ثم غزا يريد قريشا فسلك على نقب بني دينار بن النجار، فصلى عند شجرة يقال لها: ذات الساق، وضع عندها طعاما فأكل وأكل منه الناس ثم ارتحل فنزل العشيرة من بطن ينبع ثم أودع بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة، فلم يقم بالمدينة إلا ليالي قلائل حتى أغار كرز بن جابر الفهري على مسرح المدينة فخرج في طلبه، وفاته كرز ثم رجع إلى المدينة، فأقام بها جمادى الآخرة، ثم بعث عبد الله بن جحش مقفله من بدر الأولى -وهي غزوة كرز بن جابر- وبعث مع عبد الله بن جحش كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم يقرأ كتابه ولا يستكره أحدا من أصحابه، فلما سار عبد الله ابن جحش فتح الكتاب ونظر فيه فإذا فيه إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة فترصد بها قريشا وتعلم لنا أخبارهم.
فلما نظر عبد الله في الكتاب قال: سمعا وطاعة، ثم قال لأصحابه: قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة وهي بين مكة والطائف أن أرصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر، وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليمض لطيبة فإني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمضى ومضوا معه لم يختلف منهم أحد.
حتى إذا كان بمعدن من فرق الفرع يقال له: بحران أضل سعد وعتبة بعيرا لهما.
فتخلفا في طلبه ومضى عبد الله في بقية أصحابه حتى نزلة نخلة، فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل والحكم بن كيسان فلما رأوا المسلمين وهم ثمانية رهط من المهاجرين، فهابوهم.
পৃষ্ঠা ২৭৬