আরবদের সাথে: ইতিহাস ও পুরাণে
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
জনগুলি
وكان حنظلة أصلع ضخم الهامة، عظيم البطن مشرب الوجه بحمرة، وكان الحر قد فصد عرقه وزاد وجهه احتقانا، فقعد ومر بيده على جبينه يمسح العرق وصرخ بصوت مغضب: إني لأسمع أصواتا تضج حولي، فلا تجرن فارس أرجلها بهذه البطحاء، بطحاء ذي قار، وأنا أسمع لكم نبرة أو نفسا يتردد. إني لا أرى وجها غير وجه القتال، أما ركوبنا الفلاة فهو الموت عطشا، وأما الاستسلام إلى كسرى فهو ذبح رجالنا وسبي نسائنا وذرارينا، ثم التفت حنظلة إلى هانئ فقال له: أخرج ما أودعك النعمان من سلاح وفرقه في المقاتلة، فإن كان الظفر رددناه عليك، وإن كان الموت فلا أرى هذا السلاح إلا أهون مفقود بجانب أرواحنا.
ودار حنظلة فوجد النعمان بن زرعة واقفا فصاح به: إنك شهدت وسمعت يا هذا، ولولا أنك رسول، ولولا أننا نريدك أن ترجع إلى من أرسلك فتخبره، لقتلناك، فامض عنا.
وانطلق النعمان بن زرعة، وجعل هانئ بن مسعود يوزع ما لديه من سلاح، وتفجرت في النفوس ينابيع من قوة، كانت محبوسة في الأغوار، وكان حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي صاحب اليد السحرية التي فكت عن تلك الينابيع أقفالها، فتفجرت زاخرة عامرة، ولولا وجود تلك الينابيع المحبوسة لذهب جهد حنظلة عبثا من العبث، فالبطل الفرد يكون أثره بمقدار ما يجد - أو يوجد - التجاوب بينه وبين من حوله.
وبات الجميع ليلتهم على يقظة وتأهب.
وعلم البكريون، من نزيل كان بينهم، أن الفرس رماة أفتك ما عندهم النشاب، فقرروا أن يتكردسوا للمعركة كراديس، أي: قطعا قطعا من الخيل، فإذا صرف الفرس نشابهم إلى كردوس وهجموا عليه شد كردوس أو كراديس أخرى على الفرس، حتى لا يعرف العدو أين يضرب، ولا من أين تقع عليه الضربة.
وأقبل اليوم التالي، وهو يوم المعركة، فنهض حنظلة إلى الوضن التي تستعملها النساء في ركوب الأينق، فبدأ بقطع وضين امرأته، ثم قطع الوضن كلها كي يستحيل على النساء الفرار على الأينق إذا فر الرجال، وصاح: ألا فليعلم كل منكم أنه إذا خلى مكانه فقد أسلم حليلته للسبي، فقاتلوا في مدى ما بين الظفر أو الموت، وإنه لمدى ضيق، وبادروا العدو بالشدة فذلك أوقع.
ونهض هانئ بن مسعود وقد قنع بالقتال، فأرسلها كلمات فيها هدوء الحكمة، وليس فيها برود الحكماء، فقال: إن الحذر لا يدفع القدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، المنية ولا الدنية!
وتعالت أصوات النساء في الحض على البأس والبلاء، فصاحت امرأة عجلية:
إن تهزموا نعانق
ونفرش النمارق
অজানা পৃষ্ঠা