20
فقد حضر ليتعرف بطه، وتنزه معه وحيدا في حقول البيرنيه مدة ساعتين، ثم قال لي عند العودة: «بوسعك أن تنفذي ما عزمت عليه ... لا تخافي. بصحبة هذا الرجل يستطيع المرء أن يحلق بالحوار ما استطاع إلى ذلك سبيلا، إنه سيتجاوزك باستمرار.» هذان الرجلان، اللذان كان كل منهما يقدر الآخر، سوف يتحابان عما قريب. لكن يد المنون اختطفت منا عمنا مبكرا بعد عدة سنوات من ذلك التاريخ، وبقي طه يردد حتى النهاية: «لقد كان عمك القس أحب رجل إلى نفسي.» وكان قد كتب إلى أمي عند وفاته: «كان مثلنا ودليلنا ومحل إعجابنا. كان يجعل كل شيء جميلا، وكان يجعل كل شيء نبيلا؛ لقد كانت الحياة تغدو بصحبته فجأة حياة أرفع وأخصب.»
21
أوليس ذلك هو ما أستطيع أن أقوله بدوري عن طه؟!
كان لا بد من الحصول على موافقة الجامعة؛ فلم يكن بوسع المبعوثين أن يتزوجوا قبل عودتهم،
22
كما كان لا بد من إعلام أهله. وأخيرا أعلنا خطوبتنا.
بدأت العمل معه، وغدا ذلك في منتهى الجدية. كان يعد لنيل إجازة في الأدب الكلاسيكي، وكان ذلك امتحانا عظيما لامرئ لم يدرس من اللاتينية إلا القليل، ولم يدرس ما يكفي من النصوص الفرنسية، كما لم يدرس التاريخ؛ امرئ كان علي أن أعلمه كذلك الجغرافيا وأعد له خرائط بارزة (أنا التي لم تعرف شيئا من الجغرافيا!) - هناك الآن خرائط خاصة بالمكفوفين
23 - وكنا نبدأ العمل بعيد الفطور. وبعد مضي سنوات كان يكتب في غمرة العاطفة والذكرى: «كنا نتبادل تحية الصباح، وكنت أقبل وجهك وخاتمك، ونتحدث في الحب وفي العلم ...»
وسمح لي أن أكتب أوراق امتحانه، وسأظل ممتنة لذكرى العميد «كروازيه
অজানা পৃষ্ঠা