ولهذا كله نعرف السر في قصر الله عز وجل الثناء على المهاجرين والأنصار فقط، ثم قيد المهاجرين والأنصار بالسابقين منهم أيضا!! وقد اختلف في حد السبق كما سبق.
لكن أوسع مدى وصل إليه المفسرون انتهى إلى صلح الحديبية وهؤلاء المهاجرون (الهجرة الشرعية). والناصرون (النصرة الشرعية) أيام الذل والحاجة والضعف وليس أيام القوة والرخاء وتضعف أهمية الهجرة والنصرة كلما استغنى عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، فالمهاجر قبل بدر ليس كالمهاجر بعدها والأنصاري قبل بدر ليس كالأنصاري بعدها.
والفرق بين هؤلاء وهؤلاء ليس يسيرا بل كبيرا، يعرف ذلك من قرأ السيرة النبوية والنصوص التي نزلت في ذلك، علما بأن الطلقاء... ومن بعدهم لا يدخلون في هؤلاء ولا في هؤلاء.
النص الثالث.. من النصوص القرآنية:
وهو مفسر للدليل السابق وهو قول الله عز وجل: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون، والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)[18].
পৃষ্ঠা ২৮