وهذا من المتشابه مذهب السلف فيه التسليم من غير كلام فيه (¬5) ومن إلتزم تأويله من الخلف يقول وضعها كناية عن دفعها وتسكين سورتها كما تقول وضعت رجلي على فلان إذا قهرته (¬6). أو نقول المراد من القدم قوم سموا بهذا الإسم (¬7). أوالمراد به قدمهم الله وأعدهم للنار من الكفرة (¬8) فتمتليء منهم جهنم كما يراد بالقبض بفتح الباء المقبوض ومنه قوله تعالى {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} (¬9) أي ما قدموه من الأعمال الصالحة (¬10).وأيضا المراد بالرجل جماعة من الناس وهو وإن كان موضوعا لجماعة كثيرة (¬11) من الجراد ولكن الإستعارة (5/ب) لجماعة من الناس غير بعيدة (¬12) ومنهم من يقول المراد به قدم بعض مخلوقاته إضافتها إلى الله تعالى تعظيما كما قال تعالى {فنفخنا فيه من روحنا} (¬13) (¬14) وكان النافخ جبريل ومنهم من يقول القدم إسم لقوم يخلقهم الله تعالى لجهنم (¬1).
قال القاضي عياض هذا أظهر التأويلات (¬2) (¬3) لعل وجهه أن أماكن أهل الجنة تبقى خالية في جهنم ولم ينقل أن أهلها يرثون تلك الأماكن في جهنم ويقال في حقهم أن الله يختص بنقمته من يشاء كما يرث أهل الجنة أماكن أهل النار في الجنة غير جنة أعمالهم ويقال لهم أن الله يختص بنعمته (¬4) من يشاء وهذا من نتائج قوله تعالى ((سبقت رحمتي على غضبي)) (¬5) فيخلق الله خلقا على مزاج لو دخلوا به الجنة لعذبوا فيضعهم فيها (¬6) فإن قلت إذا لايم مزاجهم النار فأنى يتصور التعذيب قلنا الموعود ملؤها لا تعذيب كل من فيها ((فتقول قط قط)) بسكون الطاء وتخفيفها وروى بكسر الطاء منونة وغير منونة بمعنى حسبي (¬7) والرواية الأولى هي المعتمد عليها وتكرار قط ثلاث مرات في إحدى روايات مسلم (¬8) وفي أكثرها مرتان ((وعزتك)) الواو فيه للقسم ((ويزوى بعضها إلى بعض)) وهو بالزاي المعجمة على بناء المجهول أي يضم ويجمع من غاية الإمتلاء (¬9).
((م (جابر رضي الله عنه)) روى مسلم عنه (¬10)
পৃষ্ঠা ৬৭