المعنى لو أنفق أحدكم مثل جبل أحدذهبا في سبيل الله ما بلغ ثوابه ثواب إنفاق أحد من أصحابي مدا من الطعام ولا نصيفه (¬1) لعل سبب ذلك أن إنفاقهم كان بصدق النية ومزيد الإخلاص مع ما كانوا في وقت الضرورة وكثرة الحاجة إلى نصرة الدين وذلك معدوم بعدهم وكذا سائر طاعاتهم (¬2). فإن قلت المخاطبون إن كانوا الصحابة فغير مستقيم وإن كانوا من بعدهم فهم غير موجودين قلت (¬3):يجوز أن يكون (¬4) الموجودين من العوام الذين لم يصاحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ويفهم منه خطاب من بعدهم بدلالة النص (¬5).
((خ (عائشة رضي الله عنها)) روى البخاري عنها (¬6)
((لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)) أي وصلوا إلى ما عملوا من خير وشر فلا فائدة في سبهم (¬7) قيل هذا النهي إنما يعم في أموات المسلمين إذا لم يتعلق بسبهم مصلحة (¬8).
وأما إذا تعلقت فسبهم جائزكسب الفساق وأهل البدع ليجتنب غيرهم عن (¬9) سلوك طريقهم وكجرح رواة الحديث لأن أحكام الشرع مبنية على بيان حالاتهم (¬10) وكذا سب أموات الكفار عموما جائز وأما سب المعين منهم فغير جائز لإحتمال موته على الإسلام إلا أن يكون ممن نص الشارع على كونه جهنميا كأبي لهب (¬11) وأبي جهل (¬12) وأمثالهما (¬13).
পৃষ্ঠা ৭৪