يكتمل لهلاكهم يومان
366
وأتت شياطين الفجاج إليه في
أيديهم شهب من النيران
পৃষ্ঠা ১৭