Cortygen » وأوصاه بتناول بعض المسكنات الخفيفة في الليل، غادرنا وهو يطمئنني أن مريضنا سوف يرتاح الآن. ثم غادرنا السكرتير بدوره في الساعة الثامنة والنصف، وكذلك الخدم. وبقيت بمفردي معه. كان يريد مني أن أجعله يستلقي على ظهره، وكان ذلك مستحيلا بسبب ظهره المسلخ. وأصغي - وما أكثر ما يؤلمني ذلك! - إلى صوته يتوسل إلي كصوت طفل صغير قائلا: «ألا تريدين؟ ألا تريدين؟»
وبعد قليل، قال: «إنهم يريدون بي شرا. هناك أناس أشرار.» - من الذي يريد بك شرا يا صغيري؟ من هو الشرير؟ - كل الناس ... - حتى أنا؟! - لا، ليس أنت.
ثم يقول بسخرية مريرة ذكرتني بسخريته في أيام مضت:
أية حماقة؟! هل يمكن أن نجعل من الأعمى قائد سفينة؟!
من المؤكد أنه كان يستعيد في تلك اللحظة العقبات التي كان يواجهها والرفض الذي جوبه به، والهزء بل والشتائم من أولئك الذين كانوا بحاجة لمرور زمن طويل حتى يتمكنوا من الإدراك.
غير أنه لم يستمر، بل قال لي فقط، كعادته في كثير جدا من الأحيان: «أعطيني يدك.» وقبلها.
ثم جاءت الليلة الأخيرة. ناداني عدة مرات، لكنه كان يناديني على هذا النحو بلا مبرر منذ زمن طويل. ولما كنت مرهقة للغاية، فقد نمت، نمت ولم أستيقظ - وهذه الذكرى لن تكف عن تعذيبي.
نحو الساعة السادسة صباحا جعلته يشرب قليلا من الحليب، وتمتم: «بس ...» ونزلت أعد قهوتنا. ثم صعدت ثانية مع صينيتي ودنوت من سريره وناولته ملعقة من العسل بلعها ... وبدا لي بالغ الشحوب عندما استدرت إليه بعد أن وضعت الملعقة على الطاولة وهيأت البسكويت، لا تنفس ولا نبض. ففعلت ما كنت أفعله في لحظات غشيانه العديدة، لكني كنت أدرك أن ذلك كان بلا فائدة، فناديت الدكتور غالي،
7
ووصل بعد نصف ساعة.
অজানা পৃষ্ঠা