قيل في بعض النسخ فيفتحون بتاء واحدة وهو الأصوب لأن الإفتتاح أكثر ما يستعمل بمعنى (¬10) الإستفتاح فلا يقع موقع الفتح (¬11) ((فبينما هم)) ما مزيدة معوضة عما تستحقه من المضاف إليه وقد يترك الميم فيقال فبينا هم ((يقتسمون الغنائم (¬12) قد علقوا سيوفهم بالزيتون)) يعني بشجرة (¬13) ((إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم)) بتخفيف اللام أي قام مقامكم ((في أهليكم)) يعني في دياركم المراد بالمسيح الدجال (¬14) سمي بذلك لأن عينه اليسرى ممسوحة ((فيخرجون وذلك)) أي ما قاله الشيطان إن المسيح قد خلفكم ((باطل فإذا جاءوا)) أي جيش المسلمين ((الشام خرج)) أي الدجال (12/أ) ((فبينما هم (¬1) يعدون)) من الإعداد بمعنى التهيئة (¬2) ((للقتال)) يعني (¬3) بين أحوال يهيئون فيها الآلات لقتال الدجال (¬4) ((و(¬5) يسوون الصفوف إذا (¬6) أقيمت الصلاة)) يعني جاء وقت إقامة المؤذن للصلاة ((فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم)) يعني قصد المسلمين بأخذ (¬7) سنة رسولهم والإقتداء بهم لا أن (¬8) عيسى عليه والسلام يؤمهم ويقتدون به كذا قاله الطيبي (¬9).
وقيل الضمير (¬10) المنصوب في أمهم عايد إلى أهل الدجال ومتابعيهم (¬11) يعني قصدهم بإهلاكهم (¬12) ((فإذا رآه عدوالله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه)) أي لو ترك عيسى صلى الله عليه وسلم الدجال ولم يقتله.
(لانذاب (¬13) حتى يهلك) أي بالكلية (ولكن يقتله الله بيده) أي بيد عيسى صلى الله عليه وسلم (فيريهم) أي عيسى صلى الله عليه وسلم المسلمين و(¬14) الكافرين (¬15) ((دمه في حربته)).
فإن قلت قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صفة عيسى صلى الله عليه وسلم ((لا يحل (¬16) لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه)) (¬17)
فكيف يبقي الدجال حيا حين يراه عيسى صلى الله عليه وسلم حتى يقتله
قلت يجوز أن يكون الدجال مستثنى من الحكم المذكور ولحكمة وهي إراءة دمه في الحربة ليزداد كونه ساحرا في قلوب المؤمنين (¬18).
পৃষ্ঠা ১০৬