قال صلى الله عليه وسلم ((أخذ الراية زيد فأصيب ثم جعفر فأصيب ثم إبن رواحة فأصيب ثم خالد بن الوليد ففتح في يديه (¬1)) فجعل صلى الله عليه وسلم يقول وعيناه تذرفان (رجلا من العدو ومنع) بالجر عطف على القتل ((خالد بن الوليد (¬2) إياه سلبه)) أي القاتل عن سلبه ((لما إستكثره)) بتشديد الميم أي حين إستكثر خالد أن يعطيه (¬3) سلب المقتول ويجوز تخفيف الميم وكسر اللام على أن يكون ما مصدرية (¬4) ((بعد قوله لخالد إدفعه إليه)) يعني (¬5) قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بعد أمره لخالد (¬6) بدفع السلب إلى القاتل ((فلما مر خالد بعوف فأغضبه)) أي أغضب (¬7) عوف خالدا بتوبيخه وجر ردائه وغلبته عليه وقد كان قال عوف لخالد لابد أن أشتكي منك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعك السلب (¬8)
((سمعه (¬9) رسول الله صلى الله عليه وسلم)) أي (¬10) سمع صلى الله عليه وسلم قول عوف لخالد ((قال الحديث)) قال عامل في لما.
إعلم إن السلب ليس حقا للقاتل عند الحنفية وإنما يكون له بتنفيل الإمام (¬11) فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر خالدا أولا بإعطائه فوجب عليه ذلك ثم نسخه بقوله ((لا تعطه)) لئلا يجتريء (¬12) الناس على الأئمة.
وحق له عند الشافعية (¬13) (9/أ) فيشكل عليهم الحديث فوجهوا منع النبي صلى الله عليه وسلم السلب منه لوجهين (¬14). أحدهما أنه صلى الله عليه وسلم لعله أعطى السلب القاتل وإنما أخره تعزيرا لإطلاقه لسانه في خالد (¬15) وهتك حرمة الوالي. وثانيهما أنه صلى الله عليه وسلم إستطاب قلب صاحبه بإختياره وجعله للمسلمين وكان المقصود بذلك إستطابة قلب خالد (¬16) إستدل به البعض (¬17) على أن الحكم عند الغضب جائز وليس كذلك.
পৃষ্ঠা ৮৫