Croiset »
24
الذي منحني ثقته. لقد وضعونا في قاعة خالية، وأظن أنهم لم يضعونا تحت الرقابة في أية لحظة.
25
وكان النص اللاتيني يغمرني آلاما، فقد كان طه يكرر القول بعناد: «لا أستطيع، لا أعرف، سأصرف النظر عن الامتحان.» وخلال نصف الساعة الأخيرة، أملى علي، بعد أن استسلم أخيرا لرجائي، ما كان يسميه كارثة. وحاز على 12 درجة ونجح.
26
ثم عكفنا على الرسالة. وكلما فكرت بها عاودتني الدهشة من أن امرأ يشكو كفاف البصر وقلة الاستعداد في الثقافة الغربية، استطاع في أقل من أربع سنوات أن يحصل إجازة ودبلوما في الدراسات العليا وأن ينجز رسالة دكتوراه. كنا نتساجل حول النصوص، وخاصة منها تلك التي كانت مكتوبة بلغات لا نعرفها. وما زلت أذكر أحد النصوص الإسبانية «التاميرا
Altamira »، لم يسبق لي على الإطلاق أن قرأت جملة إسبانية، كما لم يسبق لطه أن سمع مثل هذه الجملة. لكننا تغلبنا على هذا النص مستعينين بالفرنسية وباللاتينية وبالإيطالية التي استنجدت بها. وكانت لي صديقة أخذت على عاتقها ترجمة نص ألماني، أما بالنسبة إلى النصوص الأخرى فقد كنا نطلب ترجمتها إلى محترفين.
وفي أحد الأيام، أصابت طه آلام مرعبة في الرأس. واكتشفنا أن عينه اليمنى، التي كانت معطلة كالأخرى، تعاني التهابا حادا.
27
অজানা পৃষ্ঠা