(لا تنذروا) بضم الذال وكسرها ((فإن النذر لا يغني من القدر شيئا)) هذا التعليل يدل على أن النذر المنهي عنه (¬1) ما يقصد به تحصيل غرض أو دفع مكروه على ظن أن النذر يرد عن القدر شيئا (¬2).
وليس مطلق النذر منهيا إذ لو كان كذلك لما لزم الوفاء به وقد اجمعوا على لزومه إذا لم يكن المنذور معصية وفي قوله صلى الله عليه وسلم ((وإنما يستخرج به من البخيل)) إشارة إلى لزومه لأن غير البخيل يعطي بإختياره بلا واسطة النذر والبخيل إنما يعطي به بواسطة النذر الموجب عليه (¬3).
قال المازري (¬4):النذر مكروه لأن الناذر إنما يأتى به بغير نشاط لأن إتيانه يكون لتحصيل غرض أو للخلاص مما إلتزمه عليه (¬5).
((ق (جابر رضي الله عنه)) إتفقا على الرواية عنه (¬6)
قال كنا نحفر الخندق فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضامر البطن من الجوع فرجعت إلى إمرأتي فقلت لها هل عندك شيء فأخرجت جرابا فيه صاع من شعير وكان لنا بهيمة داجن أي ولد ضأن مألوف في البيت فذبحتها وطحنت الشعير ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته قلت تعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم ((يا أهل الخندق إن جابرا صنع لكم سورا)) (أي طعاما) ((يدعوكم إليه (¬7) فحي هلا بكم)) فقال صلى الله عليه وسلم ((لا تنزلن)) بضم اللام من الإنزال ((برمتكم)) بضم الباء وسكون الراء المهملة القدر المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز (¬8) فاستعمل هنا في مطلق القدر (¬9) ((ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء قاله له يوم الخندق)). قال الراوي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم معي يقدم (¬10) الناس فبصق فيه وبارك ثم عمد (¬11) إلى برمتنا فبصق وبارك واهل الخندق كانوا ألفا أقسم بالله أن كلهم أكلوا حتى شبعوا وإنحرفوا وإن برمتنا لتغلي كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو (¬12).
পৃষ্ঠা ১১৭