الاسلام والمسلمين بأفتك سلاح هدام حين حاربت الاسلام بسلاح الفكر المستورد من بلادهم والتي اعدها ونظمها المبشرون المستشرقون من النصارى واليهود وروجها دعاة افكارهم في بلادنا باسم (الاسلام المتطور حسب حاجة العصر) وسلط الغزاة الكفرة الاضواء على خريجي مدارس المستشرقين في بلادنا ونوهوا بأسمائهم ودفعوهم إلى الواجهة باسم المصلحين للاسلام ومنوري الفكر والتقدميين، فكان في الهند منهم السير سيد احمد مؤسس جامعة على كرة الاسلامية وفي مصر أحمد لطفي السيد استاذ الجيل، وقاسم أمين نصير المرأة، وفي العراق علي الوردي استاذ علم الاجتماع (1)، وفي غيرها غيرهم، وكان افتك سلاح بأيدي هؤلاء ما تذرعوا به في حرب الاسلام باسم تعريف الاسلام وتعريف الشخصيات الاسلامية مثل ما فعل السير سيد احمد حين كتب تفسير القرآن حسب زعمه، وكل محاولات هؤلاء واساتذتهم المستشرقين ترمي إلى شئ واحد وتستهدفه، وهو ما قاله احدهم " لا يقتل الدين الا بسيف الدين " وفي سبيل تحقيق هذه الخطة يفسرون القرآن ويشرحون الحديث النبوي الشريف ويكتبون سيرة الرسول والائمة، يحاولون في كل ما يعملون ان يجردوا الجميع من الاتصال بالغيب، واراءتها على انها من طبيعة البشر، ثم يلوحون من طرف خفي وأحيانا يصرحون جليا أن كل فرد منهم وكل شئ من الاسلام كان متناسبا مع زمانه وكان تقدميا في عصره ونافعا للبشر في حينه اما اليوم فنحن بحاجة إلى تطوير الاسلام وتجديده ليطابق مقتضيات العصر وحاجة اهله، وهؤلاء مع سلاحهم هذا الخفي اثره على الكثير اضر على الاسلام والمسلمين من بعض السياسيين العملاء للغزاة الكفرة في بلادنا والذين نصبوهم حكاما لبلاد المسلمين بما قاموا به في الحرب الفكرية من تحريف لحقائق الاسلام باسم تعريف الاسلام أحيانا والاسلام المتطور الملبي لحاجات العصر آونة أخرى (2)، من كل ما ذكرنا يظهر جليا أن المسلمين في هذا اليوم وبعد كل ما مر على الاسلام من تيارات فكرية بحاجة شديدة إلى دراسات مستفيضة لاقوال الفرق الاسلامية وتمحيص ما لديها خلافا لما يراه بعض المسلمين الغيارى الذين يرون السكوت عن كل ذلك أولى حفظا لوحدة
---
(1) هؤلاء من دعاة الحضارة الغربية في البلاد الاسلامية ومهدمي الاعراف الاسلامية ومخالفي أحكامها. (2) ان أفضل بيان لهذا المكر كتاب أجنحة المكر الثلاثة، تأليف عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، من سلسلة أعداء الاسلام، ولنا بعد بعض المؤاخذات على الكتاب.
--- [17]
পৃষ্ঠা ১৬