আরবদের সাথে: ইতিহাস ও পুরাণে
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
জনগুলি
ولكن سنترك المعينيين يوردون الطيب إلى الدنيا، وتقف عند هذا البحار المعيني الذي طالما زار البنجاب في الهند، ومخر رقعة المياه التي يتنازعها العرب والهنود، في الاسم، فيقال لها تارة البحر الهندي، وطورا البحر العربي.
تقف عند هذا البحار الذي ينشق لنا عنه، في الخيال، ضباب المحيط وضباب الزمن، هو سلف السندباد، وهو سلف أحمد بن مجيد، البحار العظيم الذي لقي فاسكو داغاما الرحالة البرتغالي قبل ذرور القرن السادس عشر الميلادي، وكان فاسكو قد عبر رأس الرجاء الصالح، وسار محاذيا الشاطئ الأفريقي الشرقي، فصادفه أحمد بن مجيد وأعانه على تفهم الملاحة وتعرف الطريق في ثنايا العباب.
وحبذا لو كنا نفهم لغة هذا البحار المعيني، إذن لسألناه بعض تلك الغرائب التي تمتلئ بها عادة حقائب البحارة الذهنية، فحدثنا عن بنات الماء وتزاوجهن والآدميين، وزواجه بإحداهن، وحدثنا غير ذلك مما نقرؤه في قصص البحر في الآداب العربية، وإنها لقصص من الطرافة والمتعة بحيث يجب جمعها يوما في دفتي كتاب.
ولكنا ما دمنا لا نفهم لغته فلنتركه، ولنقف هذه المرة - ويا للغرابة! - أمام أحد النقوش.
هو أثر سماه العلماء ب «نقش نقب الحجر» نسبة إلى موضع عثر فيه رجل موفق اسمه «جيمس ولستيد» في شبه جزيرة العرب على سطور محفورة في صفيح الصخر، فرسمها وأذاعها على أوروبا، فاهتدى الأثريون إلى قراءتها، وإذا هي كتابة معينية!
أما محتواها فلن يهمنا ما دمنا لا نأمل أن يكون أحد تجار معين كتب لي أو لك، أيها القارئ، صكا بميراث! ولكن شكل الكتابة جدير بأن يحبس انتباهنا، فخطها هو الخط المسند أو الحميري كما يدعوه مؤرخو العرب، وهو يمثل شقة بعيدة انقضت بين الكتابة المصرية الصورية، أي الهيروغليفية، والكتابة الفينيقية بالحروف.
ومن المعجب أن الإنسان بدأ رساما لا خطاطا، ومن هنا ظل العرب مصرين، طوال العصور كلها، على اعتبار الخط فنا من الفنون الجميلة، واشتقوا منه الأنواع وتأنقوا فيها وأبدعوا.
وأقبل إنسان خط خطا بل رسم رسما هو الإنسان المصري، فكان إذا شاء أن يكتب حمامة رسمها بشكلها، ثم جدت الكتابة المقطعية، وهي كتابة أقرب إلى الصورية، إلا أن الصورة فيها لا تكون كلمة، بل مقطعا من كلمة.
أما آخر دور من أدوار التطور في الكتابة فهو استعمال الحروف.
والخط المسند أدنى إلى الكتابة بالحروف منه إلى الكتابة الصورية، والكتابة المقطعية، وأبجديته تسعة وعشرون حرفا.
অজানা পৃষ্ঠা