((خ (أبوهريرة رضي الله عنه)) روى البخاري عنه (¬1)
)) لا تحاسدوا)) الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد وهو مذموم ((ويروى لا حسد إلا في اثنتين (¬2))) أي في خصلتين إثنتين ((رجل)) أي خصلة رجل وهو بالرفع خبر مبتدأ محذوف وبالجر بدل من إثنتين (¬3). ويروى ((في إثنين)) أي في شأن إثنين فعلى هذا لا حاجة إلى تقدير خصلة في رجل ((آتاه الله)) أي أعطاه ((القرآن فهو يتلوه (¬4) آناء الليل)) أي في ساعاته ((وآناء النهار فهو)) أي الحاسد ((يقول لو أوتيت (3/أ) مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه)) أي في حق الله قيد به لأن كل إنفاق ليس جائزالحسد بل الإنفاق في سبيل الله ((فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي)) أي المحسود ((لفعلت كما يفعل)).إعلم أن هاتين الصورتين صورتا الغبطة لا الحسد لأن الغبطة أن تتمنى لك مثل ما لأخيك من غير تمني زواله عنه (¬5) وهذا مرضي إذا كان المتمنى (¬6) مما يتقرب به إلى الله تعالى. وإنما أطلق عليها الحسد بإعتبار كونها في صورة الحسد من وجه وإن (¬7) الحصر فيهما غير مقصود بل يفهم بدلالة نصهما أن كل ما هو في معناهما من القرب والعبادات. فالحسد فيه مستحب يعني لا قدر ولا عزة لشيء مما يتمنى (¬8) المسلم حصوله في الدنيا إلا لهاتين الخصلتين وما في معناهما (¬9).
((ق (أبوهريرة رضي الله عنه)) إتفقا على الرواية عنه (¬10)
((لا تحاسدوا ولا تناجشوا)) النجش هو أن تزيد في ثمن السلعة ولا رغبة لك في شرائها (¬11) وقيل هو طلب رفعه على أحد (¬12) وقيل هو تحريض الغير على الشراء (¬13) ((ولا تباغضوا ولا تدابروا)) أي لاتقاطعوا ((وكونوا عباد الله إخوانا )).
পৃষ্ঠা ৫৪